اطبع هذه الصفحة


لقاء الشيخ مثنى الزيدي بالأستاذ الدكتور محمد رمضان عبد الله

أجرى الحوار: الشيخ مثنى الزيدي


الأستاذ الدكتور محمد رمضان عبد الله ، احد علماء العراق ، ورئيس المجمع الفقه العراقي ،وأستاذ علوم الكلام في الجامعة الإسلامية ، زرته في الجامعة الإسلامية بمكان عمله فرحب بي اشد ترحيب ، وأجريت معه هذا الحوار .

الشيخ: هل لنا ان نتعرف على الدكتور محمد رمضان؟
الدكتور :
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين، أما بعد: فجوابا على سؤالكم إني، محمد رمضان عبد الله، ولدت في كركوك عام 1937 ، وقبل أن ادخل في الدراسات الأكاديمية كنت ادرس دراسة معروفة في ذلك الوقت وهي الدراسة الملّائية، وهي عبارة عن دراسة جميع علومنا الإسلامية وهي ما كانت تسمى بالعلوم الاثني عشرية ، اما عن اولادي فقد رزقني الله بأبناء خمسة وبنتين وكلهم ولله الحمد طلبة دراسات عليا إلا ابني عمر فهو مختص بالكيمياء بعد تخرجه من كلية العلوم ، وأما ابني احمد فسيناقش عما قريب أطروحة الدكتوراه ، و بخصوص صلاح الدين تخرج من الماجستير وكذلك امجد وانور يدرسان ضمن الدراسات الإسلامية.

الشيخ :كيف بدأ الدكتور مشواره في طلب العلم ؟
الدكتور :
بدأت مشواري على الطريقة القديمة وهي الاثنا عشرية المحتوية على جميع العلوم الاسلامية بما فيها علم الكلام ،وبعد هذه الدراسة يعطى الطالب بعد إتمامه هذه العلوم جميعها الاجازة العلمية من الشيخ الأكبر وتسمى الإجازة في العلوم الاثني عشرية وقد وفقني الله تعالى أن أكمل جميع هذه العلوم لأحصل على الإجازة العلمية عند فضيلة الشيخ الأكبر في المنطقة الشمالية رضا أفندي الواعظ،والذي عاش بعد المائة وهو قد حصل على الإجازة من جد الشيخ امجد الزهاوي رحمهم الله أجمعين والذي كان مفتيا للعراق في العهد العثماني ، وفي 1957 سافرت الى مصر للحصول على الشهادات العلمية فحصلت على البكالوريوس ومن ثم الماجستير في الأزهر الشريف من كلية أصول الدين ثم رجعت إلى بغداد لِأتعين في كلية الإمام الأعظم عام 1968 ، علما أن الماجستير كانت أربع سنين سنتين تكميلية وسنتين تحضيرية بسبب التغيرات الحاصلة في منهج الأزهر حيث زادوا في بعض العلوم وسني الدراسة ، وفي 1976 سافرت الى مصر لإكمال الدكتوراه في سنتين لأني كنت مسجلاً منذ القدم وكانت رسالتي بعنوان ( الباقلاني وآراؤه الكلامية) وهي مطبوعة ، وهي فلسفة إسلامية ، وعنوان رسالة الماجستير بعنوان( ابن تيمية ومنهجه في العقيدة ) والثاني بعنوان (المقولات العشر بين الفلاسفة والمتكلمين) ،ثم بعد سنتين في سنة 1978 رجعت لأكمل تدريسي في الإمام الأعظم بعد أن ألُحِقَتْ بكلية الشريعة جامعة بغداد في حينها ، وفي 1979 انتقلت إلى الإمارات العربية المتحدة بموافقة الدولة فبقيت ادرس هناك في جامعة العين الى 1983 لارجع للعراق بسبب طلب العراق لنا في هذا العام ، ومن ذلك اليوم بقيت ادرس في العراق.

الشيخ: ما هي ابرز المناصب التي شغلها الدكتور ؟
الدكتور :
كنت رئيسا لقسم أصول الدين في كلية الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان رحمه الله، وعينت عميدا في 1996 بجامعة بغداد كلية الشريعة ، ونقلت بعدها إلى الجامعة الإسلامية وبقيت فيها حتى الشهر العاشر من العام الماضي بعد أن أصبح عمري 71 سنة وكنت متسلما فيها منصب العميد لكلية أصول الدين .

الشيخ: اين ثروة محمد رمضان العلمية ، كتبه ومؤلفاته؟
الدكتور :
لدي بحوث كثيرة ورسائل عديدة طبع منها كتاب الباقلاني ونشر ، والمقولات العشر طبعت أيضا على حسابي الخاص ونشرت ، وكتاب ابن تيمية كذلك طبع على حساب مجلة الأوقاف سابقا ، وكتاب التوسل بالأنبياء والمرسلين كذلك طبع على نفقة مجلة قطر ونشر ووزع في قطر والعراق وأرسلوا لي منها 100 نسخة في حينها، إلا أن طبعها في هذه الأيام متوقف ولم يتكفل احد بطبع شيء منها ، إضافة إلى أني بعد أسبوع سأنهي شرح كتاب الفناري في المنطق والحمد لله.

