اطبع هذه الصفحة


تنمية مستدامة بلا مخاطر

مصلح بن زويد العتيبي
@alzarige

 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


هذا هو شعار اليوم العالمي للدفاع المدني لهذا العام ١٤٣٦هـ ؛وهذا الشعار وإن كان عبارة عن دعوة لتحقيق مضمونه إلا إنه يوضح جليا أن هناك علاقة طردية بين التنمية والمخاطر وهو أمر يعلمه كل مهتم بالسلامة !
فهل تتوقف التنمية خوفا من المخاطر ؟
أوهل نستمر في أعمال التنمية ونسعى لها مع إهمال المخاطر التي سوف تنشأ عن ذلك ؟
من يقول بوقف التنمية خوفا من المخاطر كمن يقول لنترك استعمال الغاز والبنزين خوفا مما قد ينشأ عن استعمالها من حرائق .
ومن يقول لنستمر في أعمال التنمية ونهمل هذا العائق الكبير عائق المخاطر الذي يتسبب في فقد أرواح وخسارة أموال هو كمن يقول لنستعمل الغاز والبنزين كيفما نشاء دون مراعاة أي من وسائل السلامة .
ولا يخفى أن كلا القولين لا يستقيم ولا يتناسب مع روح عصر تتنافس فيه كل المجتمعات للوصول إلى أقصى درجات التنمية .
فالحياة تتطلب تنمية والواقع يشهد بوجود المخاطر

وأنت كشخص أو منشأة أو مؤسسة أو جهة أو دولة من يقع عليه مسئولية مواصلة التنمية واجتناب المخاطر حتى نصل لهذه النتيجة العظيمة :
(تنمية مستدامة بلا مخاطر ).
نحن كأفراد مجتمع نشكر جهود كل من يسعى بمجتمعنا للتنمية والتقدم ولكننا نطالبه في نفس الوقت باجتناب المخاطر .
التنمية السليمة لا تقوم إلا بناء على تخطيط سليم ، ومن أولويات التخطيط السليم التخطيط للحماية من المخاطر .
فعندما نضع خطط التنمية فلتكن معها في نفس الملف خطط الحماية من مخاطر التنمية .
علاقة التنمية بالمخاطر ينتج عنها علاقة يفترض أن تكون علاقة ود ومحبة وتعاون بين الجهات المعنية بالتنمية سواء كانت حكومية أو خاصة من جهة والجهات المعنية بالحماية من المخاطر من جهة أخرى سواء كانت حكومية كالدفاع المدني أو خاصة كمؤسسات السلامة والتي ترحب دائما بهذا التعاون.
وتنمية مستدامة بلا مخاطر تعني أيضا اتخاذ كافة الوسائل في تنمية وتطوير مواجهة المخاطر .
وفي هذا المجال بذلت المملكة العربية السعودية ممثلة في وزارة الداخلية من خلال المديرية العامة للدفاع المدني والجهات ذات العلاقة جهودا جبارة وحققت نتائج مذهلة وقفزات سريعة بفضل الله سبحانه وتعالى من خلال العمل على على تتمية عنصرين هامين في مواجهة المخاطر ؛ويمكن التعبير عنهما ( بالتنمية البشرية والتنمية التقنية).
فالتنمية البشرية من خلال التعليم والتدريب والتجريب والتطبيق ليس للوصول إلى مواجهة المخاطر وصدها فحسب بل لمواجهتها بمعايير دقيقة من الجودة والانجاز ؛ وقد يعجب البعض لو علم أنه في اليوم الواحد تنفذ الآف العمليات التدريبية والحصص التعليمية في مديريات وإدارة ومراكز الدفاع المدني في مملكتنا الحبيبة .
ولم يقتصر الأمر على هذا بل اختارت المديرية العامة للدفاع المدني أرقى الكليات والمعاهد العالمية لإلحاق رجال الدفاع المدني بالدورات والندوات والملتقيات المعنية بالسلامة ومواجهة المخاطر .
وعلى مستوى التنمية التقنية فمعدات وآليات الدفاع المدني وأدوات رجال الإطفاء والإنقاذ يراعى فيها التجديد المستمر ومواكبة كل تطور تقني مفيد في ظل دعم سخي من حكومتنا المباركة .

ختاما : نسأل الله سبحانه أن يحفظ على وطننا نعمة الأمن والإيمان وأن يبارك في جهود دولتنا المباركة في التنمية الشاملة وأن يجنبها المخاطر صغيرة وكبيرة حتى تكون مثالا في العالمين :
(لتنمية مستدامة بلا مخاطر ).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
 

المقدم / مصلح بن زويد العتيبي.
مديرية الدفاع المدني بمنطقة مكة المكرمة.
إدارة الدفاع المدني بالجموم .

١٤٣٦/٥/٩ هـ .


 

مصلح العتيبي
  • مقالات تربوية
  • كتب وأبحاث
  • قواعد التطوير والسعادة
  • الصفحة الرئيسية