اطبع هذه الصفحة


أثر التخطيط الاستراتيجي العسكري
عند النبي صلى الله عليه وعلى أله وسلم

د. نزار محمود قاسم الشيخ

 
بسم الله الرحمن الرحيم
 

الحمد لله القائل: : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ َقْدَامَكُمْ﴾ [محمد: 7].
والصلاة والسلام على سيدنا محمد أفضل قائد، وخير مجاهد، ما عرف التاريخ فاتحاً أرحم منه، ولا غازياً أَرْأَفَ منه، رسولُ المرحمة ونبيّ الملحمة.
وبعد فلقد بلغت مواقف النبي صلَّى اللهُ عليهِ وعلى آلهِ وسلَّمَ في القيادة العسكرية القمَّة التي لمْ يَرْقَ إليها أحدٌ.
 فالجهاد عنده صلَّى اللهُ عليهِ وعلى آلهِ وسلَّمَ ليس مقصوداً لذاته، بل لغايات عظمى أعلاها تبليغ دين الله تعالى، وأدناها حماية بيضة الإسلام والمسلمين، ولم يبدأْ صلى الله عليه وعلى آله وسلّم أحداً بالعدوان عليه، بل كان يشرع بقتال عدوِّه إذا علم عزمَه على الاعتداء على الدِّين، أو على بلاد المسلمين، أو منع وصول رسالة الإسلام للعالمين.
فإذا عزم صلى الله عليه وعلى آله وسلم على القتال، خطط لخوض المعركة، فلم يترك صغيرة ولا كبيرة في أمور الحرب إلا وضعها في الحسبان، بل كان صلى الله عليه وعلى آله وسلّم يخطِّط للخسارة في المعركة على احتمال وقوعها، ويضعُ الخطط البديلة في حال تغيُّرِ مُجرَيات الحرب.
فكان لزاماً على المسلم التعرّف على جوانب التخطيط العسكريّ عند النبي صلَّى اللهُ عليهِ وعلى آلهِ وسلَّمَ؛ بغية معرفة الآثار التي نتجت عن جميع الغزوات والسرايا التي قام بها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أو أمر بها.
 هذا والتعرّف على جوانب التخطيط العسكريّ يعني التعرّفَ على الأرض التي وصلت إليها غزوات النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وسراياه، بل والتعرف على الطّرق التي سلكَها في تلك المهمات.
ويعني التعرُّفّ على الزمانِ الذي قاتلَ فيه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
ويعني التعرُّفَ على الوسائل والخطط التي استخدمها النبي صلَّى اللهُ عليهِ وعلى آلهِ وسلَّمَ أثناء غزواته.
ويعني استشعارَ تأييد الله للمسلمين نُصْرةً لهم: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا 9﴾ [الأحزاب: 9].
ويعني استشعار اتصالَ مَددِ السماء بمددِ الأرض، واستشعار حضور الملائكة فزعة للمسلمين: ﴿إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلاَثَةِ آلاَفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُنزَلِينَ 124 بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَـذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُسَوِّمِينَ 125 وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ 126﴾ [آل عمران: 124-126].
عندها لا بُدَّ لك من وقفة روحيَّة وفكرية تستشعر بها الرحمات الربانية التي هبطت على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم والصحابة الكرام، وإكرامهم بالنصر: ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا 1 لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا 2 وَيَنصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا 3 هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا 4 لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِندَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا 5... إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا 10﴾ [الفتح: 1-5، 10].
