نور بدا

نزار محمد عثمان

بجسمي فؤاد رمته العدا *** بهمٍّ وغمٍّ له أُفرِدا
فقد أسلمته الذنوب لهم *** وقد أوردته المعاصي الردى
تنادت شياطين جن على *** بقية دين بقى صامدا
ونادت جيوش الونى والهوى *** فجاءت جميعا تلبي الندا
لتذهب جذوة إيمانه *** وتبقي الهوى فوقه سيِّدا
فما حيلة المستكين الذي *** جفاه صديق التقى والهدى
وزاد اختلاف الأحبة في *** تبارحيه فانزوى مفردا
سوى أن يلوذ برب الورى *** عسى أن يكون له منجدا
عسى أن يُطيب الحياة له ***ويجلوَ من قلبه ذا الصدى
فيمضي يردد في الخافقين *** أحس بقلبي سليم غدا
أحس صفاء يعانق في *** وزهر المنى الزابل الراقدا
ويوقظ معنى الحياة به *** ويكسو رياحنه بالندى
فتنهض في العزيمة كي *** أسيرا مجدا لنور بدا
فيا قدم الصبر هيا احملي *** ويا همتي جاوزي الأبعدا
ويا مهجتي للاله ارخصي *** ويافوز من قد مضى استشهدا
وصومي عن السوء لا تفطري *** فعمر الحياة قصير المدى
وبعد الأصيل ستغرب شم *** سٌُ ويأتي الأذان كرجع الصدى
ويُحملُ رمسٌ وتخرج نفسٌ *** لتلقى جزا من وفا الموعدا
لتفطر من طيب ذاك الجنا *** وتغدو الحياض لها موردا
لتشرب كأسا بها كوثرا *** بكفّ إمام التقى أحمدا
لتقلى الأحبة من صحبه *** وطوبى لمن بالصحاب أقتدى
أؤمل في لحظات الصفا *** بأن استقيم وأن أسعدا
ولكن يجيء ظلام الدجى *** ويوهن من عزمتي الأرشدا
يغررني بريق الدنا *** ويطمع نفسي بأن ترقدا
وأن تسطيب البقاء هنا *** بظلٍّ غَرورٍ لها أُعتدا
وتنسى ظلال السيوف هناك *** وتنسى الأشاوس غيظ العدا
وتنسى الذين قضوا نحبهم *** وروّت دماهم بذور الفدا
ففرع الجهاد بها قد علا *** وغصن الشهادة قد أوردا
وتنسى أميرا لنا مؤمنا *** يعيد الخلافة والسؤددا
فيارب كن للفقير الذي *** يراك مراما له أوحدا
ووفقه وارفعه فوق الذرى *** وجنبه للأرض أن يخلدا