اطبع هذه الصفحة


نعمة الحسد !!

عمر بن عبدالرحمن السعدان
@omaralsadan

 
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ


لم أقابل ناجحاً -في حياتي إلا ذاق طعم المعاناة، وأول معاناة النجاح هم أعداء النجاح (الحسدة) ،
〽فالناجح كالطير المحلّق لا يضيره من نظر إليه في الأسفل يريد إسقاطه، وإنما يمده بعينيه الحاسدتين بطاقة تجعله يحرص على التحليق أكثر وأكثر ..
ولازلت أذكر ذاك الشيخ الذي علا كعبه في العلم، وسطع نجاحه، بعد نعمة الحسد !

يقول لي :
كنت جالساً مع بعض طلّاب الشيخ فهد العيبان -وكنت أدناهم في نظرهم- فطرح أحدهم مسألةً دقيقةً في الحج، فدارت على الجميع، حتى وقفت عندي، فأجبت ..،
فكانت المفاجأة أن جميع إجاباتهم الطويلة خاطئة وأن إجابتي القصيرة هي الصحيحة !!
فلما انتهى المجلس، قال لي أحدهم ممن كان يفصّل ويفرّع في المسألة: كيف أجبت على هذه المسألة العويصة ؟
فقلت : أذكر أني قرأتها في كتاب الشيخ ابن عثيمين (فتاوى أركان الإسلام)

(تقوست شفتيه وضم شدقيه) ثم قال:
أنت ممن تسوّر على العلم ولم تأتِه من بابه، فهذا يدل على أنك غير مؤصّل !
فأحسست بحرارة كلماته في قلبي، حتى أشعلت ناراً أبت إلا إرتفاعاً ..
وبعد عشر سنوات اشتغل ذيّاك بالتجارة وهجر العلم، وصاحبنا أصبح -الآن- من أبرز الفضلاء في نشر العلم الشرعي في شرق الرياض !
يقول : أعلم أن نصيحته ما خرجت من قلب ناصح، ولكن -لا أخفيك سراً- كانت هي الدافع الأكبر لنجاحي !
فهل أدركتم قيمة الحسد ؟

عمر السعدان
 

 

عمر السعدان
  • المقالات
  • كتيبات
  • المقاطع على اليوتيوب
  • الصفحة الرئيسية