اطبع هذه الصفحة


مناسباتنا بين شكر النعمة وكفر النعمة !

مصلح بن زويد العتيبي
@alzarige

 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


الحمدلله المنعم على الدوام الجواد الكريم المتعال والصلاة والسلام على من لا يبخل بموجود ولا يتكلف مفقود وعلى آله وصحبه أجمعين ؛‏أما بعد
فكثير من المناسبات تقام شكرا للنعمة ولكن الكثير منها وللأسف يكون في الحقيقة كفرا للنعمة٠
‏فلنحذر من ذلك؛قال تعالى:(ثم لتُسألن يومئذ عن النعيم)٠

وسأتكلم في هذا الموضوع من خلال عدة نقاط عسى الله أن ينفع بها :


أولاً /
هذا المقال لفئة معينة مخصوصة وهي تلك الفئة التي تُقيم المناسبة شكرا لله فقط أما غيرها من الفئات التي قد تعمل المناسبة طلبا للظهور أو رياء أوسمعة أوحتى يجمع فيها الأعيان ليشار لصاحبها بالبنان ؛ فليس كلامي موجه لهم بل أدعو الله لهم أن يصلح حالنا وحالهم ويهدينا وإياهم صراطه المستقيم ٠

ثانياً/
هذه المشكلة نقع فيها جميعاً إلا من رحم الله فأول معني بهذا الكلام نفسي ؛فمن لا يقع عنده كفر النعمة في مناسبته لا يسلم من حضور تلك المناسبات التي يكون فيها كفرا للنعمة٠

ثالثاً /
أن النية في هذه المناسبة طيبة وصالحة فلا نجعل التنفيذ سيئا ويجر علينا سيئات وآثام ٠

رابعاً /
ليتنا نسأل أنفسنا قبل إقامة المناسبة للشكر على نعمة معينة ؛ هل إقامة المناسبة هي أفضل طريقة لشكر هذه النعمة ؟ أما أن هناك طرق أفضل وأنفع وأخفى وأبعد عن الرياء وأسلم من أن تدخلها حظوظ النفس ٠

خامساً /
أن نعلم أن لكفر النعمة عقوبات دينية ودنيوية عاجلة وآجلة وأن سنن الله فيها تجري على الناس فمن كفر النعمة تركته النعمة ٠

سادساً /
ان نعلم أن أهل العقول السليمة من المسلمين وغيرهم حتى من الكفار يحافظون على النعم ويكرمونها بل حتى الحيوانات تهتم لأمر النعمة وتحافظ عليها ٠

سابعا/
أن نعلم أن أفضل طريقة لشكر النعمة المعينة صرفها في طاعة الله ؛ فمن كانت نعمته مؤهلا علميا فشكر هذه النعمة الإنفاق من هذا العلم ؛ ومن كانت نعمته مالا ورزقا فشكر نعمة هذا المال والرزق الإنفاق منه ومساعدة المحتاجين في غير إسراف ولا تقتير؛ ومن كانت نعمته ولدا فشكر هذه النعمة تربية هذا الولد على طاعة الله ؛ وهكذا في كل نعمة٠ ثامنا/ أن أغلب مناسباتنا يحضرها من ليسوا في حاجة إلى طعام فلو صرف تلك المناسبة في إطعام من يحتاجون إلى الطعام لكان أجرها أعظم وأكبر٠

تاسعا /
عندما تعمل مناسبة فلا تحرص على زيادة الطعام بقدر ما تحرص على مناسبته لعدد الضيوف في غير تبذير وتذكر أن طعام الواحد يكفي الاثنين بمعنى أنك لو دعيت مئة شخص فإن طعام خمسين شخص يكفيهم ولكن ما نفعله نحن العكس ندعو مئة شخص ونقدم لهم طعام مئتين شخص ٠

عاشرا /
أن تحذر من أن تلقي شيئا من الطعام بعد الوليمة بل تدعو الجمعيات الخيرية المتخصصة في ذلك أو تقوم بإحضار من يرتبه لك في أكياس أو علب كل جزء يكفي شخصا واحدا ثم ترسل به من يوزعه مباشرة على العمالة ونحوهم ولا تقس الناس على نفسك فتقول لن يأخذه أحد أو لن يأكله أحد؛ بل كثير من الناس يقبلونه ويأكلونه ويدعون الله لك على إطعامهم إياه ٠

الحادي عشر /
أن نسأل أنفسنا هل ستكون هذه المناسبة سببا لرضى الله عني أم سخطه علي فهل يليق بعبد عاقل أن يقابل نعمة الله عليه بما يسخط الرب سبحانه وتعالى ٠

خاتمة :
حفظ النعم بشكرها لا بكفرها وبتربية أولادنا وأهلنا على ذلك ؛ فيجب أن نتعامل مع النعم بوجل وخوف وإكرام لها وشكر لله عليها فإن النعم إن فارقت قوما لم تعد إليهم غالبا فلنحذر من ذلك والله المستعان ٠

أخوكم / مصلح بن زويد العتيبي ٠
١٤٣٧/٣/١٤هـ ٠
 

مصلح العتيبي
  • مقالات تربوية
  • كتب وأبحاث
  • قواعد التطوير والسعادة
  • الصفحة الرئيسية