اطبع هذه الصفحة


إليكم يا شباب الصحوة . . . هذا دوركم

رضا أحمد صمدي

 
الحمد لله الذي نصر عَبْدَه ، وقوى إيمانه وعزمه وزُهْدَه ، وربط جأشه وبارك عمله وجُهْدَه ، وأوثق أركان دينه وَوَتِدَه، وأعز جُنْدَه ، وضاعف عَدَدَه ، ووالى مَدَدَه ، وهزم أحزاب الشرك وطواغيت الكفر وَحْدَه ، دَكَّ صروح الظلم وَجُدَدَه ، هدم . عروش الجِبْتِ وَعَمَدَه ، وقطع رؤوس الفسق وَسَنَدَه . .
وأُصلِّي وأُسلِّم على من جعله الله أُنْمُوْذَجَ الحق وَوَعَدْه ، وسَلَّحَه بالصبر وَعُدَدَه، وزينه باليقين ورَفَدَه . . وعلى آله مِمَّنْ آمن بالإله فَعَبَدَه وعَرَفَ الشرَّ فَجَحَدَه ، وأصحابه مِمَّنْ طارد الكفر فَطَرَدَه ، وقاتل الشرك فَأَحْصَى عَدَدَه ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم يتجلى الثواب للمؤمن فَيُزِيْلُ كَمَدَه ، ويُزَايِلُ كَبَدَه ، ويُعَايِنُ . رَبَّه الذي عَبَدَه . .

إلى إخوتي الأحبة في كل مصر وعصر . . . من ذاق حلاوة الإيمان ، وعاين لذة البذل والتضحية والخدمة لهذا الدين . . . إلى شباب الصحوة في كل قطر ودولة ، في كل مدينة وقرية ، في كل شارع وجادة ، في كل حارة وزاوية ، في كل مسجد أو بناية ، أو مدرسة أو جامعة ، إلى من عاين هدفه في هذه الحياة ، وعرف دوره في هذه الدنيا ،
. إلى من استيقن ما أمره الله به ، واستوثق ما يجب عليه تجاه دينه الحنيف . . .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ليست هناك بداية أعظم بركة وأقدس مادة من أن أبدأ معك مذكرا إياك بكلام ربك حيث يقول : ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين ) . . .

إن المجاهدة في سبيل نشر الخير ودفع الشر ، إعلاء كلمة الحق ، ودحر كلمة الكفر من أشرف وأعظم وأسمى ما يقوم به إنسان على وجه هذه الأرض ، قال تبارك وتعالى : ( قل هذه سبيلي ، أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني . وسبحان الله وما أنا من المشركين )

وأنتم يا شباب الصحوة أمل هذه الأمة . . أنتم حبل النجاة الذي أرسله الله تعالى لينقذ هذه الأمة من وهدتها . . . نعم . . الأمة على موعد مع هذا القدر الإلهي الذي رأيناه متحققا ، ولسنا نرجم بالغيب . . أنتم الآن ماء الحياة ، ولست سراب الصحراء ، أنتم رُوَاء العطشان ، وبَلْسَم المريض ، ولستم نكد المعيشة أو سم الطعام . . .

لقد صار القدر الماثل أمام الأمة فيكم مثار حَيْرَة الخلق أجمعين . . كيف استطاع شباب الإسلام أن ينفلتوا من قبضة العلمانية ، وحوزة الشيوعية ، وإغراءات الرأسمالية ، وإبهارات العولمة الأمريكية ؟؟؟

كيف استطاع ذلك الشاب أن ينزوي عن أترابه وضحكهم ولبسهم وفرحتهم إلى محرابه ، يتعلم دينه ، يدعو إلى شرع الله الحنيف ، يعلن عصيانه لكل . ما هو كفر وشرك ومعصية وفسق وفجور . .

يعلن الطهر شعارا ، والفضيلة لواء ، والخلق الحسن الكريم دستورا ، علَّمَه دينُه كل هذا . . . عَلَّمَهُ التوحيدَ ، علمه أن يصلي فيحسن الصلاة ، أن يصوم فيحسن الصيام ، علمه تلاوة القرآن ، علمه حب النبي العدنان صلى الله عليه وسلم والتشبه به ، علمه حب الصحابة ، علمه البذل لهذا الدين ، والعطف على المسلمين ، والتضحية للخلق أجمعين ، علمه أن يعيش لغيره ، وأن يموت في سبيل ربه ودينه ، علمه أن يسترخص . الحياة من أجل المبادئ والمثل ، أن يستغلي المثل والقيم في هذه الحياة لا يرى كبيرا أكبر من ربه . . لا يرى مطاعا بين البشر أعظم من نبيه ، فكل شيء يجب أن يخضع لربه ، وكل مخلوق يجب أن يطيع هذا . الرسول الكريم . . لقد تعلم هذا ، وتعلم أن يعلم هذا الناس . .

