اطبع هذه الصفحة


بركة الضعفاء على غيرهم !

مصلح بن زويد العتيبي
@alzarige

 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


الحمدلله حمدا سرمدا أبدا والصلاة والسلام على نبي محمد ما أحب والد ولدا
أما بعد
فمن الأمور التي قد لا نشعر بها ولا نعلم عنها أصلاً هي تأثير الضعفاء في حياة الأقوياء والأغنياء ؛ لا تستغرب من هذا الكلام نعم لهم تأثير ؛ وتأثير لا يعلم قوته ومداه إلا الله .
جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :(هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم ) وفي رواية:(أبغوني في ضُعفائِكم ؛ فإنَّما تُرزَقونَ وتُنْصَرُونَ بضُعفائِكم) وفي رواية (إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم ).
فجعل بأبي هو وأمي الإحسان إلى الضعفاء سبب للرزق والنصر .
والعجيب أن بعض المُحسنين يظن أنه هو سبب رزق الفقراء ونصرهم وما يعلم أن الوضع قد يكون بالعكس تماماً ؛ فهؤلاء الضعفاء قد يكونوا هم سبب رزقه ونصره
وتوفيقه .
تغيرات كبيرة وتحولات جسيمة وفتوحات جليلة وأرزاق لا حد لها حدثت في حياة أناس كان يقف خلفها بعد فضل الله دعوة ضعيف .
وعلى العكس من ذلك نكبات ومصائب
كان يقف خلفها بعد قدر الله دعوة مظلوم أو ضعيف .
لكن متى تحدث هذه التغيرات الإيجابية ومتى تتحقق الفتوحات الربانية ؟!
اعلم يا أخي أن نصيبك منها على قدر تحقيقك لهذه الآية العظيمة :( إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكورا ).
فأجعل الدافع والمحفز على الإحسان إليهم هو ابتغاء وجه الله .

وعلى عظيم ما سيتحقق لك من الخيرات والبركات في الدنيا ؛ إلا أن هناك ثلاث جوائز تتحقق يوم القيامة أخبر عنها سبحانه بعد الآية السابقة حين قال : (فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا)
١- الوقاية من شر يوم القيامة .
٢- يلقيهم الله نظرة وسرورا .
٣- يجزيهم بصبرهم جنة وحريرا .

فحق الضعيف الإكرام واحترام مشاعره غاية الاحترام ؛ لا كما يفعل المحرومون حين يسخرون منهم ويحتقرونهم والعياذ بالله .
وما علموا أن واحدا منهم قد يكون خير من ملئ الأرض من أمثالهم ؛ كما جاء بذلك الحديث عن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم .
قصص كثيرة لا يتسع المجال لذكرها تبين أثر هذه الفئة من الناس أقصد الضعفاء على باقي الناس .
فسبحان الله يتيم أو فقير أو أرملة أو عامل أو خادمة أوغيرهم قد يكون ما يصيبك من رزق بما تعطيه من قليله والله ذو الفضل العظيم .
بل الأمر أكبر من ذلك قد تُرزق العلم والحكمة والجاه بل وحسن الخاتمة بعد فضل الله بسبب هؤلاء الضعفاء .
ختاما : إن لم تستطع الإحسان إليهم فإياك أن تُسيء إليهم .
والسلام عليكم .

أخوكم / مصلح بن زويد العتيبي .
١٤٣٥/٩/١٢هـ .
 

مصلح العتيبي
  • مقالات تربوية
  • كتب وأبحاث
  • قواعد التطوير والسعادة
  • الصفحة الرئيسية