اطبع هذه الصفحة


بين اليمن و بلاد الحرمين

 شائع بن محمد الغبيشي
@0555599


أمر الله إبراهيم عليه السلام أن يترك زوجه هاجر و ابنه اسماعيل بمكة عند بيته المحرم في واد موحش غير ذي زرع لا يسكنه أحد من الناس ، و لما ودعها قالت : أَيْنَ تَذْهَبُ وَتَتْرُكُنَا بِهَذَا الوَادِي، الَّذِي لَيْسَ فِيهِ إِنْسٌ وَلاَ شَيْءٌ؟ فَقَالَتْ لَهُ ذَلِكَ مِرَارًا، وَجَعَلَ لاَ يَلْتَفِتُ إِلَيْهَا، فَقَالَتْ لَهُ: آللَّهُ الَّذِي أَمَرَكَ بِهَذَا؟ قَالَ نَعَمْ، قَالَتْ: إِذَنْ لاَ يُضَيِّعُنَا فرفع يديه إلى ربه فقال : { رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ } عادت هاجر إلى وليدها تحوطه و ترعاه بمرور الوقت نفد الماء فجف الذرع الذي كانت ترضعه وليدها فأخذ اسماعيل في البكاء و قامت رضي الله عنها تفتش عن الماء تصعد الصفا مرة فلا ترى شيئاً و تهرول إلى المروة فتصعدها فلا ترى شيئاً حتى أخرج الله لها زمزم فحاطت الماء و فرحت و سقت وليدها و شربت فمَرَّ بهم أَهْلُ بَيْتٍ مِنْ جُرْهُمَ من أرض اليمن ، مُقْبِلِينَ مِنْ طَرِيقِ كَدَاءٍ، فَنَزَلُوا فِي أَسْفَلِ مَكَّةَ فَرَأَوْا طَائِرًا عَائِفًا، فَقَالُوا: إِنَّ هَذَا الطَّائِرَ لَيَدُورُ عَلَى مَاءٍ، لَعَهْدُنَا بِهَذَا الوَادِي وَمَا فِيهِ مَاءٌ، فَأَرْسَلُوا من يستطلع لهم فَإِذَا هُمْ بِالْمَاءِ، فَرَجَعُوا فَأَخْبَرُوهُمْ بِالْمَاءِ فَأَقْبَلُوا، قَالَ: وَأُمُّ إِسْمَاعِيلَ عِنْدَ المَاءِ، فَقَالُوا: أَتَأْذَنِينَ لَنَا أَنْ نَنْزِلَ عِنْدَكِ؟ فَقَالَتْ: نَعَمْ، وَلَكِنْ لاَ حَقَّ لَكُمْ فِي المَاءِ، قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَأَلْفَى ذَلِكَ أُمَّ إِسْمَاعِيلَ وَهِيَ تُحِبُّ الإِنْسَ» فَنَزَلُوا وَأَرْسَلُوا إِلَى أَهْلِيهِمْ فَنَزَلُوا مَعَهُمْ، حَتَّى إِذَا كَانَ بِهَا أَهْلُ أَبْيَاتٍ مِنْهُمْ، وَشَبَّ الغُلاَمُ وَتَعَلَّمَ العَرَبِيَّةَ مِنْهُمْ، وَأَنْفَسَهُمْ وَأَعْجَبَهُمْ حِينَ شَبَّ، فَلَمَّا أَدْرَكَ زَوَّجُوهُ امْرَأَةً مِنْهُمْ ... ومن نسل اسماعيل عليه السلام كانت قريش قبيلة رسول الله صلى الله عليه و سلم فهذه صلة أرض اليمن بمكة المكرمة ، أما صلتها بالمدينة المنورة فالأوس و الخزرج من أهل اليمن استوطنوا المدينة و كان منهم الأنصار الذي نصروا رسول الله صلة الله عليه و سلم و جعل النبي صلى الله عليه و سلم حبهم دليل إيمان العبد فقال: ( آية الإيمان حب الأنصار ) فالصلة بين بلادنا المملكة العربية السعودية و أهل اليمن صلة تضرب في أعماق التاريخ و تجوب مفاوز الزمان
و قد تكاثر نصوص الوحيين في الثناء على أهل اليمن فعن عياض الأشعري رضي الله عنه قال: «لما نزلت هذه الآية [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى المُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ] {المائدة: 54} أومأ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي موسى الأشعري بشيء كان معه، فقال: هم قوم هذا» . أخرجه الحاكم والطبراني وصححه الألباني.
و عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: « لما نزلت: (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالفَتْحُ)؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتاكم أهل اليمن هم أرق قلوباً، الإيمان يمان، والفقه يمان، والحكمة يمانية » أخرجه عبد الرزاق وأحمد ، وصححه الألباني .
قال البغوي رحمه الله "هذا ثناء على أهل اليمن لإسراعهم إلى الإيمان وحسن قبولهم إياه".
و عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول بالله صلى الله عليه وسلم: «إن الله استقبل بي الشام، وولي ظهري اليمن، وقال لي: يا محمد، إني جعلت لك ما تجاهك غنيمة ورزقاً وما خلف ظهرك مدداً» رواه الطبراني وصححه الألباني .
و عن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال: «كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بطريق بين مكة والمدينة، فقال: يوشك أن يطلع عليكم أهل اليمن، كأنهم السحاب، هم خيار من في الأرض، فقال رجل من الأنصار: ولا نحن يا رسول الله؟ فسكت. قال: ولا نحن يا رسول الله؟ فسكت. قال: ولا نحن يا رسول الله؟ فقال في الثالثة كلمة ضعيفة: إلا أنتم» أخرجه البخاري في التاريخ و الإمام أحمد وصححه الألباني .
