اطبع هذه الصفحة


مناشدة المسلمين لمقاطعة سلع أعداء الدين

رضا أحمد صمدي

 
الحمد لله الذي أعز الدين ، ورفع راية الحق المبين ، وخفض الكفر المهين ، وأهان شعار الشرك الأفين ، وأصلي وأسلم على قائد جند الله المضحين الباذلين ، ومُحَرِّض المؤمنين على القتال في سبيل رفعة الدين ، وعلى آله الغُر الطيبين المطهرين ، وأصحابه المباركين الميامين ، وأزواجته المطهرات من كل دنس وشَين ، وعلى من اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين . وبعد :

فإلى كل من نطق بالشهادتين وآمن بهما وعلم بمقتضاهما ... إلى من استبطن كلمة التوحيد في سويداء جنانه ، فأحب ربه ، وعبده ، وقدسه ، وذاد عن دينه ، ونصر رسوله صلى الله عليه وسلم وعَزَّرَهُ ووَقَّرَهُ ، ... وإلى كل من كره أعداء الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وأعداء الدين ... وإلى كل من نوى لله نية صادقة ، وعزم لدينه عَزْمَةَ يقين أن ينصر الحق والإيمان ... نرفع هذا النداء ... ونقدم هذه المناشدة ... راجين من كل مسلم أن يسعى في نشر ما فيه بين المسلمين ، والعمل بما فيه قدر الإمكان ... والله لا يضيع أجر المحسنين .

أيها الأخوة المسلمون .. أيها الأخوات المسلمات ..

قد فرض الله تعالى علينا نصر دينه فقال : ( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ) .. وقال أيضا : ( فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون ) .. وقال أيضا : ( يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض ، أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة ، فما متاع الحياة في الدنيا في الآخرة إلى قليل ) ... وقال لائما من لم ينصر الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إلا تنصروه فقد نصره الله ) و عن صفة المؤمنين الذين يزلزلون في كل وقت في سبيل دينهم ويطلبون النصر من الله قال : ( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله . ألا إن نصر الله قريب ) .

وقال في آية واضحة جلية تامة المعنى حول وجوب نصرة المؤمنين : ( وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر ) .

وهكذا أيها المسلمون والمسلمات .. فإن قضية نصرة الدين وإخواننا المؤمنين غدت قضية واضحة المعالم ... قضية متعلقة بذات إيماننا .. لا تنفك عنه .. فمن زعم الإيمان الواضح الصحيح وجب عليه أن ينصر دين الله ويرفع رايته ويناصر إخوانه المؤمنين ، ومن تخاذل وتقاعس ففي قلبه من المرض والنفاق بقدر تقاعسه وتخاذله .

ونحن نربأ بإخواننا المسلمين أن يكونوا من الذي قال الله فيهم : ( لو كان عرضا قريبا أو سفرا قاصدا لاتبعوك ولكن بعدت عليهم الشقة ) ، أو من الذين قال الله فيهم : ( ومنهم من يقول إئذن لي ولا تفتني ) .. لهؤلاء المتخاذلين عن نصرة الدين قال الله لهم : ( ألا في الفتنة سقطوا ) ، وللمتخاذلين عن نصرة الدين بأي طريقة قال الله لهم : ( وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بإيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين ) .

فالتهلكة هي عدم نصرة الدين ، والتهلكة هي التخاذل عن النفقة في سبيل إعلاء راية الحق والدين . فاختر لنفسك أيها المسلم وأيتها المسلمة .

وفي هذا المقام نعرض عليك أخي المسلم وأختي المسلمة طريقة من طرق نصرة الدين تلزم كل المسلمين في أي مكان وجدوا ، وهو أقل ما يمكن أن يفعلوا لنصرة أخوانهم المستضعفين في كل مكان .

وذلك أنه ثبت الأدلة اليقينية أن أعدى أعداء الدين في هذا الزمان ، وأن أكثر الناس نكاية في المسلمين هم اليهود الذي ما زالوا ينزلون أنواع العذاب وصنوف الانتقام من المسلمين في فلسطين ، وأنه لا يعاونهم على هذا البغي والعدوان ، ولا يشجعهم على هذا التمادي ولا يردعهم عن الارعواء فيما هم فيه من الظلم إلا حليفتهم أمريكا .. هذا مما استبان لكل ذي عقل ، واتضح لكل ذي بصيرة .

وبناء على تلك المقدمة اليقينية السابقة مع ضميمة أن إحداث النكاية في أعداء الدين واجب بمقتضى الأدلة التي ذكرناها آنفا فإن سعي المسلمين يجب أن يتضافر في إضعاف اليهود والأمريكان ، إما بالقتال الصريح بالسلاح المكين ، وإما بالدعوة إلى القتال وبذل المال في سبيل معونة المجاهدين ، وأقل القليل بالكف عن مناصرة أعداء الدين ومظاهرتهم على إخوانه المسلمين ، مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( فإن لم تستطع ذلك كله فكف أذاك عن الناس فذاك صدقة ) .

