اطبع هذه الصفحة


نقد كتاب "فتح المنان شرح وتحقيق كتاب الدارمي أبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن"
شرح وتحقيق : نبيل هاشم الغمري

عبد الرحمن بن صالح السديس

 
الحمد رب العالمين ، وصلى الله على نبينا المبعوث رحمة للعالمين أما بعد :

فلا يوجد حسب علمي شرح مطبوع لسنن الدارمي غير هذا الكتاب ، وهو كتاب نفيس أكثر المؤلف فيه من النقول ، وتوسع في الكلام على الرواة ، والتخريج ، وضبط النص ضبطا جيدا .

وهو بالتحقيق أشبه منه بالشرح ؛ لأني رأيته يترك أحاديث من غير شرح في مواضع كثيرة .
والمشروح غالبه ليس من كلامه بل معظمه نقول .
وفي الكتاب في بياض كبير في جوانب الصفحات ، ولو صف صفا أفضل لنقص منه مجلدان أو ثلاثة .

وسلك المؤلف في شرحه لأحاديث العقيدة مسلك أهل البدع ، في مسائل الصفات ، والغلو في النبي  ـ بعض مسالك الصوفية ـ و هو مقلد في معظم ذلك ، فقد أكثر من نقل التأويلات الباطلة لنصوص الصفات عن الخطابي ، وابن فورك ، والبيهقي ، وابن حجر وغيرهم.

وقد ذكر المؤلف 6/573:
وعقيدتنا هي عقيدة مشايخنا ، ومن أدركنا من أهل العلم ، والمعرفة بالله ، وهي عقيدة السلف الصالح من الصحابة ، والتابعين ، ومن جاء بعدهم من أهل المذاهب الأربعة وهي: أن الله كان ولم يكن شيء قبله ، وهو الآن على ما كان ... !! اهـ

تأمل هذا الخلط ! ولا أدري هل تعمد بهذه العبارة مشابهة أبي المعالي الجويني بقوله : (كان الله ولا عرش ، وهو الآن على ما كان ) أم جاءت جهلا ؟
في كلا الحالين عجيب ! أهذا مذهب من ذكرتَ ؟

ومعلوم أن كثيرا من المتأخرين من أتباع المذاهب الأربعة دخلت عليهم بدع المتكلمين ، فكانوا على طريقة الخلف .

وقد سمى من مشايخه الذين أخذ ، وتلقى عنهم :
محمد علوي مالكي ، والفاداني ، والغماريَيَنِ ، وغيرهم .

وهؤلاء من مشاهير أهل البدع في هذا الزمان.
وأحال على مؤلفات لشيخه محمد علوي رأس المبتدعة الصوفية بمكة ، وأثنى عليها في حديث " لاتطروني " ولمز أهل السنة .

وقد رأيت المؤلف أحيانا يلبس على القاري بتوهيمه أن البعض (وأظنه: يقصد أهل السنة هنا في بلدنا) يبغضون النبي  !
وهذا منتهى البغي والظلم .
ورأيته أحيانا يهجم على من خالف طريقته ، ويرميه بالجهل ، والوقاحة ، وسوء الفهم !

ورأيته في مواضع يتجاوز أحاديث الصفات من غير شرح .

ورأيته في مواضع ينقل عن كتب ابن تيمية ، وابن القيم ، ومن قبلهم من أهل السنة ، وكتب العقائد .

وهذه بعض المواضع التي وقفت عليها ، وفيها مخالفة لمنهج أهل السنة :

1/426و 558و559
6/432و433و573-576
8/322-326
9/584و591و674و697و698و706و777
10/458

والخلاصة أنه يستفاد منه في ضبط الكتاب ، والتخريج ، وغيرها ..
أما العقيدة فلا ، فليس الرجل ، ولا من سمى من مشايخه بأهل أن يؤخذ عنهم ذلك.
والله أعلم .
 

عبد الرحمن السديس
  • مقالات متنوعة
  • فوائد حديثية
  • مسائل فقهية
  • فوائد تاريخية
  • مسائل عقدية
  • الصفحة الرئيسية