صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







من تأصيلات اﻹمام السجزي رحمه الله

سعيد آل بحران


بسم الله الرحمن الرحيم


من القواعد والاسس السلفية المستمدة من القران و السنة بفهم خير سلف الامة قاعدة : لا يقال للمبتدع _ إمام ! _ ومقصودنا بالمبتدع الذي خالف أهل السنة والجماعة في أصل عقدي .

وهذا ما قرره الصحابة رضي الله عنهم والتابعين ، فقد يكون بعض المبتدعة علماء في علوم معينة ومن ذلك الفقه و الاصول و النحو وغيرها ولكنه مخالف لاهل السنة في أصل فهذا لا يقال له : امام ولا ياخذ عنه العلم إلا ما كان ضروري ولا يوجد عند غيره فهذا الاستثناء الوحيد
وفي عصرنا تعمد بعض الجهات والشخصيات المبتدعة إلى ابراز بعض أهل البدع والتهيئة لذلك من قديم
حتى يجتمع عليه كل ساقط وحقيقة لم يتمكن ضعاف النفوس من هذا إلا بعد هجر طلاب العلم لعلم العقيدة وانكبابهم على التعلم المزاجي والاكتفاء بالتلقي الاكاديمي وتركهم لعلماء هذه البلاد المباركة فتسلط عليهم أهل البدع والاهواء ولا حول ولا قوة إلا بالله

فهذه القاعدة قاعدة سلفية لا يستغني عنها طالب العلم وفيها تظهر وسطية أهل السنة وفراستهم ولماذا كانوا : الفرقة الناجية

قال أهل العلم : لا يقال للمبتدع إمام وإن كان كبيراً في العلم وإنما شرطه أن يكون ملازماً للمنهاج متبعاً للسلف .

فقد يكون المبتدع عالم بالفقه و النحو ولكنه فاسد في العقيدة

وممن فتن به بعض الشباب وقد غرر بهم الحزبيين احد مشايخ شنقيط ..
فهذا الرجل بحثت عنه وسمعت وقرئت له وسالت مشايخنا عنه !!
فالرجل قد وهبه الله ذكاء وطلاقة لسان وعلم بالفقه و النحو والمنطق

ولكنه في العقيدة فاسد لا يعرف معتقد أهل السنة و الجماعة وجميع تقريراته في العقيدة اشعرية

فهل الشيخ اشعري ؟ !

أو انه جاهل بالمعتقد الصحيح ؟ !

على كل حال سواء الاول او الثاني فالرجل قد خالف اهل السنة في اصول كثيرة و ليس أصل واحد وعليه فالمنهج السلفي يمنع من الاخذ عن أهل البدع وقد كان من سبقنا في القرون المفضلة يتركون الواحد لان فيه بعض ارجاء أو بعض تمشعر ونحوها فكيف اذا كانت تقريراته اشعرية

قال اﻹمام السجزي رحمه الله :


فمن عرف منه لزوم المنهاج وظهر تقدمه في العلوم التي ذكرناها فهو إمام مقتدى به ( شرط أهل العلم في الامامة لزوم المنهاح ) ثم قال :
ومن زاغ عن الطريقة وفاوض أهل البدع والكلام وجانب الحديث وأهله استحق الهجران والترك وإن كان متقدماً في تلك العلوم .

هنا قرر اﻹمام السجزي رحمه الله طريقة أهل السنة في التعامل مع أهل البدع والرد عليهم : فمن الرد على أهل البدع = التعامل معهم التعامل الشرعي وهذا كافي في رد افكارهم ومعتقداتهم ولو قام كل داعية وطالب علم بهذا كان كفينا فتن كثيرة وقرر رحمه الله المنع من تسمية المبتدعة إئمة وحتى ولو كانوا كذلك في بعض الفنون ومنها بعض الفنون الشرعية كالفقه وغيره فغالب علماء أصول الفقه السابقين من الفلاسفة المتكلمين الذين هم في الفروع شافعية ومالكية و حنابلة وفي الاصول اشاعرة أو جهمية ومع هذا ياخذ عنهم العلم الضروري ولا يقال لهم إئمة ولا تنشر عقائدهم الضالة تحت ستار اصول الفقه بل يرد عليهم ويبين المعتقد الصحيح وفي عهدهم كان علماء أهل السنة يقولون : بانهم بدعة أصحاب ضلالات وشبهات وتوبة كثير منهم معروفة .

وقال اﻹمام السجزي :

وكانوا أئمة في العلم مشاهير بالاتباع والأخذ عن أمثالهم ( وكان في وقتهم علماء لهم تقدم في علوم وأتباع على مذهبهم = لكنهم وقعوا في شيء من البدع إما القدر أو التشيع أو الإرجاء عرفوا بذلك فانحطت منـزلتهم عند أهل الحق .

خطر اﻷشعرية على المسلمين وذلك لانهم يخفون عقائدهم ويدسون السم في العسل فهولاء يظهرون براعة في الفقه وهم فساد العقيدة

قال اﻹمام السجزي رحمه الله :


والمعتزلة مع سوء مذهبهم أقل ضرراً على عوام أهل السنة من هؤلاء لأن المعتزلة قد أظهرت مذهبها ولم تستقف ولم تموه فعرف أكثر المسلمين مذهبهم وتجنبوهم وعدوهم أعداء (والكلابية والأشعرية) قد أظهروا الرد على المعتزلة ! ! والذب عن السنة وأهلها، _ ثم ذكر بعض عقائد الأشعري _ ثم قال وكذلك كثير من مذهبه يقول في الظاهر بقول أهل السنة مجملاً ثم عند التفسير والتفصيل يرجع إلى قول المعتزلة ^ فالجاهل يقبله بما يظهره والعالم يجهره لما منه يخبره والضرر بهم أكثر منه بالمعتزلة لإظهار أولئك ومجانبتهم أهل السنة وإخفاء هؤلاء ومخالطتهم أهل الحق .

والله أعلم .

كتبه / سعيد بن ناصر آل بحران .

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
سعيد آل بحران
  • الفوائد العلمية
  • مقالات
  • رسائل لطلبة العلم
  • تغريدات
  • الصفحة الرئيسية