رسالة إلى مبتلى "أهل البلاء بالمصائب"

محمد شامي شيبة

 
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين أما بعد :
• أيها الرجل المبتلى والمرأة المبتلاة اعلما أن الحياة كلها ابتلاء واختبار كما قال تعالى :(الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا) والإبتلاء على نوعين : 1)النوع الأول ابتلاء بالتكاليف الشرعية وهذا الابتلاء الذي خلق الله العبد ليبتليه به كما قال تعالى:(وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون)
2)النوع الثاني الابتلاء بالمصائب التي تصيب العبد كالمرض والفقر وغيرها.
• أيها الرجل المبتلى والمرأة المبتلاة اعلما أن الله يصيب العبد المؤمن بالمصائب ليعظم له الجزاء وكلما كان الابتلاء عظيما فصبر العبد كان الجزاء عظيما مع أن الله إذا أحب العبد ابتلاه فليصبر على المصائب وليرض بقضاء الله وقدره فيها وقد قال صلى الله عليه وسلم في حديث أنس:(إن عظم الجزاء مع عظم البلاء وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط) رواه الترمذي وابن ماجة /حسن "فلا تتسخطا على الابتلاء بالمصائب"
• أيها الرجل المبتلى والمرأة المبتلاة بالمصائب إن كان ما حصل لكما من الابتلاء بالفقر فانظرا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد قال أبو أمامة:" ما كان يفضل عن أهل بيت رسول الله خبز الشعير" رواه الترمذي /صحيح وقال ابن عباس: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبيت الليالي المتتابعة طاويا و أهله لا يجدون عشاءا وكان أكثر خبزهم خبز الشعير" رواه ابن ماجة/ حسن "فهل قد بت أيها الرجل طاويا وأهلك بلا عشاء ؟, وهل بت أيتها المرأة طاوية بلا عشاء؟"
• أيها الرجل المبتلى والمرأة المبتلاة إن كان الابتلاء الذي حصل لكما بالمرض فاعلما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمرض بل يضاعف عليه المرض كمرض رجلين وقد قال صلى الله عليه وسلم:(إني أوعك كما يوعك رجلان منكم)رواه مسلم وقد ابتلي نبي الله أيوب بالمرض الشديد حتى قال لربه:(أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين)
• أيها الرجل المبتلى والمرأة المبتلاة إن كان ما حصل لكما من الابتلاء هو من السحر "سحرتما" فاعلما "أن النبي صلى الله عليه وسلم قد سحر حتى كان يخيل إليه أن يفعل الشيء ولا يفعله" صحيح "بل وقد عمل للنبي صلى الله عليه وسلم السم" حتى قال صلى الله عليه وسلم:(يا عائشة ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر فهذا أوان وجدت انقطاع أبهري من ذلك السم)رواه البخاري فاصبرا واحتسبا وتأسيا برسول الله صلى الله عليه وسلم.
• أيها الرجل المبتلى والمرأة المبتلاة إن كان ما حصل لكما من الابتلاء بموت الاهل والاولاد فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد ماتت زوجته خديجة وكل أولاده قبله إلا فاطمة ماتت بعده فاصبرا واحتسبا وتأسيا برسول الله صلى الله عليه وسلم.
• أيها الرجل المبتلى والمرأة المبتلاة إن كان ما حصل لكما من الابتلاء بالاذى من الناس في أعراضكما بسب ونحوه فقد أوذي رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنافقين ومن غيرهم وتكلمو في زوجته عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها (قصة الافك) وتكلم بعض الناس في رسول الله صلى الله عليه وسلم واتهموه حتى قال : "ذو الخويصرة التميمي يا محمد اعدل فو الله ما عدلت منذ اليوم" وقال الكفار عنه صلى الله عليه وسلم أنه ساحر وشاعر ومجنون وكذاب وغير ذلك فاصبرا واحتسبا ذلك عند الله تعالى.
• أيها الرجل المبتلى والمرأة المبتلاة: أ) اصبرا على الابتلاء واحتسبا أجركما على الله عز وجل . ب) أحمدا الله ج ) استرجعا " إنا لله وإنا إليه راجعون" د) اسألا الله أن يؤجركما في مصيبتكما وأن يخلف لكما خيرا منها هـ )ليتعز كل منكما في مصيبته بمصيبته برسول الله صلى الله عليه وسلم فقد قال صلى الله عليه وسلم :( أيها الناس أيما أحد من المؤمنين أصيب بمصيبة فليتعز بمصيبته بي عن المصيبة التي تصيبه بغيري فإن أحدا من أمتي لن يصاب بمصيبة بعدي أشد عليه من مصيبتي) رواه ابن ماجة /صحيح و)اعلما أن المصيبة تكفر الذنوب وترفع الدرجات عند الله لمن صبر عليها وعاد إلى ربه عند أول الصدمة وقد قال صلى الله عليه وسلم :(إنما الصبر عند الصدمة الأولى) رواه الشيخان

والله الموفق


محب الخير لكم
محمد شامي شيبة