استجابة لطلب أحد الإخوة الكرام بعرض موضوع مفصل حول أبعاد مشروع : كتاب في
جريدة ، والذي سبق وأن تحدثت عنه في مقال سابق بصورة عابرة ، سأتطرق لهذا
المشروع في الأسطر القادمة ، وأسأل الله ان يعينني على إظهار كلمة الحق ويرزقني
الإخلاص في القول والعمل ، فأقول وبعون الله :
كتاب في جريدة : هو ملحق شهري تتبناه ((
اليونسكو )) ..
وفكرته تقوم على إلحاق ملف لعمل روائي
أو شعري أو نثري شهريا لأحد الكتاب المعاصرين ، ويقدم هذا الملف بشكل مجاني ..
مع أحد الصحف التي تتبنى الفكر الحداثي او العلماني وتدعو إليه .. ويستمر عرضها
من عام 1998 إلى عام 2002 .
ولعلك - اخي القارئ - تتأمل معي في الأسماء المشكلة للجنة (( الهيئة الاستشارية
)) لهذه المشروع : أدونيس - جابر عصفور - عبدالعزيز المقالح - عبدالله الغذامي
- محمود درويش ...
وإلى وقت كتابة مقالي هذا صدر من هذه السلسلة (( المجانية )) 32 عدد ، من ابرز
المؤلفين الذين عرض نتاجهم أو سيعرض : نجيب محفوظ ، أمل دنقل ، الطيب صالح ،
نزار قباني ، إلياس الخوري ، صلاح عبدالصبور ، عبدالمجيد بن جلون ، طه حسين ،
عبدالوهاب البياتي ، عبدالرحمن منيف ، جبران خليل جبران ، أدونيس ، نازك
الملائكة ، محمود درويش ، محمد زفزاف ...
وكل اسم من هذه الأسماء يمثل منبراً من منابر الحداثة أو الإلحاد أو المجون .
أما الصحف التي تستضيف هذا الملحق : المغرب : صحيفة الاتحاد ((الاشتراكي )) ،
السعودية : الرياض ،اليمن : الثورة !! ، لبنان : السفير ... وغيرها من صحف
البلاد العربية .
أما بالنسبة للأهداف المرجوة منها :
أولا :
السعي إلى إدخال الفكر الحداثي العلماني إلى كل
بيت عربي مسلم ، بدون أي تكاليف تفرض عليه جراء ذلك ، فهم يتعمدون اقتناص
الصحيفة الشعبية في كل بلد ، والتعاون معها ... ومن ثم اقحام ذلك الإسفاف في
بيوت المسلمين عنوة .
ثانيا :
نشر الأفكار الحداثية والعلمانية وبثها من خلال مظلة رسمية توفر لهم الحرية في
النشر وعقد اللقاءات الدورية والندوات ، وهذا يتمثل في ارتدائهم لشعار دعم
الثقافة العربية والذي ورد في مشروعهم قولهم (( فإنا بهذا المشروع ننجز خطوة
مهمة نحو الإندماج الثقافي وتعميم القراءة والتواصل مع الآداب والفنون في مختلف
العصور ، من اجل مزيد من التلاحم وترسيخ وحدة الثاقفة واللغة ... )) فاستظلوا
بمظلة اليونسكو .. بل وحاولوا وبشكل دؤوب وحثيث في الفترة الماضية إلى ان يزجوا
بمنظر من منظريهم لمسك زمام الأمور وتقلد منصب الأمين العام لمنظمة اليونسكو،
والغرض من هذا معروف .
ثالثا :
محاول إيحاء الطرح الحداثي وتجديده بعد الهزائم التي لحقت به جراء تصدي بعض
الغيورين على دينهم لكشف مخططات الحداثة واربابها ، وجراء توبة بعض الحداثيين
من ماضيهم وتخليهم عن التجربة الحداثية ، وقلب ظهر المجن عليها ، والتحدث عن
زيفها وأبعادها الخفية ..
فكان منهم أن حاولوا لم الشمل ، والمنظر في صياغة جديدة يصاغ بها مفهوم الحداثة
فلجأووا إلى مفهوم جديد وهو : مابعد الحداثة ، أو مصطلح ثقافة الصحراء .
وبالنظر إلى تاريخ اولئك الكتاب الذي يعرض نتاجهم ، وخلوهم على الأقل من كتاب
يحملون التوجه الإسلامي والثقافة الإسلامية.. يعرف التوجه الحقيقي والهدف من
وراء هذا المشروع طويل الأمد .
ولعلي في مقال قادم – إن تيسر إن شاء الله – أتطرق إلى عرض مجمل حول الشخصيات
المشاركة وتاريخها وكتاباتها ، لتعرف الحقيقة ويزول اللبس ، والله المستعان .