 وتستشعر مدى الجهد الذي بذله النبي صلَّى اللهُ عليهِ وعلى آلهِ وسلَّمَ، وكذا جهد صحابته الكرام في تبليغ دين الله تعالى، وكيف خطَّطَ النبي صلَّى اللهُ عليهِ وعلى آلهِ وسلَّمَ لغزواتِه وانتصرَ فيها.
وتنظر كيف قطع النبي صلَّى اللهُ عليهِ وعلى آلهِ وسلَّمَ والصحابة رضوان الله عليهم تلك المسافات راجلِينَ وراكبينَ، وأكبر همِّهم تبليغ الدِّين، وكيف أنه كانت عقولهم وقلوبهم متيقِّظة للتخطيط والتدبير للأمور العسكرية.
فمن النماذج على جهدِ الصحابةِ وحبِّهم الجهاد: قولُ النبي صلَّى اللهُ عليهِ وعلى آلهِ وسلَّمَ: «لقد تَرَكْتُمْ بِالمَدِينَةِ رِجَالاً ما سِرْتُمْ من مَسِيرٍ، ولا أَنْفَقْتُمْ من نَفَقَةٍ، ولا قَطَعْتُمْ من وادٍ، إلا وهُمْ مَعَكُمْ فيه»، قالوا: يا رسولَ اللهِ! وكَيْفَ يَكونونَ معَنا وهُمْ بِالمَدِينَةِ؟ قال: «حَبَسَهُمُ العُذْرُ» ([1]).
وما رواه البخاريُّ ومسلم رحمهما الله تعالى عن أنس رضي الله عنه أنه قال: عَمِّي الذي سُميتُ به لمْ يشهد مع رسول الله صلَّى اللهُ عليهِ وعلى آلهِ وسلَّمَ بدراً، قال فشقَّ عليه، قال: أولُ مشهدٍ شهدَهُ رسول الله صلَّى اللهُ عليهِ وعلى آلهِ وسلَّمَ غُيِّبْتُ عنه، ولئن أشهدني الله تعالى مشهداً مع رسول الله صلَّى اللهُ عليهِ وعلى آلهِ وسلَّمَ لَيَرَيَنَّ الله ما أصنع، قال: فهابَ أن يقولَ غيرها.
قال: فشهد مع رسول الله صلَّى اللهُ عليهِ وعلى آلهِ وسلَّمَ أُحداً، قال: واستقبله سعدُ بنُ معاذٍ، فقال له أنس: يا أبا عمرو أين؟!
قال: واهاً لريحِ الجنةِ، أجدُه دونَ أُحُدٍ.
قال: فقاتلَهم حتى قُتِل.
قال: فوُجِد في جسدهِ بِضْعٌ وثمانونَ ما بينَ ضربةٍ وطعنةٍ ورميةٍ.
 قال: وقالت أُختُه عمتي الرَّبيع بنتُ النَّضِرِ: فما عرفتُ أخي إلا بِبَنانِه، ونزلت هذه الآية مِنَ: ﴿الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا 23﴾  [الأحزاب: 23] قال: فكانوا يَرَون أنها نزلت فيه، وفي أصحابه([2]).
وروى مسلم رحمه الله تعالى عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس عن أبيه، قال سمعت أبي ـ وهو بحضرة العدوّ ـ يقول: قال رسول الله صلَّى اللهُ عليهِ وعلى آلهِ وسلَّمَ: «إنَّ أبوابَ الجنةِ تحتَ ظلالِ السيوفِ».
 فقام رجلٌ رثُّ الهيئة فقال: يا أبا موسى! أأنتَ سمعتَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وعلى آلهِ وسلَّمَ يقولُ هذا؟
 قال: نعم.
 قال: فرجعَ إلى أصحابِه فقال: أقرأُ عليكمُ السلامَ، ثم كسرَ جَفْنَ سَيفِهِ [غِمد السيف] وألقاه، ثم مشى بسيفِه إلى العدوِّ فَضَربَ به حتى قُتل([3]).
هذا ولقد جال الباحث بفكره من خلال البحث في غزوات النبي صلى الله عليه وسلم وعلى سراياه، ومن خلال عدة كتب ألفها بهذا الخصوص([4]) فخرج بنتائج عدة، تدل على عظيم شخصية النبي صلى الله عليه وسلم في القيادة العسكرية.
وإليك بيانها من خلال الجدولين الآتيين.
 

