اطبع هذه الصفحة


أخبارُ الحمقى والسنابيين!

عبداللطيف بن عبدالله التويجري
@twijri_a


رحم اللهُ ابنَ الجوزي صاحب كتاب: (أخبار الحمقى والمغفلين) حين ألَّف هذا الكتاب في تلك الحقبة، وما أحوجنا إلى أن نؤرخ لحقبة جديدة في أخبار المعلنين سخافتهم على الهواء، وفي أخبار الذين يُضلونهم بغير علم، ألا ساء ما يزرون، ماذا عسى مؤلِّف كابن الجوزي أن يكتب حين يُشاهد واقعًا كواقع السنابيين؟!
تدور مادة (سَنَبَ) في قاموس العقلاء على أنهم مجموعة حمقى يُشغلون الناس بتوافه أمورهم، وسخافات عقولهم، سماجة في نشر التفاهات، والمظاهر والمباهاة.
أن يستعد بعضهم أن يعيب سمعة أهله وذويه، وأمه وأبيه= من أجل مقطع يشتهر به، ولو كان يحملُ جبالًا من البذاءة والطيش والجنون.
فعلًا كم نحن مشغولون بتتبع أوقات الفارغين من خلال حائط السناب والسنابيين، وكم نحن بحاجة لرفع لافتة في الطرقات والأسواق تقول: (لا تجعلوا من الحمقى مشاهير)!
الشهرة داء مقيت، وبعض السنابيين يحبون أن يشتهروا ولو في أسماء المجانين، وقد حُكيَ أن ابن الأثير حين كتب كتابه الموسوعي: (الكامل في التاريخ) سمع به أحد مولعي الشهرة في زمانه فقلب الكتاب يبحث عن اسمه فلم يجده فقال: (ليت ابن الأثير كتبنا ولو في أسماء اللصوص)!
ما يحصل اليوم في واقعنا المحلي من أخبار السنابيين وما يتباهون بنشره على الملأ= يستوجب من العقلاء دراسة هذا الأمر، والحد من انتشاره لكي لا يكتبنا التاريخ في أخبار الذين ساد حَمقاهُم عقلاءَهم!
صحيحٌ أن التعميم مجحفٌ هنا، والكلام على فئة معينة، وفرق بين من دخل البرنامج يريدُ نفع الناس، وبين من دخله يريد شهرة بين الناس، ولقد نصح إبراهيم بن أدهم الجميع فقال: (ما صدقَ اللهَ عبدٌ أحبَّ الشهرة)، فأحسنوا أيها السنابيون إن الله يحبُ المحسنين!

 

عبداللطيف التويجري
  • مقالات قرآنية
  • كتب ومؤلفات
  • مقالات نقدية
  • مقالات علمية
  • خواطر وتأملات
  • خطب
  • مواد مرئية وسمعية
  • متفرقات
  • الصفحة الرئيسية