الشيخ :هل الشيخ الواعظ هو الأستاذ الوحيد للدكتور محمد ؟
الدكتور :
بالعكس هم كثير منهم الأكاديميون ومنهم الشرعيون ، فمثلا الملا معصوم درسني النحو ،والسيد احمد فرعون - يلقبونه بذلك لتشدده في العلوم الشرعية - ، والشيخ الملا علي الذي درسني الفناري في المنطق والبهجة المرضية للسيوطي ،وجمع الجوامع والبرهان في المنطق للكلنبوي عند الملا احمد الافتخاري وهو من كبار العلماء أيضا وغيرهم كثير مثل الشيخ عبد المجيد القطب الذي درست عنده تفسير البيضاوي وكان علاّمة عصره ، وتشريح الاصطرلاب في العلوم الفلكية عند الشيخ الواعظ، وغيرها من العلوم الفلكية التي كانت تابعة للمراصد العباسية ، والتي وضعها المأمون العباسي حتى أن الغزالي يقول دخلت المرصد ويقصد به طليموس الرومي وانتفعت منه، وألف العلماء فيها كتبا كثيرة لان له علاقة بأوقات الصلاة والصيام والفطور فكان يدرسُّها العلماءُ لتلامذتهم .

الشيخ : هل زاول الدكتور الخطابة وكيف كان شعورك عند الخطبة الأولى ؟
الدكتور:
لم أزاولها كوظيفة بل زاولتها حسبة لله تعالى على شكل متقطع لأني كنت أستاذا جامعيا محسوبا على التعليم العالي ، وكذلك سفري للدراسة الأكاديمية أبعدني عن الخطابة ، وأول خطبة كانت عندما كان الشيخ الواعظ مريضاً فكنت حينها خائفاً وذلك لمستواه العلمي وكنت احد تلامذته ، وكان أيضا محامياً رحمه الله ، وكان يكلفني الشيخ بالوعظ بدلا عنه عند لقائه بالإخوان المسلمين عندما كان احد المنتمين للجماعة ،وكان لوالدي اثر كبير في تشجيعي على حفظ القران فيخصص لي مبلغا وهو مئة فلس لكل سورة من سور القران الى أن علقني بالقران الكريم فكنت اختم في رمضان ثلاثين ختمه كل يوم أقرأُ فيها القران الكريم كاملاً فكنت لا أنام الليل بل استيقظ لقراءة القران الكريم.

الشيخ: كيف ينظم الشيخ جدوله وما هو منهج الطلبة لديه ؟
الدكتور:
العلماء هم الذين كانوا ينظمون المنهجية فمثلا نبدأ بكتاب كالجرجاني في النحو فلا نأخذ غيره إلا بعد الانتهاء منه كاملا والبناء في الصرف ،منهجية عالية مع نية الحصول على العلم وليس على الشهادة ولذلك كانوا يحفظون، الآن من هم الذين يحفظون؟ والله حفظت ثلث كتاب ألجامي وهو الجسم وألفية ابن مالك حفظتها كلها وهكذا كان طلبة العلم.

الشيخ: الآن هل الجدول والمنهجية العلمية واضحة للطلبة حيث نرى إن الخلل والتقصير منهم فقط الم يقصر علماء العراق تجاه طلبة العلم الشرعي وخصوصاً في هذه المرحلة المهمة التي تشهد صراعاً عقائدياً فكرياً يحتاج إلى وقفة علمية موزونة؟
الدكتور
: هذا السؤال جيد ، وأنا تكلمت كثيراً في الإمام الأعظم من اجل إعادة تفعيل طلب العلم على منهجية شرعية متدرجة فوضعوا منهجاً وبعثوه لي للاطلاع فحذفت وزدت في بعض الكتب المنهجية ليتخرج من الدراسة طالب علم مؤهلا لتسلم الشهادات العالية فيشهد لهم بالذكاء والعلم والفطنة ، وليس همه النجاح فقط والشهادة ، أما العلماء فهم مقصرون فلا بد عليهم أن يغاروا على العلوم الشرعية لاسيما اللغة العربية فكان العلماء يعتبرونها فرض كفاية ولابد منها لكل عالم وداعية ،كيف يتفقهون في الدين ويدعون بدون اللغة بل إن الفقهاء استنبطوا الأحكام كلها بناء على تمكنهم من اللغة العربية الواردة في القران الكريم والسنة النبوية ، بل الكثير من العلماء يعتبر متقن اللغة العربية عالماً ، وهكذا علم المنطق والكلام اللذان يسهلان الفهم لكثير من النصوص، وهكذا كان الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم والأمثلة كثيرة في هذا المجال كما حدث بين سيدنا أبي بكر (رضي الله عنه ) واحد الصحابة ، أو ما حدث بين الصحابة وآخرين منهم وهكذا ، ومن أتقن العربية عرف كيف يدرس المنطق والبلاغة وعلم الكلام وغيرها من العلوم الشرعية الباقية .

