بسم الله الرحمن الرحيم

مع بني علمان  ... الطرح المموه


إن الطرح المموه من أبرز وسائل ومناهج العلمانيين في تحقيق مآربهم ، وأهل هذا الأسلوب غاية في المكر والحذر ، فهم يدعون الإسلام ويتباكون على حال المسلمين ، حتى يلتبس أمرهم على طالب الحق ، فلا يستطيع تمييزهم ، ولكنهم يعرفون بصدورهم عن آراء الشواذ فيما يتعلق بالشريعة وعدم رجوعهم إلى الحق ولو أقيمت عليهم الحجة .. وهم في الغالب لا ينكشفون إلا في حال فرح غامر بانتشار المنكر أو استياء شديد عند حصول نصر للصحوة الإسلامية ، ففي هذه الحال يصدر منهم ما ينبئ بما يخفون .

وغالب من يسلك هذا الطريق الملتوي يعيش في بلد ترتفع فيه راية الدين فلا يمكن له التصريح بمنهجه ، خشية من العقوبة الرسمية او الشعبية كرفض الشعوب له وسقوط مصداقيته ..
ومن مرتكزات هذا الطرح ما يلي :

أ / الدعوة إلى الاجتهاد والتجديد :
فيلح في ذلك ويحشد النصوص والنقول لشاهدة على ذلك .. ثم لاتلبث دعوى الاجتهاد إلا أن تمتد إلى الاجتهاد في ثوابت الدين وتجديد الأحكام المجمع عليها ، والحث على تجاوز الإنتاج الفكري والفقهي الإسلامي على مدى أربعة عشر قرنا ، والرجوع إلى الكتاب والسنة بشكل مجرد ، ورفض أية وصاية -على حد زعمهم - يفرضها ذلك الإنتاج ، وعدم الاعتراف بكثير من شروط الاجتهاد التي وضعها السلف !

والدعوة إلى الاجتهاد في أصلها صحيحة ، ولكن الاجتهاد له ضوابطه وشروطه التي فصل فيها علماء الأمة القول .. وليس المجال لطرحها الآن .

ب / إدعاء : أن المهم هو أساس الإسلام ، وأن رسالته المهمة هي إصلاح النفوس وتزكيتها وتهذيب الأخلاق .. وأن هذا أهم من تطبيق الشريعة وإقامة الحدود والجهاد ... وغيرها مما يؤذي الحس العلماني المرهف !!

ج / دعوى الحرص على الوحدة وعدم التفرق : وهذه الدعوى قديمة ومتجددة لدى العلمانيين ، فهم يرفعون هذا الشعر في كل مكان ، ويرفضون التمسك بالدين لأنه - على حد ما يزعمون - يفرق المجتمع ويؤجج النزعة الطائفية ، وقد قال هذا الدعوى كثير من العلمانيين . ولا أدل على ذلك من حريق القديح في القطيف ، وحادثة قرية الكشح في صعيد مصر ... وما كتب عنهما من قبلهم .

د / القول بتغير الفتوى بتغير الزمان : فهم يذكرون هذه القاعدة في اكثر كتاباتهم ، وحولها يدندنون، ويقيمون الحجج وينقلون النصوص ويحشدون أقوال السلف على صحتها وأهميتها ,,, وهذه القاعدة صحيحة لا غبار عليها ، وقد بحثها علماء الإسلام بحثا دقيقا مؤصلا ، ولم تحتج الأمة إلى العلمانيين كي يذكروها بها ، ويفردوا الصفحات في كتبهم لمناقشتها ...

لكن .. من يناقش وهو معظم للنصوص ومحترم لها ، غير من يناقش لكي يسقط بعضا من أحكام الشريعة .. لذلك لم يورد العلمانيون أن هذه الفتاوى التي تتغير بتغير الزمان والمكان إنما هي الفتاوى الاجتهادية في أحكام المعاملات ، أما العبادات وأحكام الأسرة والمواريث في ثابتة لا تتغير, ومن أراد الاستزادة في ذلك فليراجع كتاب ( الوجيز في إيضاح قواعد الفقه الكلي لمحمد البورنو : ص 254 ) ,

ووسائلهم المموهة أكثر وأكثر .

أبو عبدالعزيز الظفيري

الصفحة الرئيسة