اطبع هذه الصفحة


المشاركة بالصور الرقمية في الإنترنت

د. سعد بن مطر العتيبي

 
السؤال  :
بسم الله الرحمن الرحيم الإخوة الأكارم في موقع المسلم _جزاكم الله خيراً_ على هذا الجهد الضخم و جعله في موازين أعمالكم.قال _تعالى_ في محكم تنزيله:"فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ"، وأرغب في تلقي حل منكم بعد أن اختلط علي الأمر فعلياً.لدي موقع الكتروني ، يدعم مواهب الشباب المتعلقة بالعصر الإلكتروني الذي نعيشه رغبة مني في أن يصلوا بها إلى درجة تؤهلهم لخدمة أمتهم ولو باليسير الإعلامي و إبراز ما تتميز به الدولة بأبنائها.من أقسام الموقع بعض الأقسام المتعلقة بالتصميم والجرافيكس، وهو يعنى بمعالجة الصور الرقمية ودمجها وتطويعها لإيصال فكرة أو هدف التصميم، ولكن تواجهني مشكلة تقض مضجعي، وهي موضوع استخدام الغالبية العظمى من هؤلاء الموهوبين لصور نساء كلها تبرج و سفور؛ وذلك لأن بداية هذه المواهب تكون عادة قبل سن النضج الشخصي فيستخدمها الموهوب في إشباع أهداف عاطفية شخصية ويضع فيها ما يناسب هدفه.أود أن أضع شروطاً لمثل هذه التصاميم الرقمية، وقد كنت أمني نفسي بأنه بعد صقل مواهبهم فإنهم سيغيرون أدواتهم المستخدمة في التصميم أو توجهاتهم، و لكن هذا رهن بعدة عوامل لا أستطيع السيطرة عليها كلياً.. وتوقفت عند موضوع استخدام صور النساء أو الأطفال في مثل هذه التصاميم .. هل يحرم استخدامها كلياً في الشرع ؟ أو بماذا تفيدوني في مثلهذه الحالة من حيث وضع الشروط المناسبة لنشر مثل هذه التصاميم في الموقع كتشجيع للمواهب _جزاكم الله خيراً_.

الجواب  :
بسم الله الرحمن الرحيم]
أشكر لك همتك ونيتك الصالحة – إن شاء الله تعالى- في فيما تقوم به من عمل نافع يدعم مواهب الشباب في التقنية الرقمية ؛ لخدمة أمتهم وتأدية رسالتهم من خلالها.

ومن سؤالكم ظهر لي ما يلي :
أن خدمة موقعكم في القسم المسؤول عنه هي : معالجة الصور الرقمية ودمجها والإفادة منها في إيصال الفكرة والهدف .
وأنكم تواجهون مشكلة في ذلك ، بسبب استخدام الغالبية العظمى من المشاركين صور نساء متبرجات سافرات .
وأنكم تودون وضع شروط لمثل هذه التصاميم الرقمية .
وسأذكر لك رؤية حول هذا الموضوع ، لعلها تساعدك في تحقيق الهدف دون مخالفات شرعية _إن شاء الله تعالى_ ، وذلك في الضوابط والمقترحات التالية :
أولاً : يمنع منعاً باتاً رفع الصور المحرمة إلى الموقع ، كما يمنع التعامل معها فنياً، ومن هذه الصور : صور النساء وخاصة السافرات و المتبرجات، وسيتم حذف أي صورة من هذا القبيل .
ثانياً : يجب أن يكون هدف معالجة الصورة هدفاً نبيلاً مشروعاً ، لا يتعارض مع الأحكام الشرعية الإسلامية ، ولا مع عادات المجتمعات الإسلامية وأعرافها المشروعة ؛ وسيتم حذف ما يتعارض مع هذا البند .
ثالثاً : ينصح بأن تكون الصور لغير ذوات الأرواح ، كما يجب الابتعاد عن الصور المبتكرة لذوات الأرواح ( الإنسان والحيوان ) . [ التي يصورها الشخص بنفسه لا بآلة كالصور الفوتوغرافية مثلاً].
رابعاً : يرحب الموقع بكل ابتكار مشروع فيما يتعلق بالصور التي ليس فيها ذوات أرواح ، مثل : صور الجمادات، ويمنح هذا النوع من الصور نقاطا أكثر للمشارك والمشاركة .
( تحددون النقاط حسب ما ترونه ، وينبغي أن يكون مؤثراً في اختيار المشاركة مثل : عشر نقاط لهذا النوع مقابل اثنتان لغيره ) .
لعل في هذه الضوابط ما يكفي في المرحلة الأولى على الأقل .

ويوصى بما يلي :
1) عدم التهاون في المضامين المخالفة للضابط الأول ، وتحت أي مسوغ ؛ لأن هذا النوع من المخالفات مفسدة ظاهرة شرعا؛ لأنها مخالفة شرعية واضحة لا إشكال فيها، وما قد يرجى من تغيير أدوات المشاركين ، بعد صقل مواهبهم لتغيير أدواتهم نحو الأفضل، إنما هو أمر مظنون ، بل قد يكون وصفه بالموهوم أقوى ، فلا يراعى من الناحية الشرعية في مثل هذه الحال، ولا سيما أن الأمر رهن بعدد من العوامل التي لا يمكنك السيطرة عليها من قبل مراقبي الموقع والمشرفين عليه .
2) يقترح دعوة عدد من كبار المصممين المحافظين المبدعين ، لتقديم دروس على نماذج مشروعة ، وطلب تطبيقات عليها من المستفيدين ؛ لتكوين تيار فني يكشف الإبداع في المجالات المأذون فيها شرعاً ، ويضع المستفيدين في المسار المناسب ؛ فمن الملاحظ أن مشاركات المبدعين تؤثر في مسار المبتدئين كثيراً ، ولا سيما إذا صحب التطبيق توجيه مناسب ، دون دخول في جدل أو تفاصيل .
3) وضع جملة من البدائل المشروعة ، ودعمها بالنماذج والأفكار الجديدة باستمرار وتزويد الموقع بالجديد منها ، وتكوين ما يشبه البنك في ذلك ؛ ومن ذلك على سبيل المثال : التواقيع الخاصة ، والتواقيع الدعوية والتربوية ، والإعلانات المشروعة ، في المجالات المشروعة .
ولعل فيما ذكر ما يفتح أفاقاً نافعة ، يكون لكم أجر الدلالة عليها ، وتوجيه المبدعين إليها .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

 

د.سعد العتيبي
  • مقالات فكرية
  • مقالات علمية
  • أجوبة شرعية
  • الصفحة الرئيسية