طمأنينة الاستخارة !

مصلح بن زويد العتيبي
@alzarige

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه وبعد
تفعل أو لا تفعل تقدم أو لا تقدم تشتري أو لا تشتري تبيع أو لا تبيع تسافر أو لا تسافر تقدم على هذهالوظيفه أو لا تقدم ، تقبل بهذا الزوج أو هذه الزوجة !
ليس في هذه الأمور فحسب بل في أمور أكبر أو أصغر ولكنها تعتبر قرارات ولها حيز من التأثير في حياةالإنسان يختلف حجمه وأثره٠
قرارات كثيرة في الحياة يحتار الإنسان فيها كثيرا حتى لو ملك جميع المعلومات والمعطيات التي تمكنه مناختيار القرار الصحيح٠
قد يختار القرار الصحيح الموفق ويسعد بآثاره ، وقد يختار القرار الخاطئ ويتجرع مرارة آثاره التي قد تمتدطويلا في حياته!
كيف ترتاح من قلق صواب القرار وصحته التي قد لا تكون فورية بل تحتاج زمنا طويلاً لتعرف ذلك ،وكيفتبتعد عن آلامه ولوم النفس على الآثار المترتبة نتيجة قرار اتخذته٠
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضى الله عنهما قَالَ : ( كَانَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا الاِسْتِخَارَةَ فِى الأُمُورِكُلِّهَا كَالسُّورَةِ مِنَ الْقُرْآنِ ) رواه البخاري٠
يقول الحافظ ابن حجر في "فتح الباري:
" يتناول العمومُ العظيمَ من الأمور ، والحقيرَ ، فرب حقير يترتب عليه الأمر العظيم "٠
ويقول العيني في "عمدة القاري:
" قوله : ( في الأمور كلها ) : دليل على العموم ، وأن المرء لا يحتقر أمراً لصغره وعدم الاهتمام به فيتركالاستخارة فيه ، فرب أمر يستخف بأمره فيكون في الإقدام عليه ضرر عظيم أو في تركه ، ولذلك قال النبيصلى الله عليه وسلم : ( ليسأل أحدكم ربه حتى في شسع نعله)٠
حل الطمأنينة والارتياح والثقة في الاستخارة٠
فالاستخارة فيها توكل وتسليم وتحقيق للتوحيد وراحة وطمأنينة فمهما اخترت من قرار أو ترتب عليه منآثار فإنك على يقين أن هذا الأمر هو الخير والخيرة لك لأنك تبرأت من حولك وقوتك وعلمك وقدرتك وطلبتخيرة الله واختياره فوفقك الله إلى ما اخترت وفيه من الخير مالم تحط به علما سواء كان محببا لك أو لم يكنمحببا لك٠
فلتكن الاستخارة رفيقة دربك في كل الأمور مع بذل الأسباب من الاستشارة ودراسة الأمور كل بحسبه ووفقمعطياته والله ولي التوفيق ٠

د/مصلح بن زويد العتيبي
١٤٤٣/٨/٢٣