منذ وقع في يدي أول كتاب قرأته لهذا الرجل - الطيار ( الكابتن ) المقريء المربي الأستاذ الجامعي - الشيخ الدكتور محمد بن موسى الشريف ، وأنا أشعر باللهجة الصادقة ، والحرقة الظاهرة ، بحادي العلم المؤصّل ، هكذا أحسبه ولا أزكي على الله أحدا ، ولا زلت أقرأ له ما أجد من كتب وكتيبات بل وأسرّ كثيرا عندما أشاهد له برامج تلفزيونية ، ويشدني كثيرا عندما يتحدث عن تراجم العلماء و عزة المؤمن ..
نعم قدر لي أن أراه في بعض المؤتمرات فكان له سمت فريد ، فسّره لي كتابه الذي سأتحدث عنه ..

-------------

وقد وقفت أخيرا على أحدث كتبه ، وهو كتيب صغير الحجم يستحق القراءة تكرارا ومرارا من وجهة نظري ، وقد بدأ أصل فكرته بأيتين وحديث ، ثم بيّن نوعية هذا المؤلف واختلافه عن مؤلف سابق له .
ومما جاء في تقديمه :
" قال الله تعالى : ( خذوا ما آتيناكم بقوة ) .
وقال جل من قائل : ( خذ الكتاب بقوة ) .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إياكم ومحقرات الذنوب فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه ) .
هذا الكتاب :
ليس نصرة لرأي فقهي دون آخر .
وليس ترجيحا لمسـألة وترك أخرى .
وليس اختيارا لمذهب واستبعاد لآخر .
إنما هو إن شاء الله :
تذكير بالعزائم .
ودعوة لعدم التفلت باسم الأخذ برأي فلان وفلان .
ونقد لمسار أوشك أن يكون مستحوذا ومستوليا .
وحفاظ على سمت وهَدْي ودَلٍّ يوشك أن يذهب أدراج الرياح .
وعلاج لمن أوغل في الأخذ بزلل العلماء وسقطاتهم " .

وهذا الوصف ظاهر من عنوانه :

أهل الإسلام والتفلت من ظاهر الالتزام
دار الأندلس الخضراء الطبعة الأولى 1429

وهذا الكتيب صغير الحجم لكنه كثير النفع ، كبير الأثر ، سلس العبارة ، تتخلله قصص للسابقين والمعاصرين ، ووقائع وتوصيف للواقع صادق ، يعلمه من له اتصال بالقيادات الدعوية والمؤتمرات الإسلامية والندوات الفكرية .. ولم يخل من التعريج على الآراء الفقهية التي قد يُغفل عنها في خضم الحاجة للعزائم عند القدوات ..
لم يخل الكتاب من مصارحة قلّ أن يجرؤ عليها الدعاة الناصحون الصالحون فيما بينهم ، لكن المؤلف كعادته لا يخرج عن أسلوب العلم والأدب والنقد البناء ، ولهجة الصادق المحب المتوجع مما يقول لولا الحاجة إليه ، بعيدا عن التهويش والتصنيف المقيت ..
قرأت الكتب فأحببت أن يقرأه كل من أحب ..