اطبع هذه الصفحة


مجموعة قواعد التطوير والسعادة لابن زويد

القاعدة الخامسة : قاعدة الراءات الثمان لتحصيل العلم النافع

مصلح بن زويد العتيبي
@alzarige

 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ؛أما بعد
فهذه ثمانية أمور تبدأ بحرف الراء من اعتنى بها من طلاب العلم حقق علما نافعا ونجح بإذن الله في سيره في طريق العلم ؛ وهذه القاعدة نافعة لطلاب العلم على اختلاف مستوياتهم في العلم وتفاوت أعمارهم وقد سميتها:

قاعدة الراءات الثمان لتحصيل العلم النافع وقد اخترت هذا الاسم تسهيلا لاستذكارها واستخدامها ؛ وهي كالتالي :


الأول / رقق :

والمقصود بذلك ابحث عن العلم الذي يرقق قلبك وهو العلم بالله سبحانه وتدبر كتابة وسيرة نبيه صلى الله عليه وسلم .
فإن كان لك توجه علمي وتخصص آخر فلا يليق بك أن تترك هذا ؛ بل لا بد أن يكون لك منه حد أدنى .
وتذكر ياطالب العلم :( أن آية واحدة من كتاب الله كفيلة بإحياء قلبك بإذن الله ).
وكلما رأيت نفسك تعمل بما تعلم فاعلم أنك على طريق نجاة إن شاء الله وإن كانت الأخرى فالحذر الحذر .

الثاني / روض :

فليس طريق العلم محببا لأكثر نفوس الناس لما فيه من مشقة أحيانا وصعوبة في أحيان أخرى وترك لعوائد أكثر الناس من كثرة الاجتماع والخلطة في غير نفع .
فهو ليس طريق مفروش بالورود ؛ فلن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا .
فلذلك يحتاج طالب العلم أن يروض نفسه ويأخذ بزمامها في طريق العلم الذي هو في الحقيقة طريق الجنة .
ويكثر من تذكير نفسه بفضل العلم وفضل أهله وعظيم أجره .

الثالث / رتب :

من أهم ما يحتاجه الطالب ترتيب وقته وتنظيم حياته ؛ وترتيب جدوله اليومي.
فبدون ذلك لن يحقق علما يُذكر .
فاجعل للحفظ وقتا ؛ وللقراءة وقتا ؛ وللكتابة وقتا ؛ ولحضور مجالس العلم وقتا ؛ وهكذا .

الرابع / راع :

والمقصود بذلك استخدم الأدب مع معلمك
فإن حق المعلم عظيم ؛ كما أن خير لباس يلبسه طالب العلم لباس الأدب وحلة الحياء والاحتشام .
وعليك بمراعاة أدب العلم في تعاملك مع زملائك؛ ومراعاته كذلك في التعامل مع الأدوات والتجهيزات في مدرستك أو مسجدك أو في أي مكان مخصص للعلم .

الخامس / ركز :

لا يخفى عليك كثرة الصوارف عن العلم وكثرة المشاغل في هذه الحياة بل وكثرة الملهيات أيضاً .
فركز على هدفك في طلب العلم وركز أثناء سعيك لتحقيق هدفك على الفهم من معلمك
فلا تنشغل وقت الشرح بغير الدرس ولا تطلق العنان لتفكيرك أن يسيح في كل واد وقت الحصة ؛ بل كن حاضرا ذهنيا مع معلمك فإن هذا يفيدك كثيرا ويكفيك عن بذل جهد إضافي .

السادس / راجع :

مشكلة طالب العلم ليست في حفظه بل في مراجعته واستذكاره .
فكم حفظ الطالب من علم ؟ ولكن كم بقي معه منه ؟
فالعلم حقه المراجعة الدائمة .
ولما سُئل البخاري رحمه الله عن دواء النسيان : قال (مداومة النظر في الكتب ) أي المراجعة المستمرة .
وراجع أيضاً مسيرك في طريق العلم بين وقت وآخر .
وراجع نفسك كثيرا في حظها من الدعاء والعبادة .

السابع / روق :

فلست أول طالب علم ولست بأول عالم في هذا العالم ..
وتذكر قول القائل :
وإذا ما أزددت علما
زادني علما بجهلي
فالزم السكينة والهدوء والتواضع وإن حصلت علما فأحمد الله ؛فكم من شخص يطرق هذا الباب عمره كله ولا يفتح له فيه. والعلم ما نفع وليس ما حُفظ ولم ينفع.
وفي الدعاء : اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع .
فالعبرة بنفع العلم وليس بمجرد تحصيله.
وتذكر قوله سبحانه وتعالى :( وما أُتيتم من العلم إلا قليلا ) فما حظي وحظك من هذا القليل .
وتذكر قوله تعالى :( وفوق كل ذي علم عليم).

الثامن / ريح :

فإن المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى
والواقع يشهد بأن مواصل المسير بدون راحة ولا استراحة لا بد في يوم من الأيام أن يتعب ويدع .
وفي الحديث :( سَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَاغْدُوا وَرُوحُوا وَشَيْءٌ مِنَ الدُّلْجَةِ ، وَالْقَصْدَ الْقَصْدَ تَبْلُغُوا ).
فاجعل لك وقت راحة يومي وآخر أسبوعي
تستجم فيه وأنت تحتسب أن يكون ذلك عونا لك على طلب العلم ؛ وتذكر قول معاذ بن جبل رضي الله عنه :( إني أحتسب نومتي كما أحتسب قومتي ).
والمقصود بالراحة ما يكون كالملح للطعام وليس ما يفعله البعض بأن يجعل وقت راحته أكثر من وقت طلبه للعلم .

خاتمة :
اللهم إنا نسألك علما نافعا ونعوذ بك من علم لا ينفع .
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وألحقنا بالصالحين .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

مصلح بن زويد العتيبي
١٤٣٥/١١/٦هـ .


 

مصلح العتيبي
  • مقالات تربوية
  • كتب وأبحاث
  • قواعد التطوير والسعادة
  • الصفحة الرئيسية