وقد يقول قائل ... وهل يوجد أحد ينصر اليهود والأمريكان .. فنقول نعم .. إن هناك كثير من المسلمين ما زالوا يناصرون أعداء الدين ضد إخوانهم المسلمين .. وذلك بشراء سلعهم والاعتماد على منتوجاتهم ، ومن ثم دخول المال المسلم إلى جيوب المشركين ، وتنمية اقتصادهم الذي هو وسيلة في حرب أهل الإسلام .

وقد استبان لكل ذي عقل أن الاقتصاد القوي عنصر فعال في القدرة على المواجهة في الحروب ، وأن الدول تعتمد أكثر ما تعتمد في صمودها على موارد الدخل الدائمة .

ومن أولى الأوليات أن نكسر صمود اليهود والأمريكان عن طريق كسر اقتصادهم وتقليل موارد دخلهم ... وقد يقول قائل .. إن مجرد مقاطعة آحاد المسلمين للبضائع والسلع لن يضعف الاقتصاد اليهودي والأمريكي ... ونقول : ليس هذا صحيحا .. نحن نتكلم عن مقاطعة شعبية تبدأ من القاعدة .. لتنتهي يوما إلى الحكومات ، سندعوا لمقاطعة الأسلحة الأمريكية .. والسلع والمنتوجات الأمريكية .. هذا سيحدث في يوم من الأيام .. ولكن لا يمكن أن يحدث ما لم تؤثر المقاطعة عن طريق الآحاد .. وذلك عبر دعوة منظمة قوية مستمرة لمقاطعة السلع الصغيرة ، مثل الصابون والملابس والأجهزة الصغيرة ونحو ذلك ... وقد أثبتت الأحصائيات والمعلومات الأخيرة المنشورة في وسائل الإعلام الأمريكية نفسها أن مقاطعة السلع الأمريكية في الشرق الأوسط أحدثت أثرا في الدخل الأمريكي العام ، وإن كان هذا التأثير ليس ضارا لكن التقارير تشير إلىمخاوف حقيقية من أن هذه المقاطعة لو تم تصعيدها فغنها ستؤثر تأثيرا ضارا على الاقتصاد الأمريكي على المدى البعيد .

هل تعلمون أيها الأخوة والأخوات أن مجرد معرفة أعدائنا بقدرتنا على التأثير في اقتصادهم له أثر في أن يراجعوا مواقفهم ضدنا ، ولكننا يجب أن نصعد لدرجة أن نلزمهم برفع الظلم كله عن إخواننا المسلمين .

إن الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر الشريك التجاري الأكبر لكثير من الدول العربية والإسلامية ، والمعنى أن كثيرا من السلع الأمريكية تدخل تلك الدول .. والمعنى أيضا أن المسلمين هم الذين يشترون هذه السلع ليكونوا هم الصانعين لهذه الشراكة الكبرى مع أمريكا.

إن هذا الوضع يجب أن نقوم بتغييره استجابة لله والرسول صلى الله عليه وسلم في نصرة الدين ، قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله والرسول إذا دعاكم يا يحييكم ).

ولا يجوز أن نتذرع بالخوف من الفقر .. أو أية مخاوف أخرى من هذه المقاطعة .. فقد خاف المسلمون الأوائل من الفقر حين أمر الله بعدم دخول المشركين البلد الحرام ، لقد خافوا أن تقل التجارة التي يأتي بها المشركون .. فقال الله لهم : ( وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء ) ، والعيلة الفقر .

ولا يجوز لنا أيضا أن نتذرع بعدم اليقين من الفائدة .. فإننا لن نقاطع لأجل أن نرى الفائدة ، ولكننا نقاطع لأنه موقف يجب أن نتخذه وحكم شرعي واجب يجب أن ننفذه طاعة لله والرسول صلى الله عليه وسلم .

أخي المسلم .. أختي المسلمة ... إننا نعلم تألمك لما يحصل لإخوانك المسلمين في فلسطين وفي كل مكان .. نعلم شوقك أن تبذل شيئا وتفعل شيئا في سبيل نصرتهم ، نعلم حرصك على أن تقدم روحك في سبيل الدين ، نحن لا نطالبك أن تبذل روحك ، ولا مالك ، في سبيل شراء سلاح أو أي شيء لأخوانك المجاهدين في كل مكان .

بل نقول لك : أنت تأكل ... وتشرب .. وتلبس ... نطالبك – فقط – ألا تأكل ولا تشرب ولا تلبس ما صنعه أعداؤكم ليقتلوا به المؤمنين .

نحن نطالبك برد سلبي ضد أعدائك بأن تمتنع عن شراء سلعهم تعبيرا عن سخطك من مواقفهم ، فهل تستجيب ؟؟

 

رضا صمدي
  • رسائل ومقالات
  • كتب وبحوث
  • صــوتـيـات
  • الصفحة الرئيسية