اطبع هذه الصفحة


وللحقيقة فقط ..(4)

سلمان بن يحي المالكي
slman_955@hotmail.com

 
وللحقيقة فقط ..(3)

ومن سنن الله في إهلاك هذه الدولة ..

ثانيا : التأله .
فلقد ادعت الولايات المتحدة الأمريكية لنفسها من القدرات ما لا يليق إطلاقه إلا على الله تعالى ، فهي تمارس علاقتها مع كافة دول العالم على طريقة فرعون عندما قال " يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري " وعندما قال " أنا ربكم الأعلى " وعندما قال " ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد " فلما وقع لها مثل هذا الادعاء ، ليس بلسان المقال بل بلسان الحال كان لا بد أن تتعرض لعقاب الملك الديان ، ذلك أن خطابها مع كافة حكومات وشعوب المعمورة كان منطلقا من جوف هذا الشعور المملوء بالغطرسة والتجبر ، وكأنها تقول إنها تعز من تشاء وتذل من تشاء ، كما وقع ذلك حينما خاطب الرئيس بوش رئيس باكستان مشرف بعد أحداث الحادي عشر مباشرة بقوله : أمامك خياران : إما أن تدخل في حلف الولايات المتحدة في حربها ضد الإرهاب وإما أن نعيد باكستان إلى العصر الحجري ، فهذا الحال يجسد لنا حال النمرود مع إبراهيم عليه السلام لما قال له " أنا أحيي وأميت " قال كيف ؟ قال : آتي بإنسان حي فأقتله ، وآتي بإنسان محكوم عليه بالقتل فأعفوا عنه وهكذا تفعل هذه الدولة ، فمن تريد قتله سلطت عليه آليتها الحربية الجبارة من أمثال الطائرات B 52 أو صواريخ توماهوك ( كروز ) كما رأينها في العراق فتبيد وتحيل أرضه يابسا ، ومن أرادت إبقاءه حيا عفت عنه ، هكذا هو مفهومها ومنطوقها ، أي كما يفعل الإله ، فسبحان الله عما يدعيه المتألهون ، فبسبب ممارستها ما لا يحق لأحد أن يقوم به إلا الله الحق ، استحقت أن يحيق بها العذاب الإلهي كما حاق بفرعون عندما ادعى الألوهية " فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم وهو مليم " " ودمرنا ما كان يصنع فرعونُ وقومه وما كانوا يعرشون "

ثالثا : الذنوب .
صحيح أن الذنوب قد تقع من أي إنسان أو أمة ، إلا أن الولايات المتحدة هي أبرز من يقود العالم نحو الموبقات ، ومن أهمها الاقتصاد العالمي القائم على البنوك الربوية والبورصات المالية ، ثم ما تنفذه من مخططات لتغيير السلوك السوي لدى بني الإنسان من خلال إنتاجها للأفلام الإباحية وأفلام الجريمة ، المفعمة جميعها بكل ألوان الانحرفات التي تخطر على بال الإنسان أو لا تخطر إضافة إلى فرض آرائها الضالة وأفكارها الشاذة في السياسة والاقتصاد والثقافة وغيرها على معظم دول العالم ، مع تدخلها في الشؤون الداخلية لتلك الدول ، ومحاولة تغيير هويتها تحت مسمى العولمة ، هذا فضلا عن تهديداتها باستعمال القوة ضد أي دولة تتمرد على السير وفق المخطط الذي تضعه لها ملوِّحة للجميع بتواجد قواتها في كافة القارات وجميع المحيطات وفي الفضاء وآفاق السموات ، وأنها لن تتورع عن استخدامها ضد كل من يقف حائلا دون تحقيق مصالحها الأنانية الخاصة بها دون غيرها ، ولهذه الذنوب العظيمة وغيرها كثيرة جدا مما لا يتسع المقام لذكره وتعداده ، فإن هذه الدولة المتجبرة المتكبرة قد وضعت نفسها في موضع من يستحق أن ينزل عليه الغضب الإلهي الرباني حيث إن سنة الله قد جرت على هذا النحو في كل من يقترف أمثال هذه الموبقات في الأمم السابقة " فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون " وقال عن فرعون " فأخذهم الله بذنوبهم والله شديد العقاب " وقال عن الأمم السابقة " فأخذهم الله بذنوبهم وما كان لهم من الله من واق " ففي هذه الآيات تبين سنة الله في أخذ للأمم والدول بذنوبها التي اقترفتها ، وسيصيب هذه الدولة الكافرة ما أصاب الأمم السابقة بما اقترفت أيديها من الذنوب والمهلكات .

وللحقيقة فقط ..(5)
 

سلمان المالكي
  • مـقـالات
  • رفقا بالقوارير
  • المرأة والوقت
  • الخطب المنبرية
  • إلى أرباب الفكر
  • وللحقيقة فقط
  • الهجرة النبوية
  • فتنة الدجال
  • الصفحة الرئيسية