اطبع هذه الصفحة


إلى أي مدى نستطيع مراقبة أولادنا ؟

الدكتور مسلم محمد جودت اليوسف

 
 فضيلة الشيخ السلام عليكم ورحمة الله و بركاته :
إلى أي مدى نستطيع مراقبة أولادنا ؟
الحمد لله رب العالمين:

مراقبة الأولاد من الواجبات المطلوبة من الأبوين، لكي يتعرفوا على إيجابياتهم ، وسلبياتهم فيحسنوا استغلال الإيجابيات وترشيدها، و يحاولوا القضاء على سلبياتهم إن وجدت .

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان ) .

قال القاضي عياض: هذا الحديث ( يعني من رأى منكم منكرا ) أصل في صفة التغيير فحق المغير أن يغيره بكل وجه أمكنه زواله به قولا كان أو فعلا فيكسر آلات الباطل ويريق المسكر بنفسه أو يأمر من يفعله وينزع المغصوب ويردها إلى أصحابها بنفسه أو بأمره إذا أمكنه، ويرفق في التغيير جهده بالجاهل وبذي العزة الظالم المخوف شره إذ ذلك أدعى إلى قبول قوله ).
عن عبد الله بن عمر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "" ألا كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته: فالأمير الذي على الناس راع عليهم وهو مسئول عنهم ، والرجل راع على أهل بيته وهو مسئول عنهم ، والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسئولة عنهم ، والعبد راع على مال سيده وهو مسئول عنه؛ فكلكم راع ، وكلكم مسئول عن رعيته "" .رواه أبو داود و قال عنه الشيخ ناصر الدين اللالباني حديث صحيح .

وطبعا لا يمكن إجراء هذا الأمر إلا بمراقبة، ومتابعة الأهل للأولاد بالحكمة والفطنة والسياسة ، ولا يوجد معيار لهذه المراقبة، فهي تختلف من شخص لأخر، ومن حالة إلى أخرى مع مراعاة سن الولد ، و جنسه ، و خصوصيته .

فعلى سبيل المثال الطفل في سن المراهقة يحتاج إلى رعاية ومراقبة شديدة من الوالدين ، فعلى لبينات هذه المرحلة الحرجة تحدد معالم شخصية المراهق وخطوط مستقبله
لذلك على الوالدين أن يقوموا بتفتيش حوائج وحقائب و أمتعة المراهق بشكل سري أحياناً للتأكد من سلوكهم ، فربما زين لهم الشيطان باقتناء شيء محرم.
فكم من شاب تمنى مراقبة أهله له قبل تمكن الشيطان منه ومن حياته .

قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون )

لذلك ننصح بالمراقبة الأولاد ما بين الحين والأخر مع مراعاة عدم شعور الأولاد بتلك المراقبة، وكأنها سيف مسلط على رقابهم، و إلا سيكون لها نتائج عكسية.

فإذا وجد الأب أو الأم شيئا محرما أو به شبهة تحريم، فإن الواجب عليهما مناقشة الولد ومعرفة سبب وجود هذا الشيء هنا، ثم مناصحته وموعظته وتخويفه بالله وبالعقوبة إن أعاد الكرة ثانية، و لا بأس بالضرب وحبس العطية والنوال.

وفي مثل هذا جاءت الوصية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم معلما الأب ردع الولد:

عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: علقوا السوط حيث يراه أهل البيت ، فإنه أدب لهم ) .
و الله أعلم
 

مسلم اليوسف
  • بحوث علمية
  • بحوث نسائية
  • مقالات ورسائل
  • فتاوى واستشارات
  • الصفحة الرئيسية