أ_ الجدول الرقمي لغزوات النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم

 

النتائج التقريبية الهامة للبحث في الغزوات

1

جميع أعداد الغزوات للنبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

27

 

2

الوقت الزمني المستغرق لجميع الغزوات بالسنين الهجرية

سبع سنوات وخمسة أشهر

 

3

أول غزوة بدأت في حياة المسلمين 

الشهر الثاني من السنة الثانية للهجرة

4

أكثر السنوات التي حدثت فيها الغزوات

السنة الثانية للهجرة

5

أكثر الشهور التي حدثت فيها الغزوات من خلال جميع السنوات

شوال وتكررت الغزوات فيه سبع مرات

6

معدل حدوث الغزوات خلال الأيام

غزوة واحدة كل 97 يوماً

7

عدد الحالات الشخصية التقريبية المشاركة لجميع الغزوات

81369

8

عدد الحالات الشخصية المشاركة لجميع جيوش المشركين

77888

9

أقصى مسافة وصلت إليها الغزوات كخط نظر

 592كم  دومة الجندل

10

المسافة الإجمالية التي مشتها الغزوات بالبعد عن المسجد النبوي

10359كم

11

تعداد شهداء المسلمين

134

12

تعداد قتلى المشركين

212

13

مجموع القتلى من المسلمين والمشركين

346

14

عدد المرات التي انتصر فيها المسلمون على المشركين

19

15

عدد المرات التي غلب فيها المشركون المسلمين

1

16

عدد المرات التي حصل التعادل بين الجانبين

7

17

عدد المرات التي حصلت فيها المواجهة القتالية

11

18

عدد الغزوات ذات الهدف لرد كيد جموع المشركين

24

19

عدد الغزوات التي يشترك فيها الهدف الاقتصادي مع الدعوي

3

20

عدد الغزوات التي تراوح أفرادها بين 1 إلى 500

13

21

عدد الغزوات التي تراوح أفرادها بعد 500 إلى 1000

6

22

عدد الغزوات التي زاد عدد أفرادها عن 1000

8

 

 

 

 

 ب_ الجدول الرقمي التقريبي لسرايا النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

 

