اطبع هذه الصفحة


ملكة جمال جنوب السودان

نزار محمد عثمان


نشرت صحيفة الرأي العام في عددها الصادر يوم الجمعة 30/9/2005 خبراً نقلاً عن وكالة السودان للأنباء يقول: (يتم مساء اليوم الجمعة بنيروبي مسابقة اختيار ملكة جمال جنوب السودان، لأول مرة في تاريخه، والذي تنظمه جمعية (فناني جنوب السودان) بنيروبي، بالتعاون مع شركة دلتا الكينية، بدعم من بعض المنظمات الدولية غير الحكومية، وستجري التصفية غدا لاختيار واحدة من بين عشر متسابقات كانت قد تمت تصفيتهن من بين 22 متسابقة. وستشترك ملكة جمال جنوب السودان في مسابقة إقليمية تقام في جنوب إفريقيا لاختيار واحدة، والتي ستعين مبعوثة للنوايا الحسنة في تجمع مبادرة (النيباد) من عديد من الدول الإفريقية المشاركة. أ. هـ.
ولا تخفى الأيادي التي تحرك مثل هذا العمل، فالخبر يفيد أن المسابقة تتم بتمويل من منظمات دولية غير حكومية، والمنظمات الدولية هذه هي الواجهة المعلنة للجهات الخفية التي تريد أن تنشر أسلوب الحياة وفق النموذج الأمريكي في العالم، وأفضل السبل في ذلك هي مهاجمة (المرأة) العضو الضعيف في الحصن الحصين للمجتمع (الأسرة)، ولا تأتي المهاجمة علانية أو مباشرة، بل تأتي في طرق ملتوية كثيرة تحمل مسميات المدنية، والحرية، والنوايا الحسنة، ونحو ذلك، ولا توصل الأفكار الهدامة للمرأة المسلمة عن طريق التوصيل المباشر، بل يعرف الدارس لمبادئ علوم (التوصيل) أن هناك طرقاً أخرى قد تكون أكثر فاعلية في توصيل حرارة الأفكار، مثل (الحمل)، و(الإشعاع).
والذي أراه الآن أن هناك تركيزاً كبيراً في تغريب فتاة جنوب السودان، هذا التركيز جعل قطاعات عريضة من فتيات جنوب السودان يخلعن الزي التقليدي لهن ويلبسن الملابس الغربية ـ وهذه الظاهرة عامة في السودانيات، لكنها في فتيات الجنوب أظهر منها في فتيات الشمال!! ـ، كما تأتي مسابقة جمال جنوب السودان في ذات السياق لتقول إن الجنوب أصبح امتداداً ثقافياً وحضاريا للغرب الذي على رأسه أمريكا، وإن جنوب السودان قد اختار ملكة للجمال شأنه شأن المجتمعات المتحضرة (وفق المفهوم المغلوط للحضارة)!!.. وملكة الجمال هذه ستطفو على سطح الشهرة والثروة، وستُقَدَّم للعالم بوصفها سودانية، ووفق النظرية العلمية فإن طفو تيارها على قمة الشهرة والثروة في السودان، سيخلف فرغا تملؤه فيتات أخريات، وستبقى ملكة الجمال هذه على سطح الشهرة فترة ثم تهبط ويصعد غيرها!!.. وهكذا تتولد تيارات الحمل، التي ترفع من استخفه بريق الشهرة والمال، وتضع من قضى وطره منهما ويستمر الغليان ويستمر الدوران، وتتغلغل فكرة الحياة وفق النموذج الغربي في عمق العمق.
ومع هذا الدوار المحموم ستنجرف سودانيات عديدات من الشرق والغرب والوسط خاصة من سودانيات المهجر، وتتطلع نفوس عديدة لذلك من سودانيات الداخل. وقد نسمع بعدها عن مسابقة ملكة جمال جامعة ما، أو كلية ما، فماذا نحن فاعلون الآن!!

 

نزارمحمدعثمان
  • البحوث
  • المقالات
  • الردود الصحفية
  • قصائد وأشعار
  • في الأدب الإسلامي
  • برامج إذاعية
  • الخطب المنبرية
  • الصفحة الرئيسية