اطبع هذه الصفحة


أُحبك يا رسول الله بأبي أنت وأمي

مصلح بن زويد العتيبي
@alzarige

 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 
الحمدلله أحمده حمد محب لمحمد صلى الله عليه وسلم يرجو أن يكون متبعا لا مبتدعا
والصلاة والسلام على محمد صلاة حامد لربه على نعمه معتذرا على تقصيره ؛ أما بعد
ففي الحديث الصحيح :(لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين)).
وفي الصحيح أيضاً قال عمرُ : يا رسولَ اللهِ ، لأَنْتَ أحبُّ إليَّ مِن كلِّ شيءٍ إلا مِن نفسي ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: لا ، والذي نفسي بيدِه ، حتى أكونَ أحبَّ إليك مِن نفسِك. فقال له عمرُ : فإنه الآن ، واللهِ ، لأَنتَ أحبُّ إليَّ مِن نفسي ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم : الآن يا عمرُ"
فبأبي أنت وأمي ونفسي وأهلي وولدي ومالي وكل شيء عندي .
كيف لا نحبك يارسول الله ؟
أم كيف نسمح لقلوبنا أن تحب إنسانا فوق حبك !
هنيئا للعيون المؤمنة التي رأت وجهك البهي ؛ وهنيئا للآذان المؤمنة التي سمعت حديثك مشافهة .
ياليتني كنت خادما من خدمك أو حارسا عند بابك .
أكبر مخاوفي وأشد ما يقلقني أن تحول ذنوبي وجهلي وظلمي لنفسي بيني وبين مرافقتك ورؤيتك في الجنة .
كلما تذكرت أن الملآئكة تذود عن حوضك بعض أمتك شرقت بالحياة وأظلمت الدنيا في وجهي .
أي خسارة أعظم من خسارة من يحرم مرافقتك ؛ فلا يرافقك لا في الدنيا ولا في الآخرة .
أن تكون أحب إلينا من الناس جميعا يعني أن يكون هديك وسنتك أحب وقولك أحب ؛ وما تحب أحب .
كم حدثت نفسي وحدثتني أن لو رأيتك لسألتك أن تدعو لي فأفوز فوزا عظيما .
كم حدثت نفسي وحدثتني أن لو حضرت مجلسا من مجالسك تقول فيه من يفعل كذا وله الجنة ؛فلعل ربي يمن علي فأبادر وأقول أنا يا رسول الله .
كم غبطت أسامة بن زيد رضي الله عنه أن كان حبك وابن حبك .
وكم غبطت معاذا رضي الله عنه يوم قلت له يارسول الله صلى الله عليك وسلم والله إني لأحبك يا معاذ .
وكم غبطت عكاشة بن محصن رضي الله عنه يوم قال أدعو الله يا رسول الله أن أكون منهم ؛فقلت له بأبي وأمي يارسول الله صلى الله عليك وسلم أنت منهم .
أعلم يقينا أني لا أساوي أرضا كان يمشي عليها هؤلاء الصحابة الكرام ؛ وأعلم أني لو أنفقت مثل أحد ذهبا ما بلغت مُد أحدهم ولا نصيفه .
لكنها أمنيات قلبي يارسول الله .
أعلم أن هناك من سمع منك وكفر ؛وأعلم أن هناك من جلس معك وقاتل معك وهو في الدرك الأسفل من النار .
لكني أرجو من ربي أن لا أكون بلقياك شقيا .
حتى مجرد رؤيتك صلى الله عليك وسلم في المنام بشارة وأمان.
فقد صح عنك الخبر أن الشيطان لا يتمثل بك .
فهنيئا لمن رأتك عينه ولو في المنام .
ورضي الله عنه خبيب بن عدي يوم قال
والله مأ أحب أني آمنا في أهلي ومحمد صلى الله عليه وسلم يشاك بشوكة .
خاتمة : اللهم إنا نسألك مرافقة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم في أعلى جنات الخلد.
اللهم إنا نعوذ بك أن نكون ممن يذاد عن حوض نبيك ونعوذ بك من التغيير والتبديل .
يارب لا تحرمنا خير ما عندك بشر ما عندنا .
ولا حول ولا قوة إلا بالله .

مصلح بن زويد العتيبي
١٤٣٥/١١/١٧هـ .

 

مصلح العتيبي
  • مقالات تربوية
  • كتب وأبحاث
  • قواعد التطوير والسعادة
  • الصفحة الرئيسية