اطبع هذه الصفحة


كن على حذر من نصائح الأقران والعوام !

عبد الرحمن بن صالح السديس

 
الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على النبي الكريم أما بعد :
فهذه خاطرة لعل فيها نفعا!
وهي أنه يكثير في الناس المباردة في النصح ليس في أمور الدين فقط؛ بل في كل شيء، ـ وهذا قصد حسن لكن القصد وحده لا يكفي ـ وإن أردت مصداق كلامي، فقل في أي مجلس شئت: في بطني ألم ؟ أو في صدري؟ أو حلقي؟ أو في سيارتي مشكلة ؟ أو ... ؟ = فستجد لمشكلتك عندهم عشرات الوصفات والحلول التي غالبها غير صحيحة؛ لأنها لم تتوفر فيها الشروط، لعدم المطابقة بين حال مشكلتك وما مر عليهم، أو سمعوه مما ظنوه مماثلا لها!
لكن لكثرة الجهل، وعدم تصور خطور مثل هذه النصائح = يبارد كثير من الناس ويحسب أنه يحسن صنعا!
وقل مثل هذا في العلم والدعوة فستجد كثيرا من الشباب يعجل في النصح والتصويب والتغليط لزميله وصاحبه والإنكار عليه في طريقته: في القراءة، أو الحفظ، أو حضور الدروس، أو قراءة كتاب قبل كتاب، أو شراء طبعة دون طبعة، أو... وعامة كلامه مبني على غير علم، وعلى غير خبرة ولا بصيرة، بل ربما لأنه سلك طريقا غير هذه، أو لأنه سمع أحد طلبة العلم أوصى بطريقة لا تطابق ما عليه صاحبه، بل وربما لأنه لم يقتنع بها، أو لم تعجبه !
فحذار من التعجل في النصح من غير بصيرة، وحذار وألف حذار من قبول مثل هذه النصائح قبل عرضها على أهل الخبرة والاختصاص ممن هم أعلم وأخبر، وأولى بأصابة الحق من هؤلاء .

 

عبد الرحمن السديس
  • مقالات متنوعة
  • فوائد حديثية
  • مسائل فقهية
  • فوائد تاريخية
  • مسائل عقدية
  • الصفحة الرئيسية