و دعا لهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( اللهم بارك لنا في شأمنا، اللهم بارك لنا في يمننا ). رواه البخاري
و عن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يخرج من عدن أبين اثنا عشر ألفا ينصرون الله ورسوله هم خير من بيني وبينهم " رواه الإمام أحم و صححه الألباني .
عن سلمة بن نفيل السكوني قال: دنوت من رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، حتى كادت ركبتاي تمسان فخذه، فقلت: يا رسول الله! تُركت الخيل، وأُلقي السلاح، وزعم أقوام أن لا قتال ! فقال: ( كذبوا ! الآن جاء القتال ، لا تزال من أمتي أمة قائمة على الحق، ظاهرة على الناس ، يزيغ الله قلوب قوم قاتلوهم لينالوا منهم ) ، وقال : ( إني أجد نَفَس الرحمن من هنا- يشير إلى اليمن ) صححه الألباني
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( يقدم عليكم غدا أقوام هم ارق قلوبا للإسلام منكم ). قال : فقدم الأشعريون فيهم أبو موسى الأشعري ، فلما دنوا من المدينة جعلوا يرتجزون ، يقولون : غدا نلقى الأحبة ، محمدا وحزبه ، فلما أن قدموا تصافحوا ، فكانوا هم أول من أحدث المصافحة ) صححه الألباني.
و هناك بشارة خاصة و منزلة علية يختص بها أهل اليمن في عرصات يوم القيامة عندما يقف النبي صلى الله عليه و سلم على حوضه ، تُرى ما هي هذه البشارة ؟ هذا هو ثوبان رضي الله عنه يزف البشرى لأهل اليمن فيقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إني لبعقر حوضي -أي: بمكان، وهو موقف الإبل من الحوض إذا وردته- أذود الناس لأهل اليمن، أضرب بعصاي حتى يرفض -أي: يسيل- عليهم. فسئل عن عرضه، فقال: من مقامي إلى عُمان، وسئل عن شرابه فقال: أشد بياضاً من اللبن، وأحلى من العسل، يغت فيه ميزابان، يمدانه من الجنة، أحدهما من ذهب، والآخر من ورق» رواه مسلم .
قال النووي رحمه الله: "هذه كرامة لأهل اليمن في تقديمهم في الشرب منه؛ مجازاة لهم بحسن صنيعهم، وتقدمهم في الإسلام، والأنصار من اليمن، فيدفع غيرهم حتى يشربوا كما دفعوا في الدنيا عن النبي صلى الله عليه وسلم أعداءه والمكروهات"
إن قوم بهذا المكانة و هذا الشرف و هذه المنزلة حقٌ على أهل الإيمان و الإسلام نصرهم و الدفاع عنهم و و لذا كان تحالف أهل الإسلام بقيادة بلاد الحرمين خير نصرة لأهل اليمن
لقد عاث الحوثيون الروافض في أرض اليمن فساداً نشروا الضلال و هدموا مساجد أهل السنة و فجروا دور العلم و التحفيظ قتلوا العلماء و الدعاء في خمسة أشهر فقط كان القتلى بالآلاف من خيرة أهل اليمن ، اجتاحوا المدن و القرى وهم في نهاية المطاف يريدون أن تصبح اليمن كالعراق و الشام حيث الإبادة الجماعية لأهل السنة و نشر المذهب الشيعي الرافضي الذي يدينون به يكفرون الصحابة رضي الله عنهم و يلعنون زوجات رسول الله صلى الله عليه و سلم و يعتقدون في أئمتهم العصمة فالأئمة عندهم كالأنبياء يناقضون الكتاب و السنة ، فوجب على أهل السنة قتالهم و ردعهم و استئصال شأفتهم وقاية أرض اليمن من شرهم و كيدهم فالهم العدو اللدود لإسلام و أهلة ، اسأل الله العلي القدير أن يريح المسلمين من شرهم.
رسالتي للجنود المرابطين في هذه المعركة أن يخلصوا النية لله بأن يقاتلوا لنصر السنة و أهلها و الدفاع عن أهل و بلاد الحرمين الشريفين التي هي من أعظم أهداف أدعاء الإسلام من رافضة و غيرهم اسأل الله ان يثبت اقدامهم و يربط على قلوبهم و يرزقهم النصر و التأييد و يردهم سالمين غانمين ، و اسأل الله العلي القدير أن يرحم من مات منهم و يكتبهم في الشهداء و يخلف على أهليهم خيراً .
و رسالتي لأهل السنة في اليمن أن يجمعوا صفهم و يوحدوا كلمتهم و يدحروا عدوهم ، اسأل الله العلي القدير أن ينصر أهل السنة في اليمن و يوحد كلمتهم و يعيد إليهم أمنهم و استقرارهم


قلبي على اليمن السعيد ممزق *** ارنوا اليه ومهجتي تتحرق
من اجج الاحقاد بين رجاله *** فغدت به عين الخراب تحدق
من اشعل النيران اوقد جمرها *** من زادها حطبا فباتت تحرق
اعداءه يتربصون بأمنه *** ويدا تكيد به فمن ذا يشفق
يا فتيه اليمن السعيد تيقظوا *** فالموت في جسم الضغائن يورق
عودوا الى عهد النبي محمد *** وتمسكوا بالحبل لا تتفرقوا


شائع محمد الغبيشي
مشرف تربوي بإدارة التربية و التعليم بمحافظة القنفذة
جوال : 0555599624
shaei1406@gmail.comالبريد الإلكتروني :

 

شائع الغبيشي
  • مقالات تربوية
  • الصفحة الرئيسية