اطبع هذه الصفحة


أولادنا ومثلث الاختبارات

مصلح بن زويد العتيبي
@alzarige

 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


الحمدلله الذي جعل هذه الدنيا كلها لعبده اختبارا يلقى نتيجته يوم يلقاه فآخذ كتابه باليمين وآخذ كتابه بالشمال .
والصلاة والسلام على أرحم الخلق بالخلق البشير النذير والسراج المنير محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه ومن والاه .وبعد
فيعيش قرة الأعين من الأبناء والبنات في هذه الأيام في مراحل التعليم المختلفة أياما هي في نظرهم أصعب الأيام وعلى قلوبهم أشد الأيام وهي أيام الاختبارات .

ولو نظرنا للأشخاص الذين لهم علاقة بالاختبار أو أضلاع مثلث الاختبار فهي :

١- الطالب وهو الأهم .
٢- الأسرة .
٣- المعلم .

ويحتاج هؤلاء جميعا لبعض الوصايا التي قد تكون معروفة عند بعضهم وهي ليست إلا ومضات يسيرة ؛ لأن الموضوع كبير جداً .
أحببت أن أشارك بها لعل الله أن ينفع بها الكاتب والقارئ وتكون مشاركة ولو بسيطة في بناء هذه الأمة العظيمة المجيدة العريقة أمة محمد صلى الله عليه وسلم .

فوصيتي للطالب :

أن يستعين بالله وأن يكون كثير الإلحاح في الدعاء كثير رفع اليدين لرب الأرباب ليتمثل وهو يسأل ربه حال الفقير الذي يسأل الغني الكريم .
ثم ليبذل جهده ويستمثر وقته ؛ والمذاكرة لا تحسب بكم يقضي من الوقت بل بكم ينجز فقد لا يحتاج الطالب إلا ساعتين أو ثلاث .
ابذل جهدا تعذر به نفسك ثم اترك أمر النتائج إلى الله فهي ضمن تدبير عزيز حكيم عليم خبير لا نستطيع الوقوف على غايات حكمته ومنتهى إرادته فلم يؤت الناس من العلم إلا القليل .
واجعل نيتك وأنت تذاكر وتراجع تحصيل علم نافع لا تأدية اختبار عابر .

ووصيتي للأسرة :

وأعني الأم والأب أن يعلما أنه من غير المناسب أن نتعامل مع الأولاد في الاختبارات بنفس التعامل لاختلاف شخصياتهم واجتهادهم ؛ أما إذا كان الأولاد على نمط واحد فلا بأس من التعامل الموحد ، وليت الآباء والأمهات يهتمون بما يلي :
أن الطالب ليس بحاجة لمزيد من الضغط النفسي ؛ فأي تعامل يؤدي إلى ذلك فمردوده سلبي جداً .
إذا كان الطالب متميزا فلا يكثرون من حثه على المذاكرة لأن هذا يودي لتوتره نفسيا بل يُكتفى بتشجيعه .
الدعاء للأولاد على مسمع منهم بالتفوق والإنجاز بلسم نافع ومعين كبير لهم على زيادة بذل الجهد .
زرع ثقافة عدم الحديث والتحسر على ما مضى من اختبارات والاهتمام بالقادم .
وعدم لوم الأولاد إذا اقتنعنا بأنهم بذلوا جهدا كافيا ؛ لأن التوفيق من الله وأمر النتائج له وحده .
أن نحاول أن نعيش معهم جو الاختبارات ونخفف حدة الضغط عليهم بالضحك معهم ومداعبتهم بما يسعدهم .
تختلف المراحل الدراسية فبعضها يكفي أن يتجاوزه الطالب فقط ؛ فلا نفسد فرحتهم بالنجاح ونُعدهم شيئا فشيئا حتى يحققون ما نطمح إليه منهم ..
الغش محرم ومن صوره الغش في الاختبار فعظموا في نفوس أولادكم تحريم وتجريم الغش .
لا تعيروه بدرجته أمام درجة غيره من الأقارب وغيرهم وأعلموا أن هذا التعيير بذور حسد تزرعونها في قلوبهم فمقل ومستكثر .
تذكيرهم بهذا الاختبار الدنيوي حال العبد يوم القيامة وأن نجاته بعد رحمة الله متوقفة على ما يقدم في هذه الدنيا .

ووصيتي للمعلم :

أن لا يجعل الاختبار مسألة تصفية حسابات مع الطلاب وأن يكون نجاح الطالب أحب إليه من إخفاقه .
وأن يضع أسئلة على مستوى شرحه ؛ فقبيح بمن كان مستوى شرحه وعطاءه بسيط أن يعقد الأسئلة .
ولا بأس أن يكون في الأسئلة ما يميز الطلاب فلا يضع أسئلة تجعل المجتهد وغيره في مستوى واحد .
ليس المعلم ملزما بأن يرتاح للطلاب كلهم لكنه ملزم بالعدل بينهم .
وأن يجعل منطقه لطلاب جميل ويكثر من زرع التفأول في نفوسهم .
ليست مهمة المعلم تقديم من يحفظ النصوص فقط ؛ لكن مهمته تقديم من يحفظ حدود الله ويحفظ حدود أمته ومن يكون لبنة صالحة في بناء المجتمع والوطن الغالي العزيز .
والسلام عليكم .


مصلح زويد العتيبي
في أول أيام الاختبارات
الأحد ٢٦ / رجب/١٤٣٥هـ .

 

مصلح العتيبي
  • مقالات تربوية
  • كتب وأبحاث
  • قواعد التطوير والسعادة
  • الصفحة الرئيسية