اطبع هذه الصفحة


قوة الشاعر

عبد الله بن سُليمان العُتَيِّق


تَكمُن قوة الشاعرِ في توافُرِ أشياءَ تكون عاضدةً قصيدة حتى تنالَ تميُّزها ، و تكون مُعلَّقَةً في قلوب السامعين :
أولاً : قوة المبنى ، من حيثُ البناء اللفظي ، و السبك اللغوي ، و الحبك البلاغي ، فيتماسك بناءُ القصيدة تماسكاً متيناً ، و حيثُ اختلَّ المبنى في أحد جزئياته فإنَّ الخللَ يُدركُ سائر القصيدة بنائياً .

ثانياً :
قوة المعنى ، في وضوحِ المراد من القصيدة ، و جمال التصوير البنائي للمعنى ، و لا تُفيد القوة البنائية إذا كان المعنى ضعيفاً هزيلاً ، فالمبنى جمال الظاهر و المعنى جمال الباطن ، و تمام القوتين البنائية و المعنوية مترابط .
من قوة المعنى في القصيدة الثروة اللغوية ذات المعاني العميقة ، و الحكمُ المُخلَّدةُ من التجارب ، و الأمثال المحكيةُ ، و أكثر القصائد المُخلَّدة فيها هذه القوة ، و خلَّدت شعراءَها بما خلَّدوه فيها من تلك الثروة المعنوية ، كأمثال أشعار المتنبي ، و الشريف الرَّضي ، و الصَّفي الحِلِّي ، و غيرهم من أساطين و كبراء الشعر .

ثالثا :
القوة الظاهرة ، و قوة الشاعر الظاهرة تَكمُن في :
- الصوت ، فللصوتِ دورٌ كبيرٌ في إيصالِ الشعرِ للسامعين ، و بقدر قوة الصوتِ الذي يخترقُ آذان السامعين الداخلية يكون التذوقُ للشعرِ ، و عندما تتذوقُ الأُذن النفسية الشعرَ بقوة الصوتِ يُدرك السامعُ كثيراً مما يُدركه الشاعرُ في تذوقاته لشعره .
و قوة الصوت تأتي في تلحين الشعر ، و هو حداؤه و غناؤه ، فالإيقاعاتُ الصوتية لها تأثيرها في نفس السامع ، و حين كان المُنشدُ للشعرِ لا يُسعفُ صوته في ذلك استُعينَ بالإيقاعات الآلية لتؤدي بعضَ الغرضِ في إيصالِ رسالة الشعر النفسية لنفسِ السامع .

- الصورة ، عينُ السامع للشعرِ ترْقُبُ حركاتِ الشاعر في صورته حين إلقاءِ شعرِه ، فيكون لها أثرُها الكبيرُ ، و عندما تتوافقُ الحركات الجسدية و التي يستقبلها السامع ببصره مع معاني الشعرِ الذي يقوله الشاعر يقع الأثرُ ، لذا كان فنُّ الحركات الجسدية مهماً في عملية التواصُلِ بين الناس .


Abdullah.s.a
 

عبدالله العُتَيِّق
  • مقالات
  • كـتـب
  • خواطر
  • أدبيات
  • كَلِمَات طـَائِرَة
  • الصناعة البشرية
  • منتقيات
  • للتواصل مع الكاتب
  • الصفحة الرئيسية