بوصلة الاهتمام الشخصي وعلاقتها بالسعادة

مصلح بن زويد العتيبي
@alzarige

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله أنزل القرآن لنسعد وأرسل به محمدا صلى الله عليه وسلم النبي الأسعد والرسول الأعظم عليه وعلى آله وصحبة أتم صلاة وأكمل تسليم ؛ أما بعد
فلا أحد يبحث عن الشقاء في هذه الدنيا ؛ بل كل يغدو يبحث عن السعادة ؛ فواجد لها وفاقد لها ٠
وبوصلة الاهتمام الشخصي لها ارتباط وثيق بالسعادة وهناك علاقة طردية بينها وبين السعادة ٠
وبوصلة الاهتمام يمكن معرفتها من خلال ثلاثة أسئلة يوجهه الشخص لنفسه!
أولها / بمن أهتم ؟
وثانيها / بماذا أهتم ؟
وثالثها / كيف أهتم ؟
فالسؤال الأول والثاني يحددان الوجهة في الاهتمام بالله سبحانه وتعالى أولا وقبل كل شيء ثم بالأشخاص وبالأعمال والأشياء٠
والسؤال الثالث يحدد مقدار هذا الاهتمام فلا يكفي تحديد وجهة الاهتمام ؛ بل لابد من تحديد مقداره ٠
ولاشك أن تحديد وجهة الاهتمام في اتجاه غير صحيح يؤثر على الاهتمام بالاتجاه الصحيح ٠
وزيادة قدر الاهتمام أو نقصه في جانب من الجوانب يؤثر على غيره من الجوانب٠
فينبغي على العاقل أن لايصرف اهتمامه إلا بما له أثر على حياته في الدنيا أو في الآخرة لأن الاهتمام ينتج عنه العمل وبذل الجهد وصرف الأوقات ؛ فإذا لم يكن هناك فائدة تعود لن يكون هناك سعادة تبقى ؛قد يشعر الإنسان بنوع سعادة لا يقدم في حياته ولا يؤخر عندما يهتم بما ليس له أثر وثمرة٠
ودوائر الاهتمام القريبة المحيطة هي أساس السعادة العظيمة الباقية شرعا وواقعا ولا يعني هذا قصر الاهتمام عليها ولكن لا تُهمل من أجل غيرها ٠
الوالدان ؛ الإخوة ؛ الزوجان ؛ الأولاد ؛ مصدر الرزق الخاص من وظيفة أو تجارة ؛ ومثلها كل ما قرب من الدوائر تحتاج منك صرف الاهتمام لها لا عنها مع مراعاة القدر المناسب من الاهتمام في كل جانب ٠
وقد اهتم السلف رحمهم الله بمراد الله ومرضاة الله وشرع الله واهتموا بمتابعة نبيه صلى الله عليه وسلم فحققوا أعظم ما يمكن أن يحققه إنسان في الاهتمام التعبدي بجميع جوانبه وارتباطاته شخصيا ومجتمعيا ودنيويا وأخرويا ٠
ومن المناسب لكل شخص أن يعيد النظر في بوصلة اهتماماته أين الوجهة وماهو المقدار حتى لا يشقى باحثا عن السعادة ولا يسلك طريق التعاسة ممنيا نفسه بالسعادة ؛ ولا ينظر بعيدا وقد أهمل القريب ٠
لا تنس في بوصلة الاهتمام الشخصي أن من أحق من تهتم به هو نفسك ؛ وكم أهمل كثير من الناس أنفسهم ؟ ٠
ومن أحق ماتهتم به من الأشياء العلم والمعرفة وتطوير قدراتك الشخصية٠
دمتم في سعادة ٠

دكتور / مصلح بن زويد العتيبي٠
١٤٤٠/٨/٦هـ ٠