اطبع هذه الصفحة


يا تركي السديري أشغلتك أخبار الرياضة والفنانات عن جهود الخطباء والدعاة

عبد الرحمن بن صالح السديس

 
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وصلى الله على عبده ورسوله محمد وآله وسلم . أما بعد:
فقد كتب تركي السديري يوم الاثنين 14/11/1430هـ مقالا عنوانه:
أين الدعاة وخطباء الجمعة في المسؤولية الأمنية؟
وجاء فيه:
" فأين هم مَنْ يسمّون بالدعاة لكي يوجدوا حاجزاً معلوماتياً واعياً يبصرّهم بالإسلام الصحيح؟.. وما هي مهمة داعية في مجتمع بكامله مسلم تماماً إن لم يكن مواجهة هذا الانحراف الإجرامي البشع في خصوصية تحديد لتكون مسؤوليته الأولى؟"
وفكرة المقال هي: لمز طلبة العلم والدعاة من طرف خفي؛ إما بأنهم غير مهتمين بالموضوع، أو أنهم مؤيدون لهذا الفكر .
وقوله : "من يسمون بالدعاة " يظهر نفسية الكاتب نحوهم.
والدعاة وهم: العلماء وطلبة العلم أمامهم واجبات كثيرة جدا، وقد قام جملة منهم بها؛ فبينوا الحق ونصحوا، ونشروا العلم، وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر، ولهم جهود مشكورة في أكثر المجالات.
ومنهم من هو مقصر في هذا الباب أعني: باب نشر العلم وبيان الحق، وليس في خصوص قضية الشباب الضالين المخربين بل في عموم واجب التبليغ والنصح.
وهذه التهمة في نفي الجهود بناها على: عدم علمه بهذه الجهود أو في تجاهله لها، وعزز حكمه بأنه لا تزال هذه الفئة باقية.
ومعلوم لدى العقلاء أن عدم علمه بما بذله الخطباء والدعاة في محاربة هذا الفكر = لا يعني أنه لا وجود للجهود الكبيرة في ذلك، ولعل عذر السديري أنه منشغل في جريدة بأخبار الرياضة والفنانات والأمور التافهة ولا شعور له بما يبذله طلبة العلم في مناقشة هؤلاء ومناظرتهم وبيان غلطهم وكشف شبهاتهم في مواقعهم ومنتدياتهم وفي المجالس وغيرها...إلخ.
وقد بصروهم بالحق وجلَّوه لهم؛ فمنهم من استجاب، ومنهم من لا يزال على غيه، والهداية بيد الله.
كما أن العلماء والدعاة: بينوا الحق لكتاب الصحف وبذلوا الجهود من عشرات السنين، لكنهم مع الأسف لم يزالوا في غيهم وعنادهم في نشر المحرمات من صور الساقطات المتبرجات وغيرها من المخالفات = إذاً ؛ أنتم وهؤلاء الشباب البغاة من جنس واحد في عدم قبول الحق والنصح، واللوم موجه لكم لا لمن بذل النصح وبين الحق، ولم يُستجب له.
قال تعالى: ( فهل على الرسل إلا البلاغ المبين).
ويقال أيضا :
لماذا تحجب طلبة العلم والعلماء من الكتابة في صحيفتك وبيان الحق للناس في كل أمور الدين التي يحتاجها العباد.
ولِم تنصب اهتمامات الصحيفة ومحرريها بأخبار الفنانات والرياضة ونحوها من التفاهات، ولا ينشر إلا القليل عن معالي الأمور التي يحتاجها الناس في دينهم ودنياهم.
وليتك حين كتبت مقالك نظرت في الصفحة الأولى من "الموقع الإلكتروني للجريدة" اليوم لترى عنايتكم بـ"مهرجان دمشق السينمائي"، و"الجهود المبذولة لحماية خيل أحد عارضات الأزياء" !
فهل من يسمح بنشر مثل هذا الهراء له وجه يسال به عن جهود الدعاة ؟!
لكن إذا لم تستح فاصنع ما شئت.
ولو سئل عن جهوده هو ومحرريه في هذه القضية الخطيرة، فلعله لا يجد غير الأخبار التي تشترك فيها عامة المواقع، ومجرد الخبر لا يقدم في حل القضية شيئا .
أو نشر مقالات عامة ما فيها:
تسجيل مواقف وتنديد، وسب وهجاء لهم ... إلخ
في مقالات مكررة لن تقدم لهؤلاء الشباب الضالين شيئا إلا أنها ستزيد من كرههم للمجتمع وعداء أهله وتسعر النار في قلوبهم.
أما محاورتهم وكشف شبهاتهم وتفنيدها وبيان الحق = فأنتم في معزل عنه.
وقوله: "لا توجد دولة في العالم تمتلئ مدنها وقراها بالمساجد مثل المملكة، فأين هو دور خطباء الجمعة في تصحيح المفاهيم وحماية المجتمع من هذا الإجرام المتمرس في أداء عدوانه؟"
فالحقيقة أعجب من كثرة الإحصائيات المرتجلة والنسب الطيارة في مقالاته !
ومعلوم أن هذه المساجد أكثرها غير جوامع ،
ومع ذلك فهل عندك إحصائية عن الجهود المبذولة في الخطب؟!
طبعا الكلام على العادة دعاوى وإحصائيات من مهب الريح !
ثم قال:"أجزم أن وزارة الشؤون الإسلامية تحتل المركز الثاني بعد وزارة الداخلية في تحمل مسؤولية مطاردة انحراف المفاهيم، سواء بواسطة مَنْ يسموّن بالدعاة أو بواسطة خطباء الجمعة.. حيث أننا من خلال وزارة الشؤون الإسلامية يفترض أن نمارس مهمة التوعية الأمنية بحماية مفاهيم آمنة وتصويب مفاهيم خاطئة".
وهذا تنصل من المسؤلية، ولم لا يقال: إن المسؤلية الأولى على الإعلام المشغول بأخبار الراقصات والرياضة ومغامرات كتاب الأعمدة واستعراضاتهم، ومواضيعهم السخيفة، وكثرة نشر الأخبار التافهة التي لا تعود على المواطن بشيء يذكر من الفائدة ؟!
وإن كانت الداخلية قد بذلت جهودا كبيرة ملموسة، وكذا الدعاة والخطباء في الوزارة أو من هم من خارجها؛
فأين دور الصحف؟ أم أن مهمتها رمي التهم على العاملين لتستر سوءة تقصيرها؟!
المضحك فعلا أنه قد نشر في جريدته على هذا الرابط: http://www.alriyadh.com/2007/06/20/article258505.html
تصريحا لوزير الشؤون الإسلامية جاء فيه :
"وأوضح معاليه أن عدد الخطب التي تصدت لهذه الفتنة بلغت (170) ألف خطبة بالاضافة الى مناشط دعوية ومحاضرات وكتب وبلغ مجموع الجهود الدعوية في هذا المجال (9) ملايين منشط ".
وهذا في تاريخ 5/6/1428 هـ، يعني العدد الآن أكبر بكثير، وهذا فقط في الجهود التي كانت تحت مظلة الوزارة الرسمية أما غير ذلك فلا يعلمه إلا الله .

أترك الحكم للعقلاء.

 

عبد الرحمن السديس
  • مقالات متنوعة
  • فوائد حديثية
  • مسائل فقهية
  • فوائد تاريخية
  • مسائل عقدية
  • الصفحة الرئيسية