اطبع هذه الصفحة


عائلتي متعبة

الدكتور مسلم محمد جودت اليوسف

 
السلام عليكم ورحمة الله أولا أحب أن أشيد بهذا الموقع الطيب الذي جعلني اشعر أنني وجدت ناصحا أمينا أما بعد وعن مشكلتي نحن أسرة مكونة من ستة أفراد طفلي يبلغ من العمر احد عشر عاما يليه فتاتين وفتى ..طفلي هذا يؤرقني بتصرفاته الحمقاء وطيشه اللامحدود على الرغم من حفظه لحوالى نصف القرآن و للأسف أباه مشغول بلقمة العيش عنا جميعا و أنا التي أتصادم معه إذ أنه ينزل للشارع ويغيب طويلا ويبدو انه لم يكن في الصلاة لكنه يكذب وأحيانا يقسم بالله لأصدقه مما يدمى قلبي كما انه ومنذ أعوامه الأولى لا يجد غضاضة في الاستيلاء على ممتلكات الغير وقد تطور الأمر فصار لا يأخذ لعبا أو ما شابه ذلك لكن يمكن أن يأخذ نقودا وينفقها ونظرا لانشغال أباه المتواصل فالحمل كله على وأباه لا يعي خطورة الأمر وان كان يتضايق لكنه يستاء أكثر من عصبيتي وصراخي بسبب سوء خلق ابننا وللعلم مرتب زوجي كبير ويعده البعض رائعا لكنى لا اشعر بشيء من البركة فيه..إذ غالبا ما أجد ما سلط علينا من مصائب وخسائر تفتى بأكثر من هذا المرتب الكبير والأطفال يحطمون كل شيء عن دون قصد وأحيانا عن قصد مما يجعلني دائمة الصراخ في وجوههم وزوجي لا يعلق كل شيء يقول خلاص قدر الله وما شاء فعل و إنا لله وإنا إليه راجعون طيب متى يتعلمون المحافظة والنظام والغريب أن الزوج لا يصلح أبدا ما اتلف إلا بعد أكثر من ثلاث أعوام مهما شق علينا الأمر وأنا اكتب لكم وأنا اقعد وسط الكثير من الأشياء التالفة فما سر عدم البركة وما سر سوء خلق ابنى بالله عليكم أجيبوني فأنا حائرة لابعد مدى بلغ ضيقي مداه وقد انفصلنا أنا وزوجي مرتين سابقا لنفضه يده من التزامات التربية والتقويم ثم عدنا لبعض وهل يمكن اعتبار العين والحسد هما السبب فيما نجده إذ أننا وزوجي عمرينا ثلاثين وسنوات قليلة وأنا لا يظهر على السن مطلقا مما يعرضني وأطفالي للحسد باستمرار والكل يتخيل أنني في العشرين وقد أنجبت كل هؤلاء الأطفال ما شاء الله لا قوة إلا بالله اللهم بارك بهم واكفنا شر العين فما الحل أرجوكم تعبت تعبت أكاد أموت من القهر ولا يوجد لي أحد فأمي متوفاة وأبي متزوج كما أننا في الغربة والناس هنا لئام إلا من رحم ربى هل انفض يدي أنا الأخرى وليكن ما يكون مع أولادنا أكثر ما يضنيني أننا محسوبين من الخاصة أو من الملتزمين بأحكام الشرع وأخشى والله أن نكون من الأخسرين أعمالا.

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسولنا ومعلمنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وبعد:
إن مشكلتك أيتها الأخت الكريمة هي مشكلة عدم وجود إسلوب حسن في التربية لديك .
لذلك أرى أن مشكلتك يمكن أن تحل إذا ما اتبعتي النقاط التالية:
1- الإخلاص بالدعاء إلى الله تعالى ، فهو القادر على إصلاح حالك وحال أولادك وزوجك . قال تعالى :{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} (غافر:60)
2- الصبر على التربية : فالأمر الذي تتولينه عظيم قال تعالى :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}(التحريم:6)
فبصبر على زوجك وأولادك تقي نفسك وزوجك وأولادك النار التي وقودها الناس والحجارة ، والخلاص من هذه النار وأهوالها يحتاج إلى الكثير من الصبر والإخلاص والعناء وأعتقد أن الأمر جدير بالصبر والعناء والإخلاص.
وأنت أيتها الأخت مسؤولة مسؤولية مباشرة أمام الله تعالى عن رعاية أولادك وبيتك.
عن عبد الله بن عمر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ، الإمام راع ومسؤول عن رعية ، والرجل راع في أهله عن رعية ، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها………} رواه البخاري.
3- ولعل أيتها الأخت الكريمة الأسلوب الذي تنتهجينه في تربية أولادك فيه الكثير والكثير من الأخطاء وسأبين لك بعض الأساليب الناجحة في تربية الأبناء :
أ‌- القدوة : فإنها إسلوب عملي ينبع من فطرة الناس في المحاكاة والتقليد ، فالقدوة الحسنة تؤثر ميلاً إلى التقوى ، ميلاً إلى السمو والإرتفاع مهما كانت التضحيات ، ونحن مطالبون في مجال القدوة أن نقدم دائماً النموذج العملي إلى قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ} (الصف:3) .
ب‌- الحوار مع الزوج والأبناء كا بقدر ما يعقل ويفهم بعيداً عن العصبية والتشنجات التي تذهب بالهيبة وماء الوجه.
ج- استعمال الترغيب والترهيب مع الأولاد وابتعدي قدر ما تستطيعين عن الصراخ واستبدليه بالضرب المناسب الذي يؤلم ويربي ولا يؤذي.
انظري إلى قول الرسول الكريم كيف علمنا كيف نتعامل مع أبنائنا عندما يبلغون عشر سنين بقوله صلى الله عليه وسلم (( إضربوهم )) ولم يقل وبخوهم .
عن محمد بن شعيب عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{ مروا أبناءكم بالصلاة لسبع سنين واضربوهم عليها لعشر سنين وفرقوا بينهم بالمضاجع } رواه أحمد
4- شاركي أولادك باللعب و حفظ القرآن و بعض الأناشيد الإسلامية فهذا الأمر يكسبهم حبك الذي يعلمهم كيف يلعبوا وكيف يحافظوا على ألعابهم ويزدادوا حباً لك وحباً لوالدهم.

والله المستعان

 

مسلم اليوسف
  • بحوث علمية
  • بحوث نسائية
  • مقالات ورسائل
  • فتاوى واستشارات
  • الصفحة الرئيسية