رقم النتيجة

النتائج الهامة للبحث في السرايا

1

جميع أعداد السرايا للنبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

70

2

الوقت الزمني المستغرق لجميع السرايا بالسنين الهجرية

تسع سنوات وخمسة أشهر

3

أول سرية بدأت في حياة المسلمين 

في شهر رمضان بعد وصول النبي صلى الله عليه وسلم المدينة بسبعة أشهر

4

أكثر السنوات التي حدثت فيها السرايا

السنة الثامنة للهجرة وفيها 18 سرية

5

أكثر الشهور التي حدثت فيها السرايا من خلال جميع السنوات

رمضان

6

معدل حدوث السريا خلال الأيام

سرية واحدة كل 47 يوما

7

عدد السرايا البرية

69

8

عدد السرايا البحرية

1

9

عدد القادة الذين شاركوا في قيادة هذه السرايا

47

10

أكثر الصحابة رضوان الله عليهم في قيادة السرايا

 زيد بن حارثة، ثم خالد بن الوليد رضي الله عنهما

11

عدد السرايا الضاربة في قلب العدو وأرضه

19

12

عدد السرايا الضاربة في قلب العدو والتي حققت هدفها

12

13

عدد السرايا الضاربة في قلب العدو والتي فشلت في تحقيق أهدافها

7

14

أكثر الصحابة رضوان الله عليهم في قيادة السرايا الضاربة في قلب العدو

 محمد بن مَسْلمة رضي الله عنه

15

عدد السرايا التي قادها أبو بكر الصديق رضي الله عنه

1

16

عدد السرايا التي قادها عمر بن الخطاب رضي الله عنه

1

17

عدد السرايا التي قادها علي بن أبي طالب رضي الله عنه

3

18

عدد السرايا التي قادها عثمان بن عفان رضي الله عنه

غير معروف

19

عدد السرايا التي تدخلت العناية الإلهية المحضة في نجاتها

سريتان  (جاء سيل فمنع وصول المشركين إليهم سريتان 

20

عدد الحالات الشخصية المشاركة لجميع السرايا

21307

21

عدد الحالات الشخصية المشاركة لجميع جيوش المشركين بما فيهم الروم

222258

22

عدد الحالات الشخصية المشاركة لمشركي العرب

122258

23

أقصى مسافة وصلت إليها السرايا

1220كم وهي سرية علي بن أبي طالب إلى بلاد مَذْحِج

24

المسافة الإجمالية التي مشتها السرايا بالبعد عن المسجد النبوي

55749كم

25

المساحة الإجمالية التي دخلت في الإسلام

3,237,500 كم²

26

المساحة الإجمالية التي غطتها السرايا

1,013,076  كم²

27

النسبة الإجمالية التقريبية للفتح بواسطة السرايا على الفتح السلمي

الثلث إلى الثلثين2/3

28

عدد السرايا باتجاه شمال المسجد النبوي

39

29

عدد السرايا باتجاه جنوب المسجد النبوي

31

30

تعداد شهداء المسلمين بما فيهم القتل الخطأ

295

31

تعداد قتلى المشركين

545

32

مجموع القتلى من المسلمين والمشركين

840

33

عدد المرات التي انتصر فيها المسلمون على المشركين

51

34

عدد المرات التي غلب فيها المشركون المسلمين

7

35

عدد المرات التي حصل التعادل بين الجانبين

12

36

عدد المرات التي حصلت فيها المواجهة القتالية

31

37

عدد السرايا ذات الهدف الشخصي لرد كيد مشرك واحد

9

38

عدد السرايا ذات الهدف لرد كيد جموع المشركين

32

39

عدد السرايا التي يغلب عليها الهدف الدعوي

18

40

عدد السرايا التي يغلب عليها الهدف الاقتصادي

7

41

عدد السرايا التي يغلب عليها الهدف الاستطلاعي والتمويه العسكري

4

42

عدد السرايا التي تراوح أفرادها بين 1 و10

15

43

عدد السرايا التي تراوح أفرادها بين 10 و100

31

44

عدد السرايا التي تراوح أفرادها بين 100 و500

19

45

عدد السرايا التي تراوح أفرادها بين500 و1000

1

46

عدد السرايا التي تراوح أفرادها بين1000 و4000

4

47

عدد السرايا التي يزيد فيها عدد المسلمين على المشركين

 [ بسبب هروب المشركين وعدم المواجهة فلا يذكر لهم عدد]51

48

عدد السرايا التي يزيد فيها عدد المشركين على المسلمين

19

 

 

