الأذى مرتبط بالقريب غالبا

مصلح بن زويد العتيبي
@alzarige

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى وعلى آله وصحبه أجمعين٠وبعد

فإن المتأمل في حياة الناس يجد أن الأذى بإختلاف أنواعه وطرقه يأتي غالبا من القريب ٠

وليس المقصود بذلك قريب النسب فقط؛ بل القرب يشمل جوانب أخرى( قريب السكن ( الجار) ؛ قريب العمل ( الزميل) قريب الروح ( الصديق )أو قريب عمر وحياة (الزوج والزوجة)وغير ذلك من أوجه القرابة أو المخالطة ٠

والحقيقة أن كل وجه من أوجه القرابة الموضحة وغيرها ورد الشرع بالحث على الإحسان فيه قطعا لهذا الأذى ابتداءً أو مقابلة له بالحسنى عند وجوده ٠

فالنبي صلى الله عليه وسلم أشد من آذاه بمكة قرابته من النسب ؛ وأشد من آذاه بالمدينة جيرانه في المسكن من اليهود والمنافقين ٠

ولو نظر الإنسان في حاله فسيجد أن الأذى يأتيه من قريب أو يقع منه على قريب ٠

وسبب هذا الأذى غالبا لا يخرج عن سببين (حسد ؛ ظلم)٠

حسد على ما أعطى الله غيره ؛ أو ظلم من الإنسان وتعدي على غيره ٠

لا بد حتى تتحرر من ذلك أن تكون صادقا مع نفسك ومتحليا بتقوى الله ؛ فلا تحسد ولا تظلم ٠

وتعلم عظم الحق الذي جعله الله لمن قرب منك بنسبٍ أو مسكنٍ أو عملٍ أو صداقة أو زوجية ًأو غير ذلك ٠

سهل جدا أن تبرر لغيرك خطأك وقد يقتنع وقد تنجح في قلّب الأمور فُينظر إليك مخطَئا بحقه وليس مخطِئاً بحق غيره٠

لكن هذا لا ينفعك عند الله أبدا ٠

مهم جدا أن نعلم أن القرب والمخالطة والمعاشرة ينتج عنها أخطاء لكن لا نصر عليها ولنصبر على ما يقع علينا منها حفظا للمودة ودفعاً لسفينتنا في الحياة لتبحر بكامل طاقمها حتى آخر لحظة من لحظات العمر ٠

خاتمة : اللهم اجعلنا خيرا على من قربته منا ؛ واجعلهم خيرا علينا ٠

د/ مصلح بن زويد العتيبي
١٤٤٠/٧/٢٠هـ