اطبع هذه الصفحة


فساد عالمي

نزار محمد عثمان


حملت الأخبار أن مدير برنامج النفط مقابل الغذاء في العراق سابقا (بينون سيفان) انتقد (كوفي عنان) لعجزه عن الدفاع عنه إزاء اتهامات له بالفساد وسوء الإدارة، وأعرب عن أسفه لقيام (عنان) بالتضحية به لأسباب سياسية.
وحملت الأخبار أن الروسي (الكسندر ياكوفليف) الموظف السابق في الأمم المتحدة اعترف أمام القضاء الأمريكي بأنه تلقى أموالاً من شركات تعمل مع الأمم المتحدة، من بينها شركة (كوتكنا) السويسرية، وأنه يقر بمقارفة التآمر، والتزوير، وتبيض الأموال. وأن شركة (كوتكنا) السويسرية وظفت (كوجو عنان) نجل الأمين العام للأمم المتحدة بمرتب مجزٍ.، وأخيراً صدر تقرير (بول فولكر) - الرئيس السابق لنظام الاحتياطي الفدراليFederal Reserve System الذي يمثل البنك المركزي الأمريكي - يبرئ ساحة (عنان) من تهم الفساد.
لماذا يلتف الحبل الأمريكي الآن حول الأمم المتحدة وأمينها العام (عنان)؟! لماذا كل هذا وظاهرة الفساد في المنظمة الدولية ليست جديدة؟!، لماذا يتم اختيار رئيس مؤسسة مشبوهة مثل (نظام الاحتياط الفدرالي) لمحاكمة أداء الأمين العام للأمم المتحدة؟! ليس ثمة شك - عندي - في وقوع فساد عريض في الأمم المتحدة!، لكن ما الذي جدَّ حتى يُسلطَ عليه الإعلام بقوة؟! هل هناك محاولة لتغطية أمرٍما بلفت الأنظار إلى حرص الولايات المتحدة الأمريكية على شفافية الأداء في الأمم المتحدة؟! هل الشفافية التي تم بها برنامج النفط مقابل الغذاء أضيق هامشاً من شفافية إدارة الاحتلال الأمريكي لنفط العراق الآن؟! أين تذهب عائدات النفط العراقي الآن؟! وما الذي يستفيده المواطن العراقي البسيط من نفط بلده؟! هل الأمم المتحدة مؤسسة تقوم على العدل والشفافية حتى تحاكم مديريها بالفساد؟! وهل مشكلة الأمم المتحدة في الأشخاص الذين يديرونها؟! أم في أصل منهجها الذي لا يعرف العدالة أصلا؟! لماذا خلت أهداف الأمم المتحدة ومبادئُها المنشورة من مجرد ذكر (تحقيق العدالة) ضمن الأهداف والمبادئ التي تقوم عليها؟! لماذا تمنع دول العالم من نصرة المظلوم وإغاثة الملهوف بحق النقض (الفيتو) الذي تحوزه الدول الخمس دائمة العضوية في الأمم المتحدة؟! ألا يمثل (الفيتو) حجباً للشفافية، وتكريساً للظلم؟! لماذا تمنع دول العالم من إجراء أي تعديل على نظام الأمم المتحدة بجعل التعديل نفسه خاضعاً للفيتو؟!...
هذه أسئلة مباشرة تكشف الإجابة عنها أن ظهور فضيحة صفقة النفط مقابل الغذاء في هذا التوقيت لها أسباب عديدة!، أضعفها هو الشفافية، وتحقيق العدالة.. وأن مشاكل الأمم المتحدة كثيرة عديدة!، وأهونها مشكلة الأشخاص الذين يديرونها.

 

نزارمحمدعثمان
  • البحوث
  • المقالات
  • الردود الصحفية
  • قصائد وأشعار
  • في الأدب الإسلامي
  • برامج إذاعية
  • الخطب المنبرية
  • الصفحة الرئيسية