اطبع هذه الصفحة


لست ضد الصحافة !

مصلح بن زويد العتيبي
@alzarige

 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


الحمدلله دائما أبدا والصلاة والسلام على نبينا محمد ما أحب أبٌ ولدا ؛ أما بعد
فمع انتشار التصوير والتنافس في البحث عن مواطن الخلل والقصور جعل بعض الناس يظنون أن أخبار الصحف الورقية والإلكترونية مصدرا للحقيقة التي ليس فيها شك ولا ريب .
وهذا جعل بعض الصحفيين والإعلاميين يبحثون عن الخلل والخطأ لمجرد نشره
والسبق في إذاعته .
بل حتى في الحسابات الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي .

وهذا للأسف نتج عنه مشكلات حياتية كثيرة منها :

أولا : أن خبرا واحدا وصورة واحدة سلبية عن جهة معينة كافية لنسف كل جهودها وإنجازاتها في نظر البعض ؛وكأن الإعلام نزيه تمام النزاهة ؛وكأن الصحفي يكتب حقاً مجرداً ؛وكأن أخبار الصحف وحي صادق وحق لا لبس فيه .
وما أكثر الكذب في بعض الصحف ؛وما أكثر تزوير الحقائق من بعض الإعلاميين .
وما أكثر ما يكتب بعض الصحفيين لدوافع شخصية إما حبا أو بغضا أو لحب الظهور والشهرة ؛ بل إن بعضهم قد يلجأ لنشر سلبيات الجهات التي لم تحقق له ما يريد أو على الأقل لم تتعامل معه كما يحب .
لذلك على العاقل أن لا يستعجل في إصدار الأحكام ولا إتخاذ المواقف ؛ فقليل من الصبر وأيام معدودة كافية لبيان وجه الحقيقة وسطوع شمس الحق .

ثانيا / عندما رأى بعض الصحفيين هذا
جعل الخبر والصورة سوط يوجهه على من يشاء ومتى يشاء ؛ وأصبح مجرد أن يُعرف بنفسه بأنه إعلامي أو صحفي أمر كاف لأن يحظى بكل تقدير واحترام ؛ بل وخوف من البعض أيضاً .
والمتعين على رجال الإعلام أن يخلصوا النية في مقصودهم من هذه الأخبار لله رب العالمين وأن يتحروا الصدق فيما ينقلون .
وأن يقارنوا بين المفاسد والمصالح من نشر الخبر أو نقل الصورة من عدمه .
وإذا وجدوا سبيلا لمعالجة الأمر بالتواصل مع المدير المسئول فإنه أفضل لأن فيه ستر والستر مطلوب شرع.
وأن يعلموا أن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء فلا تخفى عليه الدوافع ولا الحقائق .

ثالثا / أصبح بعض المسئولين يخاف من التصوير والصحف لدرجة الوسوسة
وكل ما يهمه هو أن يكون حبل الود ممدود بينه وبين أهل الإعلام حتى وإن شاهدوا أمرا سلبيا لا ينشرونه .
وهذه والله هي الخسارة العظيمة أن يراقب الإنسان بعمله الناس ينتظر حمدهم ويخشى ذمهم ؛ فيذهب عمله كله هباء منثورا لا ينفعه عند الله بشيء .
ومن كانت هذه حاله لم يكن أهلا لتحمل الأمانة من الأساس .
والمتعين على المسئول أن يحرص على أداء أمانته على الوجه الأكمل ويراقب بعمله الله وحده دون أن يكون الدافع له على ذلك إرضاء الناس .

رابعا / قد يعالج بعض المسئولين ما يُنشر من خطأ عن جهته بطريقة خاطئة فُينزل الحد الأقصى من العقوبة بمن نقل عنه الإعلام خبرا أو صورة دون التحقق من الأمر بشكل صحيح وبدون النظر إلى السجل الوظيفي لهذا الموظف كل هذا من أجل إرضاء الإعلام وكسب الرأي العام .
والمتعين عليه تحري العدل والبعد عن الظلم ومعالجة الخطأ بما يناسبه بدون زيادة ولا نقص .

خاتمة :
لن يغضب من هذه الكلمات إلا من وجدها تنطبق عليه .
وهي مجرد نصيحة من أحب أن يأخذ بها فالحمدلله ومن لم تعجبه فأمره إليه وقد بلغت .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مصلح بن زويد العتيبي
١٤٣٥/١١/٢٥ هـ .


 

مصلح العتيبي
  • مقالات تربوية
  • كتب وأبحاث
  • قواعد التطوير والسعادة
  • الصفحة الرئيسية