رسالة إلى منتظر

محمد شامي شيبة

 
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين أما بعد:
• أيها الرجل المنتظر في "صالة انتظار المطار ــ أو في المستشفى ــ أو في دائرة حكومية ــ أو في انتظار رفقة ــ أو انتظار طعام ــ أو غير ذلك"وكذلك أنتي أيتها المرأة المنتظرة: اهتما بما يلي:
‌أ ) ليعلم كل واحد منكما أن هذا الزمن (وقت الانتظار) هو جزء من عمره ,فعلى كل واحد منكما أن يستغله في طاعة ربه ولا يترك هذا الجزء من العمر يذهب دون فائدة وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن العبد سوف يسأل عن أربع ومنها : (وعن عمره فيم أفناه)رواه الترمذي حسن
‌ب )إذا كان أحدكما "الرجل أو المرأة" في الانتظار ورأى منكرا فعليه أن ينكر ذلك حسب استطاعته " رأى الرجل رجلا يدخن أو مسبلا ثوبه أو غير ذلك من المنكرات ــ أو رات المرأة امرأة متبرجة أو رأى الرجل امرأة متبرجة أو غير ذلك من المنكرات فلينكر وقد قال صلى الله عليه وسلم :(من رأى منكم منكرا فليغير بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) وليحاول كل واحد منكما أن ينبه أهل المنكر بالأسلوب الذي فيه رفق وقد قال صلى الله عليه وسلم لعائشة:(عليك بالرفق إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه و لا ينزع من شيء إلا شانه) رواه مسلم
‌ج )أيها الرجل والمرأة (في الانتظار) احذر من الوقوع في الذنوب "غض بصرك عن المحرمات ، غضي بصرك عن المحرمات" وقد قال تعالى:(قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ـــ وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن) واحذر من الكذب في الحصول على الدور للوصول إلى طبيب أو إلى أي غرض تطلبه وكونا صادقين فلا تتقدما على غيركما ممن سبقكما إلا بإذنه واحترما حقوق الآخرين سواء كانوا من الضعفاء أو من الأقوياء .
‌د )أيها الرجل والمرأة (في الانتظار) إذا رايتما المضطر والمحتاج للتقدم فقدماه على أنفسكما لوجه الله تعالى وكونا من أهل السماحة والخلق الحسن والتجاوز وكذلك الرجل يقدم المرأة المحتاجة ونحو ذلك , وإذا تقدم أحد عليكما فلا تغضبا لأنفسكما ولكن كونا من أهل العفو والصفح وقد كان صلى الله عليه وسلم (يعفو ويصفح)
هـ)أيها الرجل والمرأة (في الانتظار) لا تجلسا ساكتين ولكن أكثرا من ذكر الله والاستغفار والتوبة والتسبيح وحثا الجالسين في الانتظار على ذلك أو قوما بقراءة شيء من القران أو بنصيحة عامة للمنتظرين واستغلا كل ما يمكن لجمع الحسنات والدعوة إلى الله عز وجل في كل مكان وفي كل زمان وقد قال تعالى :(يا أيها الذين امنوا أذكروا الله ذكرا كثيرا) وقال صلى الله عليه وسلم :(والله إني استغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة)رواه البخاري وليكثر كل واحد منكما في المجلس "الانتظار أو غيره" من قول:( رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم)مائة مرة , وقد قال ابن عمر إن كنا لنعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة " رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم)رواه أبو داود صحيح
و)أيها الرجل والمرأة (في الانتظار) أو كرسي الطائرة أو في السيارة أوفي أي مجلس استفد من وقتك بحيث أنك لا يحين وقت قيامك إلا وقد جمعت كثيرا من الحسنات , وفقكما الله لما يحبه ويرضاه.


محب الخير لكم
محمد شامي شيبة