رسالة إلى الضيف

محمد شامي شيبة

 
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد :
أخي الضيف :

1. اسأل نفسك من هو الذي نزلت ضيفا عليه هل هو من أهل الفضل والخير والتقوى ؟ أم هو من أهل الفجور والإجرام والظلم والعدوان على الناس لأنك تجالسه فهو جليس لك حال ضيافته لك فإن كان من أهل الخير فذاك هوالذي امر المسلم بمجالسته وقد قال تعالى " واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه " وقال صلى الله عليه وسلم " إنما مثل الجليس الصالح كمثل العطار " .
2. فإن كان الذي نزلت عليه من أهل السوء والظلم فإنه يغلب عليك من أهل السوء لأن الرجل وغيره يحب من كان على شاكلته في الغالب ولكن إذا أردت العودة عن هذا المنهج والتوبة منه فاترك ذلك الذي أضافك وتحول عنه إلى أهل الخير وانتقل إلى مكان آخر بدون ضيافة فإن أبيت وجالست هذا السيئ " المضيف لك " فقد خالفت ما ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال عن الجليس السوء " وكير الحداد يحرق بيتك "
3. أيها الضيف إذا كان من نزلت عليه ضيفا عليه من أهل العلم فاستفد من مجالستك له إما بالقراءة عليه في كتاب أو لعرض ما حصل لك من مسائل علمية أو تحدد معه محاضرة أو درسا أو كلمة في المسجد المجاور لبيتك أو غير ذلك من الفوائد فإنك إن حرصت فلن تعدم فائدة منه لأن معه ميراث النبوة " العلم " وقد تتسبب في طبع كتاب مفيد له أو لغيره أو لنشر رسالة له أو غير ذلك مما يبقى وتجده في الدار الآخرة .
4. إذا قدم لك المضيف " الذي أنت ضيفا عنده " طعاما أو شرابا فكل ما أعجبك واشرب مما أعجبك ولا تنتقد الطعام أو الشراب سواء أنت ضيف أو في بيتك وفي حديث أبي هريرة " ما عاب النبي صلى الله عليه وسلم طعاما قط إن اشتهاه أكله وإلا تركه " . رواه البخاري
5. الضيافة الواجبة لك " يوم وليلة " " وقيل غير ذلك " لكن الضيافة الطويلة تحرج من أضافك لشغل عنده أو لقلة ما معه من الضيافة فلا تحرج ذلك المضيف لك وفي حديث أبي شريح " ولا يحل له ان يثوي عنده حتى يحرجه " .
6. كن مؤدبا أيها الضيف فلا تعصي الله عند من أضافك بغيبة لمسلم أو غير ذلك واجعل تقوى الله ملازمة لك كما قال صلى الله عليه وسلم " اتق الله حيثما كنت " والله الموفق