رسالة : إن الله غنيٌ عنك وأنت المحتاج

محمد شامي شيبة

 
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله واشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له واشهد أن محمداً عبدالله ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وبعد :
أيها الرجل : اعلم أن الله غني عنك.
أيتها المرأة : اعلمي أن الله غني عنك.
وإذا علمتما ذلك فانتبها لما يلي:-
1)أيها الرجل – أيتها المرأة : اعلما أنما أعمالكم هي لكم ومردوها عائد إليكم فاجتهدا في كل عمل صالح إذا أردتم نفع أنفسكم وقد قال تعالى : (وقل اعملوا فيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون الى قوله...فينبئكم بما كنتم تعملون)وقال صلى الله عليه وسلم : (احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز)رواه مسلم.
2)أيها الرجل – أيتها المرأة : أن كل ما عملتماه فإنه عائد إليكم من خير وشر فكونا متعقلين لهذه الأعمال لتكون خيراً وطاعة لتجدوها أمامكم فتحمدون الله عليها واحذرا كل الحذر أن تكون أعمالكم ذنوباً وسيئات فلا تلومون إلا أنفسكم عندها وقد قال تعالى : (من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها) وفي الحديث القدسي أن الله تعالى يقول: (يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيراً فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه)رواه مسلم.
3)واعلم أيها الرجل والمرأة أن الله غني عنكم فلا تنفعه طاعتكم ولا تضره معصيتكم وفي الحديث القدسي أنه تعالى يقول: (يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني)رواه مسلم ، فتفهما ذلك واسعيا في ماينفعكم عند ربكم من الآن من عمل الطاعات وترك الذنوب والتوبة إلى الله بل أنه يجازيكم إن أحسنتم بأحسن الجزاء وأتمه وأوفاه مضاعفاً لكم الحسنات وقد قال تعالى : (ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون) وقال تعالى : (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها).
4)واعلم أيها الرجل – والمرأة أنكما إن عصيتما الله تعالى وأعرضتم عنه فإنه الغني عن خلقه كلهم وقد قال تعالى : (إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضى لكم) وأن من جعل همه الدنيا فقط ولم يعد إلى ربه فإن الله لا يبالي به وبهلاكه وقد قال صلى الله عليه وسلم : (من جعل الهموم هماً واحداً هم آخرته كفاه الله هم دنياه ومن تشعبت به الهموم في أحوال الدنيا لم يبال الله في أي أوديتها هلك)رواه ابن ماجه (حسن).
5)واعلم أيها الرجل والمرأة أنكما محتاجان إلى الله في كل لحظة وهو الغني عنكم فعلقاً قلوبكم 1 بالله وطاعته وتحقيق توحيده والإعراض عن معصيته والتوبة والإنابه إليه مقبلين على الله دائما فمن أقبل على الله أقبل الله عليه وفي الحديث القدسي أن الله تعالى يقول : (من تقرب إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً....)رواه الشيخان.
 

وكتبه محمد شامي شيبة