الشيخ: ما هو رأيك بدور العلماء ؟ الكثير من العلماء يرفض الإجابة على استفتاءات الناس التي تأتي عبر مجلة الخطيب أو أن الكثير من طلبة العلم لا يجدون من يدرسهم بحجة الانشغال فهل هم مقصرون؟
الدكتور:
نعم العلماء مقصرون ،لان الله أكرمهم بالعلم ولابد على العالم أن يدرسه للطلبة وخاصة إذا طلب منك الطالب العلم الذي تخصصت فيه ، فانك إن كتمت علمك سيأتيك يوم ترى فيه أنّ الأعداء منتصرون عليك فكرياً وبالمقابل ليس لدينا شيء نرد به عليهم وهذا الأمر مؤلم جداً ومحزن ونكون مسؤولين أمام الله جل جلاله علما أن العلم نور يقول الإمام الشافعي:

شكوت إلى وكيع سوء حفظي --- فأرشدني إلى ترك المعاصي
واخبرني بانّ العلم نور ٌ --- ونور الله لا يُهدَى لعاصي


الشيخ : هل من رسالة يوجهها الدكتور للعلماء؟
الدكتور:
أتمنى من العلماء أن لا يقصروا في نشر العلوم الإسلامية ولا سيما العلوم العربية كالنحو مثلا والبلاغة والصرف لان رأس العلوم اللغة العربية ، وبها أتى القران الكريم، من قبل 1430 سنة .

الشيخ : الدكتور محمد رمضان رئيس المجمع الفقهي العراقي أين دور المجمع؟
الدكتور:
والله يا أخي هكذا سمعت أني رئيس المجمع لكن لم يرسل لي احد ولا اعلم عنه شيئا وأنا أريد أن أسأل الشيخ الدكتور احمد عبد الغفور هل المجمع الفقهي حقيقة أم هو مجرد كلام ، لان بعض الأصدقاء والأقارب أرسلوا لي رسائل تهنئة لرئاسة المجلس وغير هذا لا علم لي به، والى الآن لم يتصلوا بي ولم اجلس مع مجلس الشورى لهذا المجمع والى الآن لم أزاول إلا اللهم مرة واحدة أرسلوا لي بمناسبة العيد لنتناقش حول هل العيد يعقد أم لا غير ذلك فلم اعرف عنه شيئاً ، علما انه ليس له مقر في العراق .

الشيخ: ماهي مدرسة الدكتور رمضان الان ؟ والى من ينتمي؟
الدكتور :
أحب جميع العاملين في الدعوة الى الله ، ولكني ما زلت متفرغاً للتأليف والعلم، والسياسة تحتاج الى اختصاص وأنا لم أتمرس في ذلك ، وانتمي لكل من يشهد أن لا اله إلا الله محمد رسول الله ، ولم ادخل الى الآن في السياسة ، لكني أقول إن العنصرية لا تنفع أحداً في كل المجالات سواء السياسية والعلمية وانصح الإخوة جميعاً أن يخرجوا من التعصب العنصري والعلمي والسياسي والطائفي والواجب عليهم خدمة الشعب العراقي كافة والدائرة هي الإسلام وهو رحبة واسعة.

الشيخ: ما هو رأيك ( كواحد من العلماء ) بمشاركة السنة في العملية السياسية؟
الدكتور :
لا بد للسنة من المشاركة القوية في العملية السياسة وبذلك يحصل التوازن في الدولة وان يعرف الناس جميعاً وزنهم الحقيقي والمعروف دون ان يصادر احد حقه .

الشيخ: ماذا تقول لطلبة العلم؟
الدكتور :
أقول لهم أن يبذلوا الجهد من اجل تحصيل العلم ،وان يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله ، وهذا بحد ذاته هو خدمة للإسلام والمسلمين.

الشيخ: متى تعود المساجد لهيبتها برايكم؟
الدكتور:
إذا اخلص القائمون عليها النية ستعود هيبتها إن شاء الله وكذلك بالمصلين ونيتهم الصادقة وتقواهم .

الشيخ: ما هي الكلمة الاخيرة التي توجهونها في هذا اللقاء ؟
الدكتور :
أتمنى التوفيق لكم وان يرزقهم الله الإخلاص انه سميع مجيب ، وبابي مفتوح لطلبة العلم الذين يبحثون عنه واني الآن ادرس علوم الكلام في دورات متواصلة وحياكم الله وبارك فيكم.

 

مثنى علوان الزيدي
  • مقالات
  • الفقه الميسر
  • صوتيات
  • كتب
  • تراجم
  • لقاءات
  • خطب
  • محاضرات
  • الصفحة الرئيسية