خلف بن هذال شاعر أمة

مصلح بن زويد العتيبي

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

لم أتشرف بمعرفة شخصية مع الشاعر اللواء خلف بن هذال العتيبي ، ولا أكتب من باب التزلف لخلف ؛ولا أكتب بحمية وعصبية ابن قبيلة يكتب عن ابن قبيلته ...
لم يخطر ببالي شي من هذا أبدا عندما جرت هذه الأحرف لأسوقها لكم سوق الطيب إلى مجالس أهل الطيب .
لكن فعلاً ومن أجل أمانة الكلمة خلف يستحق أن يُكتب عنه فهو رمز من رموز الأمة العظام في هذا الزمان .
خلف صنع لنفسه بفضل ربه تاريخاً يُكتب بماء الذهب ؛ بل يُكتب بالخالص من الذهب .
خلف بن هذال علامة من العلامات الفارقة في هذا القرن .
خلف أصدق لهجة وأقوى عبارة وأوضح بيانا وأكثر حماسة !
هل يملك الشاعر غير مشاعره يُسخرها بشعره لخدمة قضايا أمته ومجتمعه ووطنه !
ارجعوا إلى قصائد خلف فهي بين أيديكم ثم أحكموا بأنفسكم لن تجدوا جرحاً للأمة ينزف إلا وحث خلف على ضماده ودل على علاجه .
ارجعوا إلى قصائد خلف لتروا كم كان واضحاً في منهجه صادقا في ولائه داعيا إلى اجتماع الكلمة ؛ محرصا على حفظ حقوق ولاة الأمور من العلماء والأمراء ومحذرا من كل فكر دخيل ومنهج قبيح .
لم يتحدث خلف في الخفاء أبدا بل يتحدث في مجالس ملوكنا الذين يقدرون خلف ويعرفون قدر شعره .
إذا ذُكر الدفاع عن العقيدة وعن سنة المصطفى وأعراض أمهات المؤمنين بسلاح الشعر البتار لا بد أن يذكر خلف بن هذال.
وإذا ذُكر الولاء والطاعة لولاة أمرنا لابد أن يُذكر خلف بن هذال .
وإذا ذُكر الشعر الجزل ذُكر خلف بن هذال.
وإذا ذُكر الدفاع عن الوطن ذُكر خلف بن هذال ؛ بل إن قصائد خلف أيام أزمة الخليج أقوى من راجمات الصواريخ على قلوب الأعداء وأقوى من أي سلاح حربي .
وإذا ذُكرت الشهامة والمروءة والنخوة ذُكر خلف بن هذال .
شبابنا المهتم بالشعر وغير الشعر يحتاج أن نعيد على مسامعه قصائد خلف لتحرك
مكامن شجاعته ودينه ونخوته وعله يستلهم منها بعض شخصيته الغائبة ولعله يستعيد بعض حقوق أمته المسلوبة نعم شبابنا يستلهما من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ؛ لكن نبينا كان يقول لشاعره حسان :(أهجهم وروح القدس معك ) إنها كلمات في زمن التشريع وممن جاء من ربه بالتشريع حتى نعرف قدر الشعر الهادف وقدر الشاعر العارف .
كل شي في قصائد خلف الدينية والوطنية وقصائد الحكمة يحتاج أن تُعطى فيه الدروس من فنون الألقاء واختيار الألفاظ والحماسة الحقيقية التي لا يعرفها إلا من يعيش الموقف بكل مشاعره وأحاسيسه .
أعلم أن شهرة وشعر الشاعر اللواء خلف بن هذال العتيبي أكثر وأكبر من أحرف أكتبها في مقال ؛ لكني تعودت أن أذكر المحاسن وأشيد بمن يستحق الإشادة زيادة في رصيد تاريخ الحق والصدق وثناء على من يستحقون الثناء .
فتعالوا لنوشحه جميعا وباسمكم جميعا وساما يستحقه ومنزلا رفيعا ينزله بصدق أقواله وحُسن أفعاله بمواقفه الجليلة وقصائده الجزيلة لنقولها بلسان واحد لا نرجو من خلف ثناء ولا شكورا ؛ ولكنها الحقائق ساطعة سطوع الشمس هي سيدة الموقف ؛يوم شيد مجده وسعى في تشييد مجد أمته فخلف وبكل صدق ووضوح (شاعر أمة ).
خلف ليس شاعر قبيلة أبداً .
وليس شاعر وطن فحسب ؛ خلف شاعر أمة وقضايا الأمة تشهد لخلف إن أبى البعض أن يشهد بذلك .
شكرًا لولاة أمرنا الكرام الذين ساهموا في إعطاء خلف الفرصة وشجعوه وساندوه بالغالي والنفيس إيمانا منهم وسيرا على منهجهم المعروف في دعم رجالات الوطن المخلصين في كل مجال .
شكرًا خلف بلسان أبناء أمة الاسلام .
شكرًا خلف بلسان أبناء الوطن المعطاء.
شكرًا خلف في كل شبر من بلاد الإسلام دافعت عنه ولو لم تطئه قدمك يوما من الأيام .
شكرًا خلف من أبناء أم المؤمنين عائشة بدون استثناء .
شكرًا خلف بلسان أحفاد الصحابة الكرام.
شكرًا خلف تعظيماً لأمانة الكلمة !

بقلم
مصلح بن زويد العتيبي
الجمعة المباركة .
١٦/ ربيع الأول من عام ١٤٣٥هـ .