اطبع هذه الصفحة


الشيخ صالح الحمودي رحمه الله يشعل في أنفس الدعاة حوارا مراً وأسئلة تبحث عن أجوبة ؟

مصلح بن زويد العتيبي
@alzarige

 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


الحمدلله الحي الذي لا يموت والإنس والجن يموتون والصلاة والسلام على من قال له ربه :( إنك ميت وإنهم ميتون ) أما بعد
فلا أدري لماذا لم يكن موته عاديا على نفسي مع أني لم أتشرف بمعرفته معرفة شخصية !
لماذا أثار موته كل هذه الأسئلة في نفسي ؟
ليس أول داعية أو شيخ أو طالب علم يرحل من دنيانا !
لماذا دمعت عيني على فراقه ؟
هل كانت حياته ( وقفا لله وبالتحديد على الدعوة إليه )٠
كيف يصنف الداعية نفسه مقارنة به ؟
أليس يملك ما يقوله من علم للناس !
فلماذا لا يقوله ؟
ومتى سيقوله ؟
ألا يستطيع الداعية أن يوقف ساعة من يومه على الدعوة إلى الله يبلغ فيها شيئا مما يعلم !
هل هناك سبيل يوقف الداعية نفسه عليه خير له من الدعوة إلى الله وتعليم الناس وهدايتهم ٠
هل المقصود حفظ العلم أم المقصود العمل به وتبليغه للناس ؟
هل للداعية أن يبحث عن الشهرة لتبليغ دعوته أم أن اجتهاده في دعوته طريقا للشهرة المحمودة التي يبلغ بها دعوته ؟
إذا كان الداعية يعمل في برنامج يومه مثل ما يعمل غيره من عامة الناس فمالذي يميزه ومالذي سيقدمه؟
هل كان صالح الحمودي رحمه الله مشروعا آخر للدكتور عبدالرحمن السميط لكن منيته كانت أسبق من ذلك !
من سيعرفه في أفريقيا وماذا سيستفيد من معرفتهم في دنياه ؟
قالا عنه رفيقا دربه الشيخ سليمان الجبيلان والشيخ الدكتور خالد الدايل ما لا يعرفه أكثر الناس عنه !
قالا عنه : يكره الكلام الكثير ويدعو للعمل الكثير ٠
فليت كل داعية يكره الكلام الكثير الذي لا فائدة منه ويحب العمل الكثير المثمر ٠
وقالا عنه : سليم الصدر ويكره الكلام في الناس ٠
فليت كل داعية يحرص على سلامة صدره وعفة لسانه عن أعراض المسلمين ٠
وقالا عنه يعذر أصحابه وله مقولة شهيرة في ذلك:
خوي العاقل مستريح ٠
ليت كل شخص يعذر من تربطه بهم علاقة صداقة أو قرابة فلعل له عذر وأنت تلوم٠
وقالا عنه له مقولة يكررها دائما : حول معلوماتك إلى معمولات ٠
الله المستعان فكم من معلومات حفظت ومات أصحابها وهي لم تزل معلومات لم تتحول إلى عمل ولم تكن مشروع دعوة ٠
قيل عنه في تويتر : دعي إلى صيد الحباري فرد بقوله : أتيت لصيد الحيارى ٠
وما أكثر الحيارى والمتخبطين في دنيا الناس اليوم فأين من بأيديهم قناديل الهدى عنهم ٠
دعي لبرنامج فقال : أجيكم لو مشي دامها لله ٠
وليت كل داعية يستحضر في كل خطوة من خطواته وكلمة من كلماته أنه يقدمها لله وحده ٠
في مقاطعه الأخيرة المنشورة التي وجدت يقول رحمه الله فيها : ياأرض اشهدي ياجزيرة اشهدي ياجبال يا أشجار ٠٠٠٠الخ ٠
وأبشرك ياشيخ صالح أنها سمعت وعلمت وستشهد بين يدي ربها بما أشهدتها عليه فهنيئا لك شهادتها ولا نزكيك على الله والله أعلم بك منا وأرحم بك منا وهنيئا لتلك الأرض الخير يعمل عليها والدعوة تبلغ بين أرجائها ؛ ويادعاة الخير لا تفقد تلك الجزر وتلك الدول دعوة الخير بوفاة فقيدها الشيخ صالح رحمه الله٠
الشيخ صالح الحمودي فقيد الدعوة رحمه الله موضوع كبير جدا لا يحيط به مقال مختصر أو خواطر على عجل ولكن لعل في هذا المقال نفعا أو قبسا من نور ٠
خاتمة :‏من يظن أن الزفة للعريس فقط فلينظر إلى جنازات بعض أهل الخير والعلم والدعوة ومن آخرها جنازة الشيخ صالح الحمودي رحمه الله ٠
‏شعرت وكأنها تزف ليس إلى المقابر بل إلى الفرح والسرور الدائم بإذن الله الرحيم الرحمن ولا نزكيه على الله ٠

مصلح بن زويد العتيبي٠
١٤٣٧/٣/٩هـ ٠

 

مصلح العتيبي
  • مقالات تربوية
  • كتب وأبحاث
  • قواعد التطوير والسعادة
  • الصفحة الرئيسية