اطبع هذه الصفحة


للأستاذ الجامعي مع التحية !

مصلح بن زويد العتيبي
@alzarige

 

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ؛ وبعد هذه أحرف يسيرة أرجو أن تكون نافعة أهديهاعلى استحياء أرجو قبولها بصدر رحب ؛هي ليست وصايا من باب الوصاية .وليست تعليما من باب التعليم،وليست توجيها من باب التوجيه ؛ هي فقط مشاعر محب أرجو أن تصل للقلب مباشرة فقد خرجت من القلبمباشرة٠
لعلي أقدم بيني يدي هذه المقالة عدة أسئلة ؛ وهي :
ماذا يعني أن يكون الشخص أستاذاً جامعيا ؟
وهل الأستاذ الجامعي كغيره ممن يؤدون مهمة التدريس ؟
ومع من يتعامل الأستاذ الجامعي ؟
وأين يذهب من يتعامل معه الأستاذ الجامعي بعد انتهاء دراسته ؟
سيل من الأسئلة يحاصر خاطري كلما تأملت في هذه المهنة العظيمة والمهمة الجسيمة!

أولاً / الأستاذ الجامعي هو آخر من يضع بصماته على الطالب في التعليم سواء في البكالريوس أوالماجستير أو الدكتوراه٠
وهذا يعني أنه خاتمة الدراسة بالنسبة للطالب والأمور بالخواتيم كما لا يخفى٠
كل البصمات قد تختفي لتبقى بصمات الأستاذ الجامعي ؛قد تؤثر ،قد تغير، قد تبني ،قد تهدم ، قد يكونالطالب حسنة من حسناتك ، وقد يكون وزرا تحمله على رقبتك إلى يوم القيامة ٠
أنت لست كغيرك أبدا ممن يؤدون هذه المهمة ليس نقصا في قدرهم ولا إغفالا لدورهم ؛ لكنك كنت في الوقتالمختلف في حياة هذا الإنسان ٠
صحيح أنك تقدم مادة علمية على اختلاف المواد وتنوعها ؛ لكنك قبل ذلك تقدم مادة حياة ؛ تذكر هذا جيداً،وتذكره كثيراً ٠

ثانياً/
درجة البكالريوس هي أعلى شهادة يُحصل عليها في الأعم الأغلب ونسبة قليلة من هؤلاء الخريجين تواصلالدراسات العليا الماجستير والدكتوراه ٠
آخر تعامل لهؤلاء الطلاب معك قبل خروجهم للوظيفة ،ولسوق العمل ،وللحياة الزوجية،وللتعامل مع البشربشكل أوسع وأكبر ٠
هم مادة صعبة جدا وليست المادة التي تدرسها أنت هي الصعبة ،أرواح تختلط بها الآمال والآلام ،الطموحات والصعوبات، يسوقها الجد أحياناً ويقطعها الكسل أحياناً أخرى ، يرهقهم تتابع المحاضرات ،وزحمة الطريق ، وظروف الحياة تنال منهم ما تنال
وأعينهم ترقب المستقبل من يعيد !
وفي وسط هذا الركام المتشابك من الأمن والخوف والفرح والحزن يأتي موعد محاضراتك المتكرر لتعينهم أولتعيقهم
لتكون معهم أو عليهم ، لتعلمهم أو لتؤلمهم !
ليس عن التساهل والتفريط أتحدث بل إلى التبشير والتيسير أشير ٠
هذا الطالب هو الموظف غدا أو التاجر أو الواقف مكانك أو الجندي المدافع عن وطنه وأمته ، وقد يكون المديرأو الوزير !
هؤلاء الطلاب والطالبات هم ثروة الوطن وعتاد الأمة وبناة المجد ٠
كلمة لا تلقي لها بالاً قد تحرم أحدهم من الدراسة فكن لطيفا في كلماتك !
تحفيزا على شكل تهديد بالصعوبة قد يكون آخر عهد أحدهم بمقاعد الدراسة !
معلومات ضعيفة وتحضير على عجل قد يبني بينك وبينهم سدودا من البعد !
إنه قدرك الذي كتبه الله لك أن تكون في أعلى هرم العملية التعليمية لترقى بطلابك على قمة هذا الهرم أولتسقط من أعلاه والعياذ بالله وفي ذمتك الكثير ممن سقط من هذا الهرم ؛ والله المستعان ٠

د/ مصلح بن زويد العتيبي٠
١٤٤١/٤/٦ هـ٠

 

مصلح العتيبي
  • مقالات تربوية
  • كتب وأبحاث
  • قواعد التطوير والسعادة
  • الصفحة الرئيسية