رسالة : تذكر فرار أهلك منك

محمد شامي شيبة

 
بسم الله الرحمن الرحيم

 
الحمد لله واشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له واشهد أن محمداً عبدالله ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وبعد :
أيها الرجل : تذكر فرار أهلك منك.
أيتها المرأة : تذكري فرار أهلك منك يوم القيامة.
وفي ذلك اليوم العظيم (يوم القيامة):-
1)يهرب القريب من قريبه "تذكر أيها الرجل – والمرأة" هذا الموقف عندما يهرب منك أخوك – ويهرب منك أبوك وأمك – ويهرب منك الزوجة والأولاد..." وقد قال تعالى : (فإذا جاءت الصاخة يومئذٍ يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه...) لأن كلاً منهم مشغول بنفسه ولا يهم غيره "فاهتم بأمر نفسك من اليوم" وفكر في نجاتك من اليوم وتأهب لذلك اليوم (يوم القيامة)بكل عمل صالح 1 وفي حديث الشفاعة : (أن الناس يأتون آدم ونوحاً وإبراهيم وموسى وعيسى وكل منهم يقول نفسي نفسي)رواه الشيخان.
2)أيها الرجل – أيتها المرأة : تذكرا هذا الموقف العظيم (يوم القيامة) وأهليكم يهربون منكم طول الموقف واهتمام كل منهم بنفسه فلا يفكر أحد فيكم ولا تفكرون في أحد منهم لأن كل واحد قد أصابه ما أهمه شأن نفسه وفي حديث ابن عباس أن صلى الله عليه وسلم قال : (تحشرون حفاة عراة غرلاً فقالت امرأة أيبصر أو يرى بعضنا عورة بعض ؟ قال يا فلانه لكل امرئ منهم يومئذٍ شأن يغنيه) رواه الترمذي والثاني / صح.
3)أيها الرجل – أيتها المرأة : تذكرا يوم القيامة (يوم الأهوال العظام) وفي ذلك اليوم (2) وأخشوا يوما لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا وفي ذلك اليوم لا يحمل أحد عن أحد شيئاً من ذنوبه حتى القرابه ولذلك اعتقا رقابكما وأنفسكما من الذنوب وقد قال تعالى : (وأن تدع 3مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى) لاتتعلق بأحد من الناس ولكن اهتم أيها العبد بأمر نفسك وفكاك رقبتك ونجاتك بالتوبة من الذنوب وبالإقبال على طاعة الله تعالى ولا تطع الزوجة أو الأولاد أو القرابة في معصية الله تعالى وتذكر فرارهم منك.
4)أيها الرجل – أيتها المرأة : تذكرا يوم القيامة وفي ذلك اليوم لا يسأل القريب قريبه وهو يبصره كما قال تعالى : (ولا يسأل حميمٌ حميماً) ولا تنفع الأنساب في ذلك اليوم كما قال تعالى : (فلا أنساب بينهم يومئذٍ...) فلا تعتمد على نسبك وقرابتك ومكانتك وتمسك بدينك وطاعة ربك والإقبال عليه راجياً رحمته خائفاً من عذابه وقد قال صلى الله عليه وسلم : (ومن ابطأ به عمله لم يسرع به 4نسبه)رواه مسلم.
 

وكتبه محمد شامي شيبة