اطبع هذه الصفحة


المتسولون عند إشارات المرور ؟

د. سعد بن مطر العتيبي

 
السؤال :
سؤاالي : عن المحتاجين عند الاشارات..!
تردد كثيــر ان أغلبهم ليسوو بـ محتاجين وإنما ((لعابين))...وحذر البعض من إعطاائهم صدقات وذلك للحد منهم..!! فـهل ذلك صحيح .. خصوصا انه قد يكون هنااك من يحتاج الصدقة ومضطر لذلك ؟

الجــواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله !
المتسولون عند الإشارات المرورية منهم من أوقفته الحاجة وقلة ذات اليد ، وكثرة الأعباء المالية الضرورية لنفسه وعائلته ، ومنهم من أوقفه الاحتيال والجشع والرغبة في التكثر من أوساخ الناس ؛ فهم ليسوا سواء .
والقاعدة العامة في الموقف من السائلين المتسولين : استحباب إعطائهم ، والنهي عن نهرهم وجرح مشاعرهم ، لدخولهم في عموم قول الله عز وجل : ( وأما السائل فلا تنهر ) .
لكن عموم الآية مخصوص بما إذا وجد حاجة للتنبيه ، كما إذا ظهر على السائل المتسول - مثلا - ما يوحي بأنه غني غير محتاج ، كأن يكون مظهره مظهر غني ، أو مظهره مظهر قوي قادر على العمل ؛ ومما يشهد لذلك ما ثبت من أن رجلين قويين أتيا النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقسم الصدقة فسألاه منها فرفع فيهما البصر وخفضه فرآهما جلدين فقال : ( إن شئتما أعطيتكما ولا حظ فيها لغني ولا لقوي مكتسب ) رواه أبو داود وغيره ، ويتأكد ذلك إذا كان سيعطي السائل من مال الزكاة التي هي الصدقة الواجبة .
وكذلك الآية مخصوصة بما إذا علم الشخص أن السائل كاذب في ادعائه للحاجة كالمحالين في أبدانهم بادعاء المرض ، أو هيئاتهم وملابسهم ، فإن النهر والتوبيخ هنا والتخويف بالله تعالى مثلا يكون داخلا في باب إنكار المنكر ، لا نهر السائل .

وقد ورد سؤال للإمام عبد العزيز بن باز في برنامج نور عل الدرب جاء فيه : " احترت كثيراً فيمن يتسولون هل أعطيهم أم أمنعهم؟"

فأجاب رحمه الله : " السنة إعطاء المتسول، السنة أن تعطي المتسول، إلا أن تعلم أنه كذاب وأنه غني لا تعطيه بل انصحه، وقل له: اتق الله هذا لا يجوز لك، أما إذا كنت تعرف أنه فقير، أو تجهل حاله لا تعرف حاله، فالسنة أن تعطيه لقول الله -عز وجل- في وصف المؤمنين: وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (19) سورة الذاريات وفي الآية الأخرى: وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ* لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (24-25) سورة المعارج. فالسنة أن تعطي السائل، وتحسن إليه، ما دمت لا تعرف عنه أنه كذاب وأنه غني، تعطيه سواءٌ كان مجهولاً أو معروفاً لديك بأنه فقير، فالسنة أن تعطيه وتحسن إليه. جزاكم الله خيراً " .
والله تعالى أعلم .


 

د.سعد العتيبي
  • مقالات فكرية
  • مقالات علمية
  • أجوبة شرعية
  • الصفحة الرئيسية