اطبع هذه الصفحة


معاصي مجموعات الواتس

مصلح بن زويد العتيبي
@alzarige

 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ؛ وبعد
لا شك أن الإنسان مقصر في حقه ربه سبحانه مهما فعل ؛ ولا شك أننا أهل الذنوب والخطايا نتفاوت في خطايانا وذنوبنا وليس لأحد منا العصمة من الذنب والخطأ ٠
ومجموعات الواتس تنشأ في الأعلم الأغلب من أجل التواصل الودي الذي هو نتيجة قرابة أو صداقة أو زمالة أو تنشأ هذه المجموعات لحاجات وظيفية أو تجارية أو علمية أو غير ذلك٠
فلا تنشأ مجموعات واتس لمعصية الله ابتداءً في أغلب أحوال الناس ٠
ومع هذا التواصل في المجموعات قد يقع في هذه المجموعات بعض المعاصي التي نهى الله عنها ( كالغيبة والاستهزاء والمقاطع المحرمة وغير ذلك من المعاصي )٠
فهل هذه المعاصي تختلف عن غيرها ؟
أولا /الذنب في حياة المسلم ابتلاء لا اختيار وعندما تنتشر المعاصي في مجموعات الواتس بيننا يصبح الذنب اختيارا لا ابتلاءً ٠
فالمبتلى يعلم خطأ نفسه ويسعى للستر ويرجو أن لا يبتلى غيره بما أبتلي به ؛ فهو مذنب مكسور جناح لتفريطه في حق ربه فهذا قريب من الرحمة قريب من التوبة ٠
وعندما يكون الذنب اختيارا فصاحبه على العكس من ذلك لا يشعر بأي تأنيب للضمير فهو على خطر إن لم يتداركه الله برحمته ٠
فلا تغفل عن هذا الفرق الجوهري المهم بين الذنب كابتلاء والذنب كاختيار ٠
ثانياً / المعاصي في مجموعات الواتس صورة من صور التعاون على الإثم الذي نُهينا عنه وأمرنا بضده من التعاون على البر والتقوى٠
والمعاصي الفردية أقل جرما من المعصية التي يجتمع عليها الناس ٠
فعندما تعصي ربك منفردا غير أن تعصيه مجتمعا مع غيرك على هذا الذنب ؛ فكيف بمعصية في مجموعة واتس قد تضم أكثر من (٢٥٠) شخصا ٠
ثالثا /لا تجد أولادا وفقهم الله لبر أبيهم يجتمعون على معصيته ولله المثلى الأعلى فهل رضي بَعضُنَا أن يجتمعون على معصية ربهم وهو أحق بالطاعة من الأب المشفق والأم الحنون٠
خاتمة : اللهم اجمعنا مع من نحب على ما تحب يارب العالمين ٠


د/ مصلح زويد العتيبي ٠
١٤٣٨/١٠/٤هـ ٠

 

مصلح العتيبي
  • مقالات تربوية
  • كتب وأبحاث
  • قواعد التطوير والسعادة
  • الصفحة الرئيسية