لقد كان للتخطيط العسكري عند نبي الرحمة صلى الله عليه وعلى آله وسلم دور هام في تبليغ دين الله تعالى في أقصى أماكنه في الجزيرة العربية وخارجها.
فكان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يخطط لغزواته وسراياه من أول ابتدائها إلى وقت انتهائها..  صلى الله عليه وعلى آله وسلم
على بصيرة بعقلية مَن يرسلهم..  صلى الله عليه وعلى آله وسلم
مع وضع الشخص المناسب في المكان المناسب..  صلى الله عليه وعلى آله وسلم
بل على بصيرة بعقلية من أرسل إليهم..  صلى الله عليه وعلى آله وسلم
يحدد الزمان الذي تسير فيه..  صلى الله عليه وعلى آله وسلم
ويحدد المكان الذي تسلكه وستصل إليه..  صلى الله عليه وعلى آله وسلم
ويقدر العتاد والعدة للجيش..   صلى الله عليه وعلى آله وسلم
ويضع في الحسبان إمكانية مدِّ الجيش الأول بجيش آخر لو لزم الأمر..  صلى الله عليه وعلى آله وسلم
يرسم الخطة الحربية لسير المعركة..  صلى الله عليه وعلى آله وسلم
يكتم أخبار السرية في مواطن فلا يدري بها أقرب الناس إليه..  صلى الله عليه وعلى آله وسلم
يضع الخطط البديلة لو تبدلت مجريات أحداث المعركة..  صلى الله عليه وعلى آله وسلم
ويضع خططاً عند توقع الخسارة..  صلى الله عليه وعلى آله وسلم
ويخطط لتلافي الخسارة إن حصلت..  صلى الله عليه وعلى آله وسلم
ويدرس طبيعة العدو النفسية..  صلى الله عليه وعلى آله وسلم
يمهل ولا يهمل..   صلى الله عليه وعلى آله وسلم
يُسَبِّق العيون (الجواسيس) لعدوه قبل غزوه..  صلى الله عليه وعلى آله وسلم
ويَعْرف أرض عدوه ومكامِن تحصينه..  صلى الله عليه وعلى آله وسلم
لا يعرف عدوُّه متى سيأتيه..  صلى الله عليه وعلى آله وسلم
يسبق الرعب إلى قلب عدوه قبل سراياه..  صلى الله عليه وعلى آله وسلم
ما ظلم عدواً بل رد بالمثل وأكثر حاله العفو.. صلى الله عليه وعلى آله وسلم
لم يمدح في مثل هذا الموطن بمثل بيت كعب بن زهير رضي الله عنه:
إِنَّ الرَّسُولَ لَسَيْفٌ يُسْتَضَاءُ بِهِ ... مُهَنَّدٌ مِنْ سُيُوفِ اللهِ مَسْلُولُ([5])
ويقدر الزمن الذي تستغرقه السرية للوصول للعدو..  صلى الله عليه وعلى آله وسلم
مع أعلى مقاييس السرعة بالاتصال بين قائد السرية..  صلى الله عليه وعلى آله وسلم
فلم يكن أسرع منه لتدارك أي خطر محتمل..  صلى الله عليه وعلى آله وسلم
ويقدم الرحمة على الانتقام من عدوه..  صلى الله عليه وعلى آله وسلم
إذا ضرب عدوه أصابه في الصميم..  صلى الله عليه وعلى آله وسلم
وإن عفا عن عدوه صار كأنه صديق حميم..  صلى الله عليه وعلى آله وسلم
عزَّ وصف الواصفين فيه فلم يكن أبلغ من مدح الله فيه {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ 107} [الأنبياء] رحمة في السِّلم، رحمة في الحرب، رحمة بالمسلم رحمة بالكافر، رحمة بجميع العَوَالم..  صلى الله عليه وعلى آله وسلم
لم تقتصر سراياه على البَرِّ فلو كان على القمر بشر لوصل إليهم ليبلغهم دين الله تعالى..
بل خاضت إحدى سراياه البحر وطردت عدواً جاء من الحبشة.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
 
--------------------------------------------
([1]) مسند الإمام أحمد رقم12650.
([2]) صحيح البخاري رقم3822، وصحيح مسلم رقم1903.
([3]) صحيح مسلم رقم1902.
([4]) خطوة على درب الفتح المبين مواقيت الجهاد الزمانية والمكانية دراسة فقهية مقارنة، طباعة دار الرسالة.
  مئة قاعدة في التخطيط العسكري الاستراتيجي عند النبي صلى الله عليه وسلم.
 مصور غزوات النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وطريق الهجرة طباعة أحب أن أتعلم، جدة.
الأطلس الجغرافي الإلكتروني لسرايا النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
([5]) المستدرك على الصحيحين رقم 6479.

 

د. نزار الشيخ
  • مقالات
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية