اطبع هذه الصفحة


تأملات في سيرة الصحابي الجليل سعد بن معاذ رضي الله عنه .

مصلح بن زويد العتيبي
@alzarige

 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


الحمدلله حتى يرضى سبحانه والصلاة والسلام على محمد خير خلق الله وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه واقتفى أثره ؛ أما بعد
الصحابي الجليل سعد بن معاذ الأنصاري ورد في فضله جملة من الفضائل منها :
١- (اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاد ).
٢- ( لمناديل سعد في الجنة أفضل أو خير منها ).
٣- ( استبشر بموته أهل السماء ).
٤- ( كل البواكي يكذبن إلا أم سعد ).
٥- ( نزل سبعون ألف ملك شهدوا جنازة سعد بن معاذ ما وطئوا الأرض قبل يومئذ ).
٦- قالت عائشة :(ما كان أحدا أشد فقدا على المسلمين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه من سعد).

وكل هذه الآثار ذكرها الإمام أحمد رحمه الله في كتابه فضائل الصحابة في فضائل سعد بن معاذ .
وسعد بن معاذ رضي الله عنه عاش بعد إسلامه ست سنوات فقط وحاز كل هذه الفصائل رضي الله عنه وأرضاه .
وهذا يدعونا لإعادة تأمل ودراسة سيرته عسى أن نقف على بعض المعاني التي جعلته رضي الله عنه بعد فضل الله يحوز كل هذه الفضائل .
قال سعد عن نفسه :( ثلاث أنا فيهن رجل كما ينبغي وما سوى ذلك فأنا رجل من الناس ؛ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا قط إلا علمت أنه حق من الله عز وجل ؛ولا كنت في صلاة قط فشغلت نفسي بشيء غيرها حتى أقضيها ؛ولا كنت في جنازة قط فحدثت نفسي بغير ما تقول ويقال لها حتى أنصرف عنها ).
ولسعد بن معاذ رضي الله عنه مواقف ما سمع الناس بمثلها
وإنه لرجل المواقف حقا وبطل المشاهد صدقا .
تغلغل الإيمان في قلبه حتى صار يتنفس إيمانا ويقينا ومحبة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم ودين الإسلام .
تأملت فإذا سعد رضي الله عنه يبادر دائما بِمَا يسر رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وقد وقف أربعة مواقف لا يقفها إلا سعد رضي الله عن سعد

وهذه المواقف :

١- موقفه في الدعوة إلى الله .
٢- موقفه في الجهاد في سبيل الله .
٣- موقفه في الذب عن عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم.
٤- موقفه في البراءة من الموالي والأولياء من دون الله .

أما موقفه الأول فموقفه في الدعوة إلى الله ؛ فإنه لما أسلم
قال لبني عبد الأشهل كلام رجالكم ونسائكم علي حرام حتى تُسلموا فأسلموا فكان من أعظم الناس بركة في الإسلام .
وأما موقفه في الجهاد في سبيل الله فقد شهد بدرا وأحدا والخندق .
وقال يوم بدر قولته المشهورة التي سرت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم تزل هذه المقولة تسر كل مؤمن يقرأها ؛ قال : والله لكأنك تريدنا يارسول الله قال أجل ؛،قال سعد :( فقد آمنا بك وصدقناك وشهدنا أن ما جئته به الحق وأعطيناك مواثيقنا على السمع والطاعة فامض يارسول الله لما أردت فنحن معك فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بِنَا هذا البحر لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد وما نكره أن تلقى بِنَا عدونا غدا إنَّا لصُبُر عند الحرب صُدُق عند اللقاء لعل الله يريك فينا ما تقر به عينك ).
وأما موقفه في الذب عن عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حادثة الإفك وهو على المنبر :( يا معشر المسلمين من يعذرني في رجل قد بلغني أذاه في أهل بيتي فوالله ما علمت على أهلي إلا خيرا ولقد ذكروا رجلا ما علمت عليه إلا خيرا وما كان يدخل على أهلي إلا معي ؛ فقام سعد بن معاذ الأنصاري فقال :( يارسول الله أنا أعذرك منه إن كان من الأوس ضربت عنقه وإن كان من إخواننا الخزرج أمرتنا فعلنا أمرك ).
وأما موقفه في البراءة من الموالي والأولياء من دون الله : فإن بني فريضة كانوا حلفاء للأوس قبل الإسلام فجعل رسول الله الحكم فيهم لسعد ؛ فحكم فيهم بقتل الرجال وسبي النساء والذرية وقسمت أموالهم ؛ فقال رسول الله لقد حكمت بحكم الله ...

وإن المتأمل لهذه المواقف يرى فيها قواسم مشتركة واضحة جلية وهي :

١- تقديم محبة الله ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم على كل محبة .
٢ - علو الهمة والمبادرة إلى الخيرات .
٣- القوة في الحق والاعتزاز بدين الله .
٤- البراءة من أعداء الله .
٥ - السعي الحثيث لخدمة دين الله في كل مجال .
قالت عائشة في الحزن الذي عّم بوفاة سعد :( فوالذي نفس محمد بيده إني لأعرف بكاء عمر من بكاء أبي بكر وإني لفي حجرتي ).
هذه ومضات يسيرة من سيرة الصحابي الجليل سعد بن معاذ رضي الله عنه على ضعف مني وقلة زاد والله المستعان.
اللهم اجمعنا بسعد بن معاذ في الفردوس الأعلى من الجنة بصحبة نبيك صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم.

مصلح بن زويد العتيبي
١٤٣٦/٣/١١هـ .

 

مصلح العتيبي
  • مقالات تربوية
  • كتب وأبحاث
  • قواعد التطوير والسعادة
  • الصفحة الرئيسية