اطبع هذه الصفحة


النواطير والمواخير

نزار محمد عثمان


(ألقت الشرطة القبض أمس الأول على (135) من منسوبي المنظمات الأجنبية، والسفارات، وبعثة الأمم المتحدة بالخرطوم، ومجموعة من السودانيين من الجنسين؛ بتهمة ممارسة أفعال فاضحة ومخلة بالآداب، وحيازة الخمر، والسكر خلال حفل أقامته منظمة فرنسية لوداع أحد إدارييها بمقر المنظمة بضاحية قاردن سيتي بالخرطوم).
عزيز القارئ!
لعلك ممن قرأت الخبر أعلاه الذي نقلته لك من صحيفة آخر لحظة الصادرة أول أمس السبت، ولعلك صدمت به؛ لأنه خبر مستفز حقا، ولأنه جاء في صدر الصفحة الأولى، ولأن تفاصيله تبين أن من بين الذين قبض عليهم 35 سودانيا منهم (8) طالبات جامعيات!، وفتيات من دول مجاورة، ولأنه أورد أنه أخلي سبيل الـمقبوض عليهم بعد فتح بلاغات في مواجهتهم تحت مواد تتعلق بحيازة الخمر، والسكر، وممارسة أعمال فاضحة، ولتعليق الصحيفة بأنها رصدت تحركات، واتصالات مكثفة أجرتها بعثة الأمم المتحدة بالسودان؛ يقودها المسؤول الأمني بالبعثة؛ للحيلولة دون محاكمة المتهمين، وتعطيل الإجراءات!!..
عزيزي القارئ!
والله إنه لأمر مخجل أن يحدث هذا في بلدنا؛ نساء وخمر، فسوق ومجون، طالبات بائعات هوى، مثقفون قوادون، وسفارات ودولارات، منظمات دولية وأمم متحدة!!..
ما هذه الفوضى؟!.. لِمَ يُترك هؤلاء الأجانب يصولون، ويجولون، ويخالفون قوانين بلدنا، ويشربون الخمر جهارا، ويمارسون الفاحشة علنا؟!.. ألم يلتزموا باحترام قوانيننا، وتقاليدنا قبل أن يستخرجوا تأشيرة الدخول لبلدنا، أم أنهم أيقنوا أنهم في مأمن؛ مهما فعلوا فبقليل من الاتصالات -كما يحاولون الآن- يمكن أن تتعطل الإجراءات؛ وتصبح القصة كلها خبرا في صحيفة!!.. ليس هو الأول؛ إذ سبق أن نشرت الصحف أخبار تورط بعض منسوبي الأمم المتحدة في أعمال فاضحة، كما أنه لن يكون الأخير إذا لم تُطبَّق القوانين الرادعة؛ فهل نامت نواطير بلدنا عن ثعالبها؟!..
كما أنه أمر مخجل كذلك أن تنعمس في الرذيلة بهذه الطريقة نساء سودانيات بينهن طالبات جامعيات؛ وليست العبرة بالعدد، ولا بالجنس؛ فلولا غياب الرجل الصالح لما وجدت المرأة الفاجرة!! ولولا اعتياد الفجور لما قبضت امرأة في ماخور.. فهذه الأحداث التي تطفو على السطح تعطي مؤشراً للتغيرات التي تطرأ في المجتمع.. ويبقى الأمر الأكثر أهمية هو كيف نقرأ هذه المؤشرات؟! وكيف نستجيب لها؟! هل نطمع في حركة فاعلة راشدة؛ تستهدف استئصال الفساد الأخلاقي الذي لا تخفى دلائله؟! هل نطمع في قوانين رادعة تزجر الأيدي الداخلية والخارجية التي تعمل على هدم الأخلاق، ونشر الرذيلة؟!..
آمل ذلك.


 

نزارمحمدعثمان
  • البحوث
  • المقالات
  • الردود الصحفية
  • قصائد وأشعار
  • في الأدب الإسلامي
  • برامج إذاعية
  • الخطب المنبرية
  • الصفحة الرئيسية