رسالة في البخل

محمد شامي شيبة

 
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبعد :
أيها المسلم: احذر من الشح بما أوجب الله عليك من الزكاة والنفقة وغيرها من الواجبات كإكرام الضيف ونحو ذلك واعلم أن الشح مهلك وقد قال صلى الله عليه وسلم ( إياكم والشح فإنما هلك من كان قبلكم بالشح أمرهم بالبخل فبخلوا وأمرهم بالقطيعة فقطعوا وأمرهم بالفجور ففجروا) رواه أبوداد والحاكم وهو صحيح
* احذر من الشح الهالع وقد قال تعالى (إن الإنسان خلق هلوعاً إذا مسه الشر جزوعاً وإذا مسه الخير منوعاً إلا المصلين الذين هم على صلاتهم دائمون)
وقال صلى الله عليه وسلم ( شرما في الرجل شح هالع وجبن خالع)رواه أبوداد وهو صحيح
* اعلم أن البخل داء فكن حذراً من هذا الداء وقد قال صلى الله عليه وسلم (وأي داء أدوأمن البخل رواه الشيخان
* كن متصدقاً ولا تكن بخيلاً وقد قال صلى الله عليه وسلم ( مثل البخيل والمتصدق كمثل رجلين عليهما جبَّتان من حديد من ثديِّهما على تراقيهما فأما المنفق فلا ينفق إلا سبغت على جلده حتى تخفي بنانه وتمحوا أثره وأما البخيل فلا يريد أن ينفق شيئاً إلا لزقت كل حلقه مكانها فهو يوسعها فلاتتسع ) رواه الشيخان
قال في فيض القدير : (تخفي بنانه) أي تستر أصابعه( وتمحو أثره) أي أثر مشيه يعني أن الصدقه تستر خطاياه كما يغطي الثوب جميع بدنه.
* ازهد في هذه الدنيا ولا تبخل بالمال بل اعط منه وانفق وتصدق واحذر من الهلاك بسبب البخل والحرص وطول الأمل وقد قال صلى الله عليه وسلم ( صلاح أول هذه الأمة بالزهد وهلاك آخرها بالبخل والأمل) رواه البيهقي في الشعب
* لاتطع الشح فتهلك وابحث عن النجاة ورفع الدرجات وقد قال صلى الله عليه وسلم ( ثلاث مهلكات وثلاث منجيات وثلاث كفارات وثلاث درجات فأما المهلكات فشح مطاع وهوى متبع واعجاب المرء بنفسه
وأما المنجيات فالعدل في الغضب والرضا والقصد في الفقر والغنى وخشية الله في السر والعلانية
وأما الكفارات فإنتظار الصلاة بعد الصلاة واسباغ الوضوء في السبرات ونقل الأقدام إلى الجماعات
وأما الدرجات فإطعام الطعام وإفشاء السلام والصلاة بالليل والناس نيام رواه الطبراني في الأوسط وهو حديث حسن
* كن جوادا ًكريماً متأسياً برسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك فقد كان أحسن الناس وأجود الناس وأشجع الناس صلى الله عليه وسلم