اطبع هذه الصفحة


هل يجوز لرجال الهيئة تأخير الصلاة حتى يخرج الناس من المساجد ؟!

عبد الرحمن بن صالح السديس

 
الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على خاتم النبيين وإمام المرسلين وعلى آله وسلم تسليما .
أما بعد :
فإن ما يقوم به إخواننا رجال الهيئة من تذكير ومتابعة الناس في الصلاة، والتأكد من إغلاق المحلات ، ومحاسبة من يتخلف عنها ... إلخ يأخذ منهم وقتا حتى إنه قد يشرع الناس في الصلاة بل قد تنتهي الصلاة في المساجد ، ولم ينتهِ عملهم في متابعة الناس ...
فهل فعلهم هذا سائغ شرعا ؟ وما دليله ؟

الجواب في هذه النقول :

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما في مجموع الفتاوي 23/164:
قال [صلى الله عليه وسلم ] : « لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم إنطلق معي برجال معهم حزم حطب الى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار لولا ما فى البيوت من النساء والذرية » . فكان يدع الجمعة والجماعة الواجبة لأجل عقوبة المتخلفين فإن هذا من باب الجهاد الذي قد يضيق وقته فهو مقدم على الجمعة والجماعة ، ولو أن ولى الأمر كالمحتسب وغيره تخلف بعض الأيام عن الجمعة لينظر من لا يصليها فيعاقبه = جاز ذلك ، وكان هذا من الأعذار المبيحة لترك الجمعة فإن عقوبة أولئك واجب متعين لا يمكن إلا بهذا الطريق .

وسئل العلامة ابن عثيمين رحمه الله كما في فتاواه 15/35و217 :
بعض أعضاء الهيئة يتحرجون من بقائهم إلى ما بعد خروج بعض المساجد من الصلاة,وتعلم يا فضيلة الشيخ أننا نضطر في بعض الأحيان على التأخر,ونرجو من فضيلتكم التكرم بإفتائنا في هذا الموضوع ؟ علماً أنه لا يخرج وقت الصلاة , وجزاكم الله خيراً.

فأجاب :
ليس عليكم حرج إذا بقيتم في توجيه الناس إلى الصلاة,ولو تأخرتم عن الصلاة في المساجد ؛لأن هذه المصلحة عامة وتوجيه للخير,فإن أدركتم آخر المساجد فصليتم فيه فذاك,وإلا فأنتم تصلون جماعة,وفق الله الجميع لما فيه رضاه .

وسئل أيضا في 15/38:
لا يخفى على فضيلتكم أهمية عمل أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وما يحتاج ذلك من الوقت والمتابعة بحيث يتطلب الأمر في بعض الأحيان تأخيرهم للصلاة إلى حين خروج المساجد وتفويتهم للصلاة مع الجماعة ولكثرة كلام الناس في ذلك,نأمل من فضيلتكم تبيان ذلك بفتوى خطية , فلكم من الله الأجر والمثوبة إن شاء الله ...

فأجاب :
لا حرج على الأعضاء إذا بقوا يوجهون الناس للصلاة و يأمرونهم بها ولو تأخروا عن الجماعة في المساجد؛ لأن عملهم هذا مصلحة عامة ودعوة للخير, فإن أدركوا آخر المساجد فصلوا معهم فذاك , وإلا صلوا وحدهم جماعة في أي مسجد.
ولا عبرة باتهام من اتهمهم بعدم المحافظة على الجماعة؛ لأن الأعضاء محل ثقة ، وعملهم هذا في مصلحة المسلمين, ولقد هم النبي صلي الله عليه وسلم أن يأمر بالصلاة فتقام , ثم ينطلق إلى قوم لا يشهدون الصلاة, ومعه رجال معهم حزم من حطب فيحرق على المتخلفين بيوتهم بالنار , ومعلوم أن هؤلاء الرجال لن يحضروا الصلاة التي أقيمت لأنهم مشتغلون بمصلحة تأديب المتخلفين, فمن اتهم الأعضاء بما ذكر فليبين له الحكم في ذلك, والله الموفق .

 

عبد الرحمن السديس
  • مقالات متنوعة
  • فوائد حديثية
  • مسائل فقهية
  • فوائد تاريخية
  • مسائل عقدية
  • الصفحة الرئيسية