هذا النموذج من الشباب المسلم رمته قوى الكفر عن قوس واحدة ، وجدوا فيه الخطر الأكبر على كفرهم وشركهم وملذاتهم ، وجدوا أخطر عدو يهدد كيانهم ، يهدد حضارتهم الخاوية . . . إن الشباب المسلم شباب الصحوة هم الخطر الحقيقي المحدق بالحضارة الغربية المعاصرة . . . فليس شيء يمكن أن يقف ويقوى على الصمود أمام تلك الحضارة ويجحدها ويأباها مثل هذا . الشاب المسلم . .

اندلعت الحرب من كل صوب . . تعلن من غير خفاء ، أن هؤلاء الشبيبة يجب أن يزولوا من هذه الدنيا ، يجب أن نمحو معالم هذه الصحوة التي عمادها . شباب الإسلام . . . هذا لسان حالهم . .
حشدوا كل الحشود لأجل أن يحولوا بين شاب ومسجده ، بين فتى ولحيته ، بين فتاة وحجابها ونقابها ، جندوا كل ما يستطيعون لأجل أن يغروا هؤلاء الشبيبة الطاهرة بملذات الدنيا وشهواتها وحرماتها ليغووهم وليلبسوا عليهم . دينهم . . . كل هذا حتى لا تقوم لكم قائمة يا شباب الإسلام . .

. ترى ! . . . هل أفلحت حيلهم ؟؟؟ لا ورب محمد صلى الله عليه وسلم . .

لقد فشلت كل خططهم ، لقد انداح المد الإسلامي وعماده الشباب المسلم إلى عقر دارهم ، في مدن الغواية والكفر والشرك صاروا يرون جحافل شباب الصحوة . . يدعون إلى الله ، ينشرون الحق الصريح ، يتحدثون باسم الإسلام ،
. يدعون بدعاية الإسلام . .

لقد أسقط في ايدي القوم . . ماذا يستطيعون أن يفعلوا أكثر من هذا ؟؟؟
لجأوا إلى حيلة تجفيف المنابع . . أي منابع الإيمان ، التي ترفد الصحوة بالشبيبة ، فالمدارس الدينية أغلقوها ، والمناهج الدينية ألغوها ، والمساجد أمموها وأوقفوها ، وخطب الجمعة راقبوها ، والمحاضرات حاصروها ، والأشرطة ضيقوا عليها ، . حتى مواقع الشبكة الدولية ( الإنترنت ) راقبوها وشددوها عليها . .

. لقد صار التحدي أمامكم معركة فاصلة ، لا خيار معكم تجاهها .
إنها الحياة الشريقة الكريمة ، أو الموت الشريف الكريم . . نكون أو لا نكون
. يا شباب الصحوة . .
. لا خيار أمامكم . .

يمشي الواحد منكم فيرى الفتن من كل صوب . . يدخل إلى بيته فلن يعدم من يعكر عليه إيمانه ، إذا صعد المصعد رأى من يقطع الأدعية التي كان يلصقها
شباب الصحوة استعلانا بالحرب ضد كل ما هو إسلام ، إذا ركب أي وسيلة . للمواصلات فلن يعدم من يُسمعه ما يكره . . . إنها حرب بمعنى الكلمة .

فماذا ستفعلون ؟؟؟

. اقبلوا التحدي ايها الشبيبة الطاهرة . .
أنتم تلاميذ محمد صلى الله عليه وسلم . . . أنتم بلسم هذه الأمة وشفاؤها . . .

. نعم حاربوا كل الرذائل ، واستعلنوا بإيمانكم . . اجهروا بإسلامكم . .
وإن كره . الكارهون ، وإن غضب الحاقدون الحاسدون .
! من سخر من لحيتكم فادعوه إلى إعفائها
! من سخر من حجابك أيتها المسلمة فأْمُرِيْها بالنقاب وأنه شرع الله
! من سخر من صلاتكم وتردادكم إلى المسجد فاسحبوه إلى المسجد معكم . . .
من استهزأ بكم لأنكم لا تسمعون الموسيقى فأسمعوه القرآن وأغلقوا اغانيهم . وموسيقاهم . .

لقد مضى عهد الهوان . . . لقد مر زمان الذل والاستخفاء . . . إنها الدعوة . الجهرية . .
اصعدوا في مدرجات الجامعة ، واصرخوا بين الطلبة : يا أيها الناس ارجعوا . إلى ربكم ودينكم . .
. قفوا في الميادين وتحدثوا إلى الناس . . . ستجدون من يسمعون لكم حتما . .
. اصعدوا إلى وسائل المواصلات وتحدثوا إلى كل الركاب . .
. إذا استدعتكم الأجهزة الأمنية فخاطبوا الضباط والعساكر بهذا الدين . .
خوفوهم الله ، انشدوهم الدين والرحم . . . انشدوهم ذرة الإيمان التي في قلوبهم ، ادعوهم
. إلى دين الله من جديد . .

