اطبع هذه الصفحة


خاطرة حول الكلمات الوعظية المختصرة

مصلح بن زويد العتيبي
@alzarige

 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


الحمدلله خير من وعظ والصلاة والسلام على الواعظ المتعظ والسراج المنيّر وعلى آله وصحبه والتابعين أما بعد
فالكلمات الوعظية المختصرة سواء كانت في المساجد أو المناسبات أو غير ذلك تختلف اختلافا جوهريا عن المحاضرات والدروس من عدة نواحي .
ومن أهم تلك النواحي ما يتعلق بالمتلقي ففي المحاضرات والدروس يكون المتلقي قاصدا الحضور والاستماع فلديه قابلية أكثر للاستفادة أما في الكلمات فتكون الكلمة أشبه ما تكون بالمفروضة عليه فهو جاء لأداء الصلاة أو حضور المناسبة ثم كانت هذه الكلمة في انتظاره فالرغبة في الاستفادة والاستماع عنده ليست كمن يأتي للمحاضرة .

وحتى تؤتي هذه الكلمات ثمارها فعلى المتحدث أن يركز على الآتي :


أولا /
الاختصار قدر الإمكان حتى لا يمل المستمع السماع فيخرج ولم يستفد من الموعظة وأرى أن تكون من عشر دقائق إلى خمسة عشر دقيقة ولا تزيد عن ذلك .

ثانيا /
التحديد الدقيق للموضوع المراد الحديث عنه والرسالة المراد إيصالها .
فقد حضرت بعض الكلمات يقول المتحدث أنه سيقف مع حديث معين فينتهي من كلمته ولم يقف إلا على أول الحديث.
والبعض يريد إيصال رسائل عديدة لا يتسع لذكرها المجال وكأنه يريد عرض الإسلام كله في كلمة .
اجعل كل من يستمع للكلمة يستطيع أن يضع لها عنوانا بشرط أن يتفق الجميع غالبا على خطوط الموضوع العريضة مثل أن يكون الكلام عن فضل قراءة القرآن فَلَو سألت أي مستمع قال كان يتحدث عن فضل قراءة القرآن .

ثالثا /
الابتعاد عن الاستطراد في الحديث فيتشعب بالمتحدث الكلام فلا يوصل رسالته بوضوح .
فكم رأيت من يتحدث في كلمة مختصرة ثم يستطرد حتى لم يعد يعلم المستمع ما أراد وعن أي شيء يتحدث .

رابعا /
التحضير الجيد هو أساس الكلمة المختصرة النافعة كما أن في التحضير الجيد احترام لعقول المستمعين .
فمجلس الذكر مقصود والإفادة منه مقصودة أيضا بل هي الأصل في عقده .

خامسا /
ينبغي مراعاة اختلاف أفهام المتلقين في مثل هذه الكلمات فيختار المتحدث من الكلام ما يفهمه الجميع .
فلا تأت بمصطلحات علمية صرفة لا يفهمها إلا متخصص أو تورد أحاديث تحتاج إلى شرح مفرداتها وتتركها بدون شرح وإيضاح .

سادسا /
ما أجمل تلك الكلمة وما أبلغ تلك الموعظة التي يلبس ملقيها ثوب التواضع ؛ وما أبعد القلوب عن قبول كلام وحديث من يلبس ثوب التعالم وإن كان عالم .

سابعا /
لا شك أن هؤلاء الكرام الذين يبادرون بنشر الخير واقتطاع أجزاء كثيرة من أوقاتهم لهم علينا حق الدعاء والثناء والنصح فكتب الله أجرهم وأجزل ثوابهم وسدد أقوالهم وبارك في أعمارهم وأوقاتهم .

فكم كان لكلماتهم من آثار طيبة أيقظ الله بها قلوب من يشاء من عباده فكثر الله فينا أمثالهم وجزاهم عنا وعن الإسلام خير الجزاء .

مصلح بن زويد العتيبي
١٤٣٦/٤/٨هـ .


 

مصلح العتيبي
  • مقالات تربوية
  • كتب وأبحاث
  • قواعد التطوير والسعادة
  • الصفحة الرئيسية