اطبع هذه الصفحة


واقعنا مع الصلاة !

مصلح بن زويد العتيبي
@alzarige

 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


الحمدلله الذي عظم أمر الصلاة تعظيما عظيما والصلاة والسلام على خير من أقام الصلاة إقامة حقيقية أما بعد

فلي في هذا المقال وقفات مع واقعنا مع الصلاة من عدة أوجه كالتالي :

أولا : واقعنا العلمي الذي يترتب عليه الواقع العملي والأداء الفعلي للصلاة كيف هو ؟
ذلك الواقع الذي حثنا عليه صلوات ربي وسلامه عليه بأبي هو وأمي بقوله :( صلوا كما رأيتموني أصلي ).
ثانيا : واقعنا الروحي الشعوري الذي يربط قلب العبد في الأرض بربه بالسماء كيف هو ؟
ذلك الواقع الذي حثنا عليه صلوات ربي وسلامه عليه بأبي هو وأمي بقوله :( أرحنا به يا بلال ).
وبقوله :( جُعلت قرة عيني في الصلاة ).
ثالثا : واقعنا الفكري التأملي الذي يربط بين صلاتنا وكل عمل صالح من أعمالنا كيف هو ؟
ذلك الواقع الذي أخبرنا عنه وحثنا عليه صلوات ربي وسلامه بأبي هو وأمي
( أول ما يحاسب عنه العبد يوم القيامة الصلاة فإن صلحت صلح سائر عمله وإن فسدت فسد سائر عمله ).
رابعا : واقعنا التعظيمي للصلاة الذي يحفظ للصلاة قدرا عظيما يأتي مباشرة بعد قدر التوحيد كيف هو ؟
ذلك الواقع الذي لما أسري بنبينا صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس لم يقف خطيبا في الأنبياء ولا تاليا للقرآن ولا حاثا على أي عمل معين وإنما قام بهم مصليا وإماما
ثم لما عرج به إلى السماء من ليلته فرضها عليه ربه بدون واسطة خمس في الفعل وخمسين في الأجر .
خامسا : واقعنا الاحتسابي الذي يجعل الانسان يعرف ماله وما عليه في صلاته ولا يظلم ربنا أحدا كيف هو ؟
ذلك الواقع الذي حذرنا منه صلوات ربي وسلامه عليه بأبي هو وأمي بقوله : (ليس للمرء من صلاته إلا ما عقل منها ).
سادسا : واقعنا التطهيري التنزيهي الذي يربط بين صلاتنا والطهارة من الذنوب كيف هو؟
ذلك الواقع الذي أنزل الله سبحانه وتعالى فيه أية تتلى إلى قيام الساعة ؛ قال تعالى
﴿اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾ .
لم يأمرنا الله بأداء الصلاة وإنما أمرنا بإقامتها وشتان بين الأداء والإقامة .
للأسف الشديد وأقولها صريحة وبكل ألم صلاة الكثيرين منا ولا أبالغ إن قلت الأغلبية الغالبة بحاجة إلى إعادة نظر .
نعم الكثيرين منا يؤدون الصلاة ولكن قلة قليلة هي التي تقيم الصلاة .
نعلم عن أشياء كثيرة ويبقى علمنا عن الصلاة محدود وللأسف .
ما فائدة هذه المؤهلات العلمية التي نتسمى بها ونحن نجهل من أحكام الصلاة ما نجهل .
وآسفى على أنفسنا نبلغ من العمر عتيا ونحن نصلي كل يوم خمس صلوات ولا يُحسن أحدنا يصلي صلاة صحيحة .
نتشعب في المسائل والأحكام والتعليلات والترجيحات والأقوال فإذا عرض لنا أمر في صلاتنا نظر بعضنا إلى بعض .
منا من يعلم عن كل ما يعرض له في الصلاة من أحكام لكن كم نسبتهم إلى عموم المصلين ؟
لماذا هذا الجهل المطبق الذي نعيشه في واقعنا مع الصلاة ؟
أرجو من طلاب العلم والدعاة والعلماء وكل المصلين ومن نفسي أولا أن نعيد النظر إلى واقعنا مع الصلاة في كل واقع ذكرته في مطلع هذا المقال .
حتى متى نستمر على هذا الواقع المؤلم حتى يأتي جيل لا يعرف يصلي بتاتا .
لست متشائما بحمد الله ولكن الصلاة الصلاة هي وصية نبينا وهو على مشارف الآخرة .
يسهى الإمام في الصلاة فلا يجد من ينبهه أليس هذا واقع نراه ونشاهد
فكم يستحق هذا المشهد المؤلم من الدموع والحسرات .
يارب نسألك باسمك الأعظم الذي إذا سُئلت به أعطيت وإذا دعيت به أجبت أن تصلح لنا صلاتنا حتى نُقيمها كما تحب وكما كان رسولنا صلى الله عليه وسلم يُقيمه.
يارب نسألك وأنت خير من سُئل وأجود من أعطى أن تجعل الصلاة قرة عين لنا .
يارب نسألك أن تعلمنا أحكام الصلاة علما يقينياً لا يتزعزع ولا يشتبه .
ولا حول ولا قوة إلا بالله .

مصلح بن زويد العتيبي
١٤٣٥/10/١٦ هـ .

 

مصلح العتيبي
  • مقالات تربوية
  • كتب وأبحاث
  • قواعد التطوير والسعادة
  • الصفحة الرئيسية