إذا عذبوكم فقولوا حسبنا الله . . . وادع من يعذبك ، وخوفه الله ، لن ينالوا إيمانك ، سينال من جسدك ، سينال من جلدك ، ولكن لن ينال من قربك من الله ، وأنت تعذب بين يديه ستجد لذة وحلاوة لا يعرفها إلا من بذل نفسه لله وضحى لخدمة دين الله
. . .

لا تكن كثير المَلال . . . لا تكن كثير التذمر والشكوى ، قليل العمل والثمرة
. . . كفى . .
. كفاكم كلاما . . وهلموا إلى العمل . .
. أمامكم الكثير لتنجزوه . .
. كتب لتنشروها
. رسائل لتوزعوها
. منشورات لتفرقوها . . .

سنسجن سنعتقل . . . لو تواطأتكم كلهم على العمل وخدمة الدين فلن يستطيعوا . أن يسجنوا منكم واحدا . .
شباب الصحوة بعشرات الألوف . . ليس عندهم هذا العدد من السجون ليسجنوا كل الشباب في القطر الواحد . . . ولو سجنوكم فليس عندهم ميزانية ليطعموكم ، سيطلقونكم . . . عالم اليوم ليس عالم الأمس ، ومخاوف الأمس لا يمكن أن تكون . هي مخاوف اليوم . .
. دعوا الهواجس . . دعوا الوساوس . . اعملوا فكل ميسر لما خلق له . .

. أيها الشاب المسلم أيتها الفتاة المسلمة .
لك وظيفة كل يوم ، حديث مع جار أو جارة ، زيارة لصديق أو صديقة ، حلقة في مسجد ، رحلة مع الرفقة ، عمل دعوي ميداني ، هذا الشهر لدعوة المدخنين في الحارة ، ذلك الشهر لدعوة غير المصلين . . . مهام جليلة تنتظركم يا أمل . الأمة .

مثل هذه الأعمال يقوم بأضعافها دعاة التنصير ، فهل أنت أقل منهم حقا يا فتى الإسلام ؟
هل أنت أقل منهم قدرة يا اسد الإسلام ؟
. قم وانفض عنك ثياب الخوف . .
قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر والرجز فاهجر ولا تمنن تستكثر ولربك . فاصبر . . . ولربك فاصبر . . . ولربك فاصبر .

اصبر أمام الفتن . . اصبر أمام المعتقلات ، اصبر أمام السجن والمطاردة ، اصبر أمام التضييق في الرزق ، اصبر أمام كل العوائق ، فكل هذا ستسطيبه في سبيل . الإسلام . . . وسيخلف الله خيرا مما فاتك . .

لا تنتظر من يوجهك ، فقد يطول الانتظار . لا تجعل العمل للدين ذا شروط كثيرة ، فهناك الكثير من الأعمال لا تحتاج إلى مخلص قد شمر عن ساعد . العزيمة وانطلق لتكون كلمة الله هي العليا . .

لا تستمع إلى وساوس الشياطين من الإنس والجن . . . سيقولون لك : انتظر تمهل ، اسأل فلان ، شاور علان ، لا تتهور ، لا تتقدم . . . فصرنا كلنا في ذلك الصف الخلفي .
تسلح بالعلم .
واستعد بالحكمة . . .
ثم انطلق ولا تتأخر . .
. ستجدني أمامك أو وراءك . .
. ستراني أحضك أو أشد على يدك أو أنك ستجدني أسحبك إلى الأمام قبلا . .

لن تجدني مثبطا ، لن تجدني معاتبا ، لن تجدني لائما . . ستجدني إن شاء الله من الصابرين ، فكن من الصابرين .
سأدعو لك في الخلوات والجلوات . . أن يعينك الله وأن يربط على قلبك ، . وأن يجعل لكل من كل هم فرجا ومخرجا . .

انطلق وامض إلى حيث أمرك الله . . . ولنلتق هناك على ربى المسك والعنبر على منابر النور يوم القيامة . . . عند حوض النبي العدنان صلى الله عليه وسلم ستعرفني وأعرفك . ستراني وأراك . . . وهناك سنرى النبي صلى الله عليه وسلم

ليسقينا من يده شربة هنيئة مريئة لا نظمأ بعدها أبدا . . . أبدا . . أبدا . .

 

رضا صمدي
  • رسائل ومقالات
  • كتب وبحوث
  • صــوتـيـات
  • الصفحة الرئيسية