اطبع هذه الصفحة


معالم وأصول للمنهج الحق

محمد بن مشعل العتيبي

 
بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تنبع أهمية هذا المقال في أن الهجوم يكاد يتوحد من أهل الكفر والشرك والإبتداع على هذا المنهج الصافي الذي يمثل الصورة الحقيقية عن الإسلام والذي أساسة ماجاء عن الله عز وجل وعن رسوله صلى الله عليه وسلم.
فأحببت أن أذكركم ببعض المعالم التي تميز أهل السنة والجماعة عن غيرهم وتضبط منهجهم واستدلالهم وتعاملهم في شتى نواحي الحياة وهي والله عظيمة لمن تأملها وعرف
تطبيقاتها ومجالاتها.
وقد استفدتها من من محاضرة قيمة للشيخ عبدالرحمن المحمود نفع الله به في جدة كانت بعنوان خصائص أهل السنة والجماعة عام1426ه
فإلى المعالم:
.الأول:أهل السنة والجماعة ينطلقون من التوحيد في كل شيء،توحيد الله عز وجل الذي يقتضي الإيمان بأنه الخالق وماسواه مخلوق،الكامل وماسواه ناقص،المعبود بحق وماسواه عابد خاضع ذليل
وأي خلل في هذا الأمر يصبح وبالا على صاحبه فتبين من هذا ضلال أهل الإبتداع والمذاهب الفكرية الفاسدة لأنهم أخلوا بتوحيد الله عز وجل.
.الثاني:لاتعارض عندهم بين العقل والنقل،ولاصراع عندهم بين الدين الحق وبين العلم الحديث النافع:فلايمكن أبدا أن يتعارض خبر غيبي أو تشريعي مع نظرية علمية صحيحة وتأملو في ذلك: الإعجاز في القرآن والسنة مثل حديث الذبابة وكذلك عسل النحل في الاية الكريمه وغير ذلك.
وإن حصل تعارض فالخلل في الفهم والعقل لا في النص.
.الثالث:الدعوة بالعلم النافع ،وشروط تعلمه:
-ألايعارض الدين وأصوله فإن عارضهما فهو مرفوض كالعلم الذي يقود إلى الإلحاد والسحر والموسيقى ونحو ذلك.
-أن يكون فعلا نافعا تنتفع به الأمة.
-النية الخالصة:فينوي به وجه الله عز وجل وخدمة هذا الدين.
.الرابع:التلازم عندهم بين العقيدة والشريعة والإهتمام بإقامة الشريعة كما تقام وتبنى العقيدة،ولايرددون مقالات أهل الزيغ والضلال كالقائلين بفصل الدين عن مناحي الحياة والسياسة أو القائلين بسقوط التكاليف في مرحلة معينة "الولي"أو نظرية ولاية الفقيه وتشريعه لهم.
..الخامس:التطبيق العملي للعقيدة،فليسوا أصحاب كثرة كلام ولاتنظير لايبنى عليه عمل،وإنما يبينون الحق ويعملون به.

"وأيما علم أو عقيدة لاتؤدي بصاحبها إلى عمل صحيح فإنها عقيدة خلل وضلال"
ومن أهم مايميزهم في جانب التطبيق العملي مايلي:

-الربط بين العقيدة والعمل:كالإيمان فهو عندهم قول وعمل واعتقاد وتذكروا حديث الإيمان بضع وستون شعبة فقد ذكر الحياء وهو عمل قلبي والشهادتين وهي تلفظ باللسان مع اعتقاد بالقلب وإماطة الأذى عن الطريق عمل بالجوارح وكلها من الإيمان،والعمل ناتج عن اعتقاد القلب .

-الكفر بالطاغوت:فهو عقيدة إيجابية تؤسس للتوحيد وتدعو إلى الله وتميز بين الحق والباطل،فالكفر بالطاغوت لبيان الحق وهو بداية الدعوة إلى المنهج الحق،ورؤووس الطواغيت عندهم خمسة:

.ابليس نعوذ بالله منه.

-من عبد من دون الله وهو راض.

-من دعا إلى عبادة نفسه كفرعون النمرود وكذلك من دعا إلى عبادة غيره من أهل الشرك.

-من ادعى شيئا من علم الغيب.

-من حكم بغير ماأنزل الله :والمسأله لها تفصيل عند أهل العلم يرجع فيه لكتاب الشيخ محمد ابن ابراهيم.
-ومن الأمورالتي تميزهم في جانب التطبيق العملي كذلك:قيام المجتمع على الأخوة والنصرة والموالاه .

-الدعوة بالقدوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
.السادس:الوسطية والشمول: فهم أمة وسط كما يقرره الشرع والدين لاكما يقرره أهل الأهواء بقولهم كن وسطيا أي متساهلا متميعا مبتعدا عن بعض أمور الدين.
وكذلك الشمولية لكافة جوانب الحياة من علم وعمل ودعوة وأخلاق وأحكام وتعاملات وسياسة واقتصاد وكافة الجوانب،فالإسلام منهج إيجابي والشمول وصف له.
هذه أيها الأحبة بعض الجوانب والمعالم التي ميزت أهل الحق عن غيرهم وبحمد الله فهذا الدين منصور وهذا المنهج منتصر بإذن الله عز وجل لأنه المنهج الذي ارتضاه الله للبشرية وقضى أن تبقى طائفة تثبت عليه إلى قيام الساعة لايضرهم من خذلهم وخالفهم.

فأبشروا وأملوا خيرا من ربكم.
وأستودعكم الله.


 

محمد  العتيبي
  • مقالات
  • الصفحة الرئيسية