مواثيق يومية متنوعة مختصرة

مصلح بن زويد العتيبي
@alzarige

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الأول :أهمية استقامة اللسان .

في الحديث :( لا يَسْتَقِيمُ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ ، وَلا يَسْتَقِيمُ قَلْبُهُ حَتَّى يَسْتَقِيمَ لِسَانُهُ)٠والآيات والأحاديث في حفظ اللسان كثيرة ٠
والناس في استقامة اللسان أربعة أصناف ٠
الأول :من كانت ألسنتهم مستقيمة دائماً ٠
الثاني:من كانت ألسنتهم غير مستقيمة دائماً٠
الثالث : من أخرجتهم حالة مؤقتة كالفرح والحزن والغضب والمزاح وغيرها عن استقامة اللسان ٠
الرابع : من أخرجتهم حالة مؤقتة كالحاجة والخوف ونوعية المخاطب وغيرها لاستقامة اللسان ٠
وكلٌ أدرى بنفسه ؛ لكن ينبغي أن نجعل من أهدافنا التي نسعى إليها أن تكون ألسنتنا مستقيمة ونوطن أنفسنا على ذلك في كل الأحوال ونراجع ما نقوله وقلناه ؛وباختصار أجعل بيني وبين نفسي ميثاقا التزم فيه بأن لا أقول إلا قولا حسنا وطيبا في كل مكان ومع كل أحد فإن لم أستطع فالتزم الصمت فذلك خير وأتقى وأزكى٠

أخوكم / مصلح بن زويد العتيبي ٠
الاثنين ١٤٣٧/٦/٢٦هـ ٠
 

الثاني : أثّر على غيرك

الناس يختلفون في نوعية تأثيرهم وفي وجود هذا التأثير أصلا فمنهم الغير مؤثر على غيره ومنهم المؤثر إيجابا ومنهم المؤثر سلبا ٠
وليس مقصودي هنا التأثير عمليا فقط ولكن أيضا مدى تأثير أحدنا النفسي على غيره ٠
في الحديث عن جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه قال :(ما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت إلا تبسم في وجهي )٠فما هو أثر الابتسامة العظيمة من سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم على نفسية هذا الصحابي الجليل ٠
النفس الواثقة المطمئنة التي لا تحمل حسدا ولا حقدا هي من تترك الأثر العظيم في نفوسنا في كل حين ؛أثرك الجميل يبدأ من أسرتك من والديك من زوجك وولدك من جارك وقريبك وصديقك وزميلك ٠
فخذ على نفسك ميثاقا في صنع فارق تأثيري جميل في كل من حولك وتذكر أنه ممكن أن تفعل هذا فقط بابتسامة دائمة مشرقة ٠

مصلح بن زويد العتيبي
١٤٣٧/٦/٢٧هـ ٠
 

الثالث :صلاة الفجر نور النهار

إن المتأمل لصلاة الفجر وفضلها وما جاء في الحث عليها وما يقابل ذلك من تفريط كثير من الناس فيها يعلم يقينا أن صلاة الفجر نور النهار وشمس تسطع قبل الشمس ؛ فالشمس هي النور الحسي للناس وصلاة الفجر هي النور المعنوي لأهلها ٠
وانظر لأهل صلاة الفجر جماعة ترى أثر النور على وجوههم باديا وانشراح صدورهم ظاهرا ٠
هم ناموا وفي قلوبهم أن الصلاة خير من النوم فلما نادى بها مناد الفجر لم يكن ذلك عليهم ثقيلاً ٠
في كل يوم يكرر مؤذن الفجر :( الصلاة خير من النوم) مرتين فمالك يا من تخلفت عنها أتظن النوم خير من الصلاة ؟ ؛من السهل أن تبرر لنفسك تخلفك عن صلاة الفجر وسيدعم الشيطان موقفك في هذا ٠
لكن أن لا يزعجك هذا الوصف :( أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر )٠
ثم ألا تتشوق لهذا الفضل :( من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله )٠

مصلح بن زويد العتيبي /١٤٣٧/٦/٢٨
 

الرابع : بر الوالدين لا ينقطع ٠

لا يسلم أحد من التقصير في حق الوالدين أو أحدهما إلا من رحم الله ؛ بل حتى من كان برا بهما يود بعد موتهما أن يكون بإمكانه وصلهما وبرهما بأي طريقة ؛فالإنسان يعتريه الجهل وتغيب عنه الحكمة في تعامله مع والديه في كثير من الأحيان ؛ لكنه في مرحلة معينة وعندما يصل إلى درجة من الإدراك يستشعر هذا التقصير ويندم على ذلك التفريط ؛حتى لو لم يمت الوالدان فإنه يندم على تفريطه في عمر مديد قضاه معهما لم يستثمره بالبر حق الاستثمار ؛والبعض الآخر يمنعه قدر قدره الله عليه باليتم أو غيره أن يبر والديه ؛لكن لما كان بر الوالدين عظيما ومفتاحا من مفاتيح الجنة لم يقطعه الله بموتهما ؛ بل جعله متاحا ؛قَال رجل يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ بَقِىَ مِنْ بِرِّ أَبَوَىَّ شَيءٌ أَبَرُّهُمَا بِهِ بَعْدَ مَوْتِهِمَا قَالَ:(الصَّلاَةُ عليهما ؛ وَالاِسْتِغْفَارُ لَهُمَا، وَإِنْفَاذُ عَهْدِهِمَا، وَصِلَةُ الرَّحِمِ الَّتِي لاَ تُوصَلُ إِلاَّ بِهِمَا ؛وَإِكْرَامُ صَدِيقِهِمَا ) فلا عذر لولد في عدم البر ابدا ومن قصر يوما ما فلا يزال البر متاحا له ٠

مصلح بن زويد العتيبي ١٤٣٧/٦/